أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - فضيلة التستر على الأخطاء














المزيد.....

فضيلة التستر على الأخطاء


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 7206 - 2022 / 3 / 30 - 02:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تعوّدت آذاننا على سماع مفردات تتكرر علينا وبتكرارها يتوقف التأمل بصحتها كبقية الافعال ,مفردة الستر من ضمن المفردات المتهرئة والمُقزّزة لا نحاول الخوض في تفسيرها ,ولكون النساء الفئة المغضوب عليهنّ دوما والمغلوب على أمرهنّ فموضوع الستر خاص بهنّ دون الرجال, فالرجل مستور عليه منذ ولادته ولا يُعيبه شيئاً مهما فعل "الرجل رحمة وإن كان فحمة" أمثلة نابعة من ثقافة مجتمع يضع العيب وكل العيب في النساء مهما علا شأنهنٍ, فالتحرش عيب عليها وفخرٌ على المتحرش رغم أنها الضحية وهو المعتدي, والزانية تُقتل غسلا للعار ويطلق سراح الزاني ، هكذا نبَتت أفكار التمييز بين الجنسين وتناسلت لغاية التستر على الاغلاط لتكون النتيجة المساهمة بالغلط نفسه بحجة التستر على أصحابها وهو دليل على إننا مجتمعات أساسها هش لا يمكنها أن تقاوم هشاشتها طويلا ولهذا السبب تطمس علاقاتنا في الوحل تحت اقل هفوة.
طالما أثارت تساؤلاتي تلك الأفكار والمفاهيم التي يتمسك بها الجموع ويعتبروها من ضمن الفضائل رغم إنها سببا رئيسيا لمشاكلنا ولتأخرنا ولضياع أعمارنا سدى، أرى بأن اكبر الإساءات هي أن يلتزم المعارف والأصدقاء الصمت أمام رؤيتهم لخيانة أحد الأزواج وهي ظاهرة موجودة وتغلب على سلوكنا ويسموها "الكذب الأبيض" والتستر على الأخطاء بحجة الحفاظ على العائلة من الانهيار رغم إن الانهيار قائم لكنه مخفي ,ولكونه مخفي عن عيونهم فكأنه غير موجود ، حجة سمجة وهي بمثابة خيانة مضاعفة لزوجة مخدوعة تشارك الجميع بخداعها ، وبدلا من شعورهم بالذنب بخداعهم للزوجة يلازمهم الشعور بالفخر ويكون تفكيرهم على شاكلة الله يحب الساترين أو فلندع الخلق للخالق ، وبحجة هذه الفضيلة كما يطلقون عليها يبتعدون عن الفضيحة فيدعون الخلق للخالق ويرتكبوا ذنبا أكبر من سابقه بحجة خوفهم من أن يتحملوا الذنب , يستمر الحال على هذا الاساس الى أن يأتي اليوم الذي تكتشف به الزوجة بأنها كانت مخدوعة لتتهاوى العلاقة من أساسها وتخرج هي منها بخسائر نفسية لا يُعوّضها شيء، الشعور بالأسى والندم وخداع المحيطين بها، الشعور بالغبن وضياع العمر ,الشعور بالغدر والتسبب بعقدة نفسية ، والكثير من الامور التي تواجهها المرأة خصوصا لو كان ينقصها الوعي, ومؤكد بأنها ستخرج خالية من العقل بخضم تلك العلاقة التي استنزفت جهدها وطاقاتها من جراء تسلط الذكر على كيانها وعقلها وهناك استثناءات أكيد لكن تُعنيني الغالبية,هذا فيما لو احتفظت الزوجة بكرامتها وانتفضت على فعل الخيانة وهذا نادر الحدوث لكون اغلب النساء تُهدر كرامتهن بالزواج ويتقبلنّ خيانة ازواجهنّ برحابة صدر بل وأحيانا يتستّرن عليها ويمثلنّ دور الغباء أمام سي سيدهنّ المُبّجل بل ويضعنّ السبب واللوم على أنفسهنّ وما عليها سوى أن تفكر أين يكمن الخلل بها وأين يكمن نقصها لتحاول تعديله، فبدلا من وضع اللوم عليه ستضع اللوم على نفسها وتحاول أن تغير من نفسها من خلال الاعتناء بمظهرها والاعتناء بزوجها أكثر حتى لا يضيع منها وكأنه يحظى بمكافئتها له على خياناته ، أو بأتعس الأحوال تترك الامور على الله الذي سيأخذ لها حقها في يوم الحساب بدلا من التمرّد على واقعها، يزداد رضوخها شيئاً فشيء وتبدأ بالتنازلات واحدة تلو الاخرى وكأن الخطأ كان منها، ويلعب هنا تخلف المحيط دورا كبيرا ليُعزّز بداخلها هذا الشعور من خلال النصائح التي ستكون على شاكلة "عليك الصبر والتسلح بالحكمة حتى لا يضيع ابو بيتك منك ,ومن أقبح الأمثال التي ستقال بمثل هذه المناسبات "الطير مهما يطير يرجع لعشه" "والرجل مهما فعل سيبقى رجل ولن ينقص منه شيئاً ".
واليوم غالبية النساء يعرفنّ بخيانة أزواجهنٍ ولكنهنّ يلتزمنّ الصمت إزاءها خوفا من ضياع الأمان الوهمي لها وخوفا على حياتها التي ستنتهي بدونه , وتستمر الزوجات في استنزاف أنفسهنّ وخداعها وبمرور الأيام سيدرك الزوج بأنها مجرد حطام لا كرامة لها ولا عقل وصارت غير صالحة للاستخدام فيقوم باستبدالها بكل بساطة. والأغرب من كل هذا رؤية البعض التي لا يعتبرها خيانة بل هو فعل غريزي وطبيعة الرجل الشبقية التي تجعله لا يكتفي بزوجة واحدة فهو ميّال للتعدد بفعل شياطين الفجور التي تركبه بين فينة وفينة، وهو لعمري تفكيراً أحمقاً عندما ينعتون الرجل بالقوة ومن ثم يتهاونون أمام نزواته بحجة ضعفه أمام غرائزه، هذه من ضمن الأسباب التي يدمجها الاغبياء بموضوع عهر تعدد الزوجات وسؤالهم الأحمق والجاهز دوما على ألسنتهم " أيهما الأحسن أن يزني بالحرام أم يعدد بالحلال" ؟ عبارة غبية تطلقها بعض النساء أحيانا لإقناع أنفسهنّ بعد أن نلنّ القسط الكافي من تشويه عقولهنّ.
فلو رغبنا ان نعرف صحة ما تبنيناه من افكار علينا ان ننظر للواقع ونرى مدى تأثير افكارنا عليه فأيامنا الحاضرة تصرخ بوجوهنا وتقول نحن نتاجا لماضينا ولمفاهيمنا ولعاداتنا .



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون عنوان
- وهل هناك عيدا للأم في مجتمع لا أمان به للنساء ؟
- قانون تأميم النساء
- ولا يزال عيدكُ حزين
- مُطلِقة بكسر اللام وافتخر
- بعض من معاناة نساؤنا
- تأملات في مواقف الحياة
- السكوت على الخيانة بحد ذاته خيانة
- ذبح العقول مرتبط بذبح العجول
- تفعيل قانون العنف الأسري من أجل عراق خالي من العنف
- عن الأحداث الأخيرة
- غياب العقل وغياب الضمير معاً
- القوانين وتأثيرها على تهذيب أو استهتار الرجال
- فيروس العقول أخطر بكثير من فيروس كورونا
- ما يحتمله الإنسان مُرغما لا يُدرج من ضمن القوّة
- بحث في كتاب (الأنثى هي الأصل ) للكاتبة والأديبة نوال السعداو ...
- صورة مُزرية لذكر شرقي
- وفاة البروفيسور عالم الفيزياء Stephen Hawking خسارة كبيرة لل ...
- لنكسر حاجز الصمت أمام ظاهرة التحرّش
- رد على مقال الشاعرة فاطمة ناعوت (سأقولُ يومًا لأطفالي إنني ز ...


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - فضيلة التستر على الأخطاء