مديح الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 09:32
المحور:
الادب والفن
حينَ معَ الريحِ حرْفَكِ
بعدَ مِشراطِ الحداثةِ
تنسيقاً وتنميقاً؛ تُطلقين...
لهُ الأفواهَ يَفغَرُ قومٌ
خاشِعينَ أسماعَهُم أصاخُوا
بلْ كُثُرٌ غيرُهُم مُصفِّقينَ يُطبِّلون
فذا بمُختَصَرٍ؛ ما استحقَّ قولُكِ يُفتِي
وذاكَ بحرفٍ هزيلٍ ثناءً يَكيلُ
عليكِ تنهالُ رسائِلُ المُعجَبين
بهالةِ وَجهِكِ
أو بحرفِكِ أُغرِمُوا
كما الغيثُ عليكِ تهطلُ
رياءُ مُنافِقٍ
أو قولُ حقٍّ تستحقِّين
قد يُطرِبُ قلبَكِ عَزفُ بعضٍ
توريةٌ، رمزٌ، إشارةٌ
وأنتِ لذاكِ العزفِ تَطرِبين
ذاكَ تعمَّدَ إشغالَكِ عني
ذريعةَ نُصحٍ، تقويمَ لفظٍ، تعديلَ معنى
فعلى إرضائِكِ، موقِنٌ؛ كما الساعي إلى سَرابٍ
أو مثلَ مُغرَمٍ بالثريّا؛ يتهافتون
فإيَّاكِ والغرورَ...
بمرآةِ غِشٍّ؛ وجهَكِ لا تُطالِعي
ومثلَ طاووسٍ؛ عليَّ ريشَكِ تنفشِين
فلا في بدءِ يومٍ تحيةٌ، ولا على خيرٍ الإصباحُ
عندَما تنامين...
بعدَ ساعاتِ نَجوى تطولُ
أوصالُكِ تهتزُّ مِن وَجدٍ
وأنتِ، أنَّكِ عاشقةٌ مثلي؛ تنكرِين
بما يختِمُ العُشَّاقُ خواتِمُ نتلوها
آهاتُ شوقٍ، وحسرةُ لهفةٍ، وعلى الهواءِ
قبلاتُكِ تَترى...
أنفُثُ زفراتِي، ومثلَها حرَّى تنفُثيْن
أُناديكِ: يا مجنونةُ، وأنتِ بحقٍّ مَلاكي
وتقهقهينَ، وما أعذبَ همسَكِ: يا مجنون
إيَّاكِ، إيَّاكِ أنْ يمدَّ لكِ الغلوّ يداً
بفعلِ ما سمِعتِ مِن المُنافقين
عاشِقاً صدِّقِي، في هواكِ هامَ صادِقاً
لعينَيكِ حرَّرَ مَن سَكَنَّ بأقفاصِهِ
ومثلَ مارِدٍ في جَرَّةٍ أسمَعنَهُ:
(شُبَّيكَ لُبَّيكَ، مُرْنا وخُذْ ما تُريد)
برَسمِ غيرِكِ ما هامَ
أو ضاقتْ الدُنيا؛ كما عنهُ قاصِدةً تَغيبين
ثلُثا خافقَيهِ لكِ أفرَغَ مَنزِلاً، وما بَقى
مُجبراً أفرَغَهُ لباقي العالمِين
على مُفترقِ الطرقاتِ واقفةٌ أدري
قرعتِ أجراسِيَ، للحُبِّ
بعدَ كُفري بهِ، هدَيتِني
فما أنا بكِ مفتونٌ بنزوةٍ، ولستُ كما هُم
أحاطوكِ مِن المُعجبين
أنا عاشقٌ أسلمَ العقلَ والقلبَ والروحَ
بين يَديكِ
حاكمَ عدلٍ اختَرتُكِ؛ كونِي
أعدلَ قاضٍ بحقِّي
وخيرَ الحاكِمين...
................
كندا- 22 - 3 - 2022
#مديح_الصادق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟