محمد ليلو كريم
الحوار المتمدن-العدد: 7197 - 2022 / 3 / 21 - 20:05
المحور:
الادب والفن
- مام
-- نعم صغيري
- الحلوى التي جلبتها لي ليست حلوة
-- يا طفلي المدلل، تعال وألصق حلواك بأنمل اصبعي وامضغها كما تفعل في كل مرة..
ارتسمت على وجه الطفل المكتنز الخدين مسرة وانشراح واقترب من أمه يتحسس بعينيه موضع اناملها واللهفة تفقده الصبر، فهو لم يعتد أن يُدخل الحلوى في فمه إلا وهي تُغلف نهاية اصابع أمه، ولسنوات اعتاد الطفل هذه الوجبة الشهية.
حينما بلغ العاشرة من عمره تحيرت أمه في كيفية فطامه وتركه يتناول الحلوى دون اناملها، ولكن محاولاتها المخففة كانت تبوء بالفشل، ولما اجتاز العاشرة تعرّض لحادث أفقده أغلب قواه حتى إنه عجز عن تناول الطعام بنفسه، ومرة أخرى تتدخل اصابع والدته فتغذيه الخبز لعشر اعوام تالية.
- مام
-- نعم يا ولدي الحبيب
- الخبز الذي أعددته لي لا يُشبع
-- أوه.. ولدي.. اعتذر شغلتني اعمال المنزل عنك، سأطعمك فورًا..
بعد وفاة أمه بيوم اختفت الحلوى، واختفى الخبز.........
#محمد_ليلو_كريم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟