|
هل صار ملح الطعام مكرمة ؟
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7198 - 2022 / 3 / 22 - 21:44
المحور:
كتابات ساخرة
السخرية من مفردات بطاقتنا التموينية هي ذرة الملح التي تجعل ما تقدمه إلينا وزارة التجارة مستساغاً. فما بالك إذا كان ملح الطعام هو المادة الجديدة أضافتها الوزارة الى تلك المفردات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؟. ربما جاءت مبادرتها ومكرمتها الملحية حتى لا تتفسخ المواد في ثلاجاتنا بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فزودتنا بالملح لكي نرشه على الطعام، ويرى آخرون ان رش الملح في البيت ينفع لإبطال الحسد وهو من الأمور المُجربة، فمن يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟. أو (إذا تلف الملح بيش أنملح) ؟. . وربما اختارت الوزارة مادة (الملح) لكي تقتفي اثر الزعيم الهندي (المهاتما غاندي) في مسيرة الملح التي قادها عام 1930 متحدياً ضريبة الملح التي فرضها البريطانيون، قاطعاً مسافة 400 كيلومتر في 24 يوما. أو أنها فكرت بدخول التاريخ من أوسع أبوابه، فسارت على خطى مارك كيرلانسكي بكتابه (Salt: A World History)، فمنذ فجر التاريخ وصولا إلى القرن التاسع عشر، كان الملح هو المادة الأعز، التي بذل الإنسان جهودا مريرة للحصول عليها على مر العصور. . ومع ذلك لا توجد مادة على المائدة أرخص ثمناً من ملح الطعام، ولا توجد مادة أرفع منها قيمة بالمقارنة مع بقية المواد الغذائية. ولها قيمة أعز وارفع في التوصيف الرمزي للعلاقات الأخوية الحمية، وما أكثر الاستعارات في القصائد المكتوبة باللهجة العراقية، من قولهم: (شيفيد الملح والزاد لو وياك ماغزر، ما تسوه العتب يفلان، هيه الدنيا هم تفتر)، أو قولهم: (الملح والزاد ماغزر ولا فاد). وقالت العرب: (حيث أكلت الملح لا تكسر المملحة). . ختاماً يتعين علينا أن لا نقف صامتين إزاء فشل وزارة التجارة وتقصيرها في توفير مفردات المواد الغذائية للعوائل الفقيرة، وأن لا نلوذ بالصمت ونترك الناس بين محبط ومتشائم، فنحن اليوم في أمس الحاجة إلى التصريح والابتعاد عن التلميح، وأن لا نكون مثل الذي يرش الملح على الجرح، ثم يعود لممارسة حياته اليومية كأن شيئاً لم يكن. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ان تكون متقاعدا يعني ان تكون فقيرا
-
أحدث المشاريع المينائية لشركة (CMEC)
-
الأوليغارشية واحتكار الحكم والسلطة
-
القوى الدولية الصاعدة
-
بريطانيا: لا قيمة لدم الإنسان مقابل النفط ؟!؟!
-
قبل أن نموت عطشاً، وقبل أن ننقرض
-
التأثيرات الإستراتيجية للمبادرة الصينية
-
قراصنة الأنونيموس نهبوا حسابات الطرفين
-
المبادرة والحوكمة العالمية
-
ما الجدوى من مبادرة الحزام والطريق ؟
-
ما الذي تخفيه هذه اليد ؟
-
لماذا يكذب القادة ؟؟
-
انتشار حروب التيك توك
-
العرب على الجبهتين في أوروبا
-
معضلة البحث عن الخبر اليقين
-
هل ستتصدر الصين القوى العظمى ؟
-
آزوف ومعسكرات النازيين الجدد
-
هل ستسقط علينا محطة الفضاء ؟.
-
المقالة فنٌ لا علاقة له بالتنظير
-
الدفع المضاعف من جيب عبود
المزيد.....
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
-
الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو
...
-
-ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان
...
-
تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال
...
-
جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع
...
-
نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
-
الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|