كاظم الخليلي
(Kadhem Alkhalili)
الحوار المتمدن-العدد: 7194 - 2022 / 3 / 18 - 14:14
المحور:
الادب والفن
للفضاءِ رائحة البارود
وللعصفورِ قامة الشجر
لهذه الارض جناح حطمهُ الغرورُ
في خطوات أقدام البشر ،
تمددت جارفة ً غابة الحديد
ترحلُ من سكانها المدينة ...
ينمو الجشعُ على رائحة ِالفضة في الدراهم
أحقادا ً ..
يخنقها الجفاف
صحراءٌ رمالها حجر ،
عادت قوافل التجار بالملحِ والعبيد
عادت الى أسواقها المدينة ...
يشاكسُ الغرابُ غيمَ الربيع
ويعلنُ صعود الدخان سر الرصاص
في موت صغار الطير
أصفرا ً
صار بياض جبهة الجليد
تمددت خانقة ًغابة الحديد
تهربُ خوفا ً من موتها المدينة ...
متعبا ً يعودُ الخريفُ الى الأعشاش
نام الليلكُ وأسدلت جفونها السنابل
بلا أثر ٍ
تدلفُ الحشودُ الى النفق
تمددت زاحفة ً غابة الحديد
وأختبأت من غروبها المدينة ...
يتقاسمُ الغرابُ والاطفال بقايا بهجة الصيف
يرددُ المساءُ صدى ضحكات الغراب
وينشدُ الاطفالُ قبل النوم أحلاما ً
تذاع ُ في نشرة اخبار منتصف الليل ِ
حروبا ً وأعاصير
يحتارُ قلب الليل وتهاجرُ الطيورُ
بلا أمل ٍ ولابوصلة
ففي الشمال حقل الجليد
تستعرُ الحروبُ في الشرق
وفي الغربِ غابة الحديد
قحط ٌ قد غزى الجنوب ، ...
لاتطيل الوقوف في وادي الذكريات ..
أرحل أيها العصفور
لا تأمن جانب الزمان
أرغب بما يأتيك وأستسلم لما قد فات
كل ما فات ...
والوقت !!
الوقتُ يا عصفور
عجيب هو الوقت
يا عصفور
الوقت قد فات ،
كم من الوقت
سنحتاجُ لكي نلحق بالوقت ؟ ..
غادرَ الصحبُ ما أن حل مساء الهمس ِ
وأنفضَ الدربُ قبل رحيل رفاق الأمس ِ ..
يسرقُ التجارُ بصيص النور
من ليل ِ ظلمة المدينة
وتمددت ساحقة ً غابة الحديد
وأستسلمت لظلام ليلها المدينة .
#كاظم_الخليلي (هاشتاغ)
Kadhem_Alkhalili#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟