أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خطيب بدلة - البحث عن لغة جديدة














المزيد.....

البحث عن لغة جديدة


خطيب بدلة

الحوار المتمدن-العدد: 1669 - 2006 / 9 / 10 - 04:54
المحور: كتابات ساخرة
    


يزعمُ محسوبُك أبو المراديس أننا، نحن أبناء هذه الأمة، لن نصير بشراً متحضرين في يوم من الأيام إذا لم نهب واقفين، كلنا، وعلى اختلاف أطيافنا ومشاربنا، وقفةَ الرجل الواحد، ونهرعْ للبحث عن لغة جديدة، غير اللغة القديمة، الغائمة، المستبدة، التي نتلفظ بها أحياناً من دون تفكير، فنؤذيَ أنفسنا أكثر مما يستطيع عدونا الغاشم أن يؤذينا، ونَسْـقُطَ، من حيث لا ندري، من عين مَن يستمع إلينا مثلما تسقط البعرةُ من إست البعير!
مثلاً: حينما يجلس الرجلُ (الذي يحمل سُلَّمَ الدفاع عن الديمقراطية بالعَرض ويمشي في الزاروب الضيق) بين أناس يتحاورون حول الديمقراطية فهو أول مَن ينبري ليشرح للآخرين أن الديمقراطية، من ألفها إلى يائها، تعني احترام وجود الآخر، واحترام رأيه، وحقه في الحياة الكريمة، وإذا ارتكب هذا الآخرُ جرماً، جنحةً كان أو جناية، فإن من حقه أن يُحَاكَمَ على نحو عادل، وأن يدافع عن نفسه حتى آخر رمق، وأن يوكل أفضل المحامين، ويتابع قائلاً: خيرٌ لك- كما تقول القاعدة الحقوقية- أن تبرىء تسعة أشخاص مشتبهاً بهم من أن تجرِّمَ بريئاً واحداً ..
ولأجل إثبات ولع صاحبنا بالديمقراطية (والحرية والعدالة والرقي والتحضر) سرعان ما يتحدث عن الدول المتحضرة التي ألغت حكم الإعدام منذ زمن بعيد، باعتباره حكماً غيرَ إنساني، متنافراً مع روح عصرنا،.. ثم يخفف صاحبُنا دمَه حتى ليخيل إليك أنه سوف يتطاير مثل الكحول الإيتيلي، وأنه سيصاب، نتيجة لذلك، بـ (فقر الدم)، ويقول:
- إن البشرية في أطوارها الأولى (المتخلفة/ البدائية) كانت تتفنن في إعدام الناس، حتى قيل، والعهدة على الراوي أن بعض الطغاة المستبدين كانوا يخوزقون خصومهم! ويفلت صاحبنا وراءها ضحكة لها أول وليس لها آخر، شماتةً بأولئك المتخلفين أبناء المتخلفين!
وإذا صادف أن سمع هذا الرجلُ (الذي يحمل سلم الدفاع عن الديمقراطية بالعَرض ويمشي في الزاروب الضيق) حديثاً عن رجل ارتكب جناية أو فعلة فظيعة سرعان ما يقول، من دون تفكير تقريباً:
- قسماً بالله بدو خوزقة!
ويقول في مجال آخر:
- علي الجيرة إذا سلموني هذا البلد شهرين ما بخلي واحد فاسد على وجه الأرض، أخي، بالعربي، الناس ما بتفهم بالعيني والروحي، الشغلة بدها تعليق مشانق!
ذات مرة، قبل أكثر من خمس عشرة سنة، صادفتُ أحد الفهلويين المتحذلقين المحسوبين على أهل الذكاء والفهم والثقافة، وكان من أكثر المعجبين بشخصية القائد التاريخي الفذ الملهم (!!!!!) صدام حسين، فحدثني أحاديث تشبه الأساطير عن ولع صدام حسين بالنظام! وحرصه شبه المَرَضي على ثروات العراق! وقال لي، من جملة ما قال، إن صدام تفقد، ذات مرة، ميدانياً، ورشةً لرصف الطرق، وحينما اكتشف أن المهندس المشرف على التنفيذ قد اختلس بعضاً من المواد، أمر سائق المدحل بـ (دَحل) المهندس! أي: تسطيحه فوق الطريق وجعل المدحلة تدوس عليها ذهاباً وإياباً حتى تصبح جثته مستوية مثل أرض الطريق.
مثال آخر: خلال الحملة العسكرية الفظيعة التي شنتها الدولة التي تشكل خطراً على السلم العالمي (إسرائيل)، على شعب لبنان وأرضه، استخدم كتابنا الأشاوس لغةً يمكن التوصل، بقليل من المحاكمة، إلى أنها لغة غير دقيقة، وبالتالي لا تعبر بشكل جيد عن واقع الحال.
يقول أحدهم، مثلاً، في معرض تعليقه على الحرب: إن الغارات (الوحشية) التي تشنها إسرائيل على جنوب لبنان هي كذا وكذا..
وحقيقة فإن تشبيه ما رأيناه على شاشات الفضائيات بأفعال (الوحوش)، فيه ظلم كبير للوحش الذي لا يمتلك من أدوات الفتك والتدمير سوى مخالبه وأسنانه، وهو لا يفعل هذا إلا حينما يجوع، وإذا وجد فريسته، بعد أن يأكل منها، تزيد عن حاجته للطعام، فإنه سرعان ما يتركها لغيره من الوحوش الجائعة ويمشي، وأما إلقاء مئات القنابل التي تزن عشرات الألوف من الأطنان من المواد شديدة الانفجار فوق رؤوس الناس، وإحراق الأخضر واليابس وهدم الجسور ومنع أعمال إغاثة المدنيين، فحقيقة أنا أستغرب تشبيهها بسلوك الوحوش المساكين!



#خطيب_بدلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختراع عربي.. النَدَّادة الأوتوماتيكية
- نعوات طائفية
- المونديال وفقدان الدهشة
- هل حدث في البلد انقلاب؟


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خطيب بدلة - البحث عن لغة جديدة