|
تقرير هام للأمم المتّحدة عن تأثيرات التغيّر المناخي – 3.3 مليار إنسان يتعرّضون بدرجة عاليّة للأذى جرّاء التغيّر المناخي : الآن !
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 7192 - 2022 / 3 / 16 - 01:46
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تقرير هام للأمم المتّحدة عن تأثيرات التغيّر المناخي – 3.3 مليار إنسان يتعرّضون بدرجة عاليّة للأذى جرّاء التغيّر المناخي : الآن ! مجموعة كتابة عن البيئة – جريدة " الثورة " عدد 741 ، 7 مارس 2022 https//revcom.us//en/33-billion-humans-highly-vulnerable-climate-change-now
3.3 مليار إنسان . تقريبا مجمل سكّان الكوكب . هذا هو عدد الناس الذين يعيشون في بلدان حول الكوكب وهم " يتعرّضون بدرجة عالية إلى الأذى " جرّاء تأثيرات التغيّر المناخي ، حسب تقرير جديد للندوة العالميّة للتغيّر المناخي (IPCC ) . فكّروا في هذا لدقيقة : أكثر من ثلاثة مليارات إنسان حياتهم إنقلبت وهي مهدّدة بأعاصير خارقة للعادة و لصعود مستويات البحار و الجفاف الكارثيّ و الفيضانات القاتلة و النقص الكبير في المواد الغذائيّة و الجراثيم و الأمراض الناجمة عن التغيّر المناخيّ . أكثر من ثلاثة مليارات من البشر يعيشون الآن في مفترق طرق أزمة بيئيّة متفاقمة . يوم الإثنين 28 فيفري ، نشرت الندوة العالميّة للتغيّر المناخي نتائج تقريرها الأحدث الذى سمّاه السكرتير العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غيتارس ، " أطلس عذابات البشريّة " . و هذا التقرير هو ثانى أربعة تقارير . و الأوّل أتى مع نهاية الخريف الماضى وعالج علم التغيّر البيئيّ والتغيّر المناخي الراهن وقد تمّ التطرّق إليه هنا بموقع أنترنت revcom.us ( جريدة " الثورة " عدد 714 ) و هنا (https://www.youtube.com/watch?v=c8u5BfY1LcA&t=84s) في فيديو من برنامج " الثورة ، لا شيء أقلّ من ذلك ! " . و المسألتان المفتاح المعالجتان في هذا التقريرالجديد هما : 1- تأثيرات التغيّرات العميقة في المناخ التي جدّت بعدُ و التأثيرات المتوقّعة مستقبلا و 2- " التأقلم " و " المرونة " – تقييم كيف أنّ المجتمعات الإنسانيّة راهنا " تتأقلم " مع هذه التغيّرات و كيف يمكن " التأقلم " لمزيد التغيّرات المنتظرة و في نظرهم إنشاء مجتمعات " مرنة " قادرة على مواجهة أفضل للأعاصير المتوقّعة . و هذا التقرير إدانة لا تصدّق في كلّ ما يقوله و ما لا يقوله . فبينما يعرض بإقتضاب بعض الإكتشافات المفاتيح في هذا التقرير و ما يعنيه ذلك للإنسانيّة و الكوكب ، ثمّ’ حاجة إلى تسليط الضوء على الحاجز الجوهريّ المانع للتعاطي مع الأزمة المناخيّة الغائب كلّيا في هذا التقرير – النظام الرأسمالي – الإمبريالي – و لماذا لا يمكن أن يترك كما هو بل يجب افطاحة به إن كان ليكون لإنسانيّة و الأنظمة البيئيّة المتنوّعة و الكوكب أملا حقيقيّا . دون هذا ، هناك سخريّة و تناقض عميقين في التقرير : ففيما تدقّ جهود العلماء مشكورة ناقوس الخطر ، إجراءات " اللتأقلم " و " المرونة " لا تقترب حتّى من – وهي غير منسجمة في ذلك مع – معالجة مدى و طبيعة المشكل الذى تواجهه الإنسانيّة و يواجهه الكوكب . و ما كشفوه ذاته علميّا و بشكل صارم بشأن تأثيرات ارتفاع حرارة الكوكب أفظع و مريع أكثر ممّا يُفهم في البداية – و الحلول المقدّمة تافهة و وهميّة . كابوس كارثيّ : جزئيّات التقرير ذاته مريعة بشكل لا يصدّق و كئيبة بشكل لا يُدرك. فهي تحمل كابوسا كارثيّا ، كابوسا يزداد سوء سنة بعد أخرى . و في آن معا تعرض سيناريوهات مستقبليّة و تصف التأثيرات المعلومة بعدُ حول العالم : التدمير غير القابل للنقض للأنظمة البيئيّة الحيويّة ؛ و تداعى الأنظمة الفلاحيّة و منابع الماء العذب و كذلك أنظمة البنية التحتيّة المفتاح ؛ و ظهور عوامل أمراض جديدة . و ستصبح أقسام كاملة من الكوكب غير ممكن العيش فيها للبشر و أنواع أخرى . و كلّ من حدّة و مدى تأثيرات التغيّر المناخي أكبر بكثير ممّا ورد في تقارير سابقة . و نافذة فرصة منع أسوأ فظائع التغيّر المناخي الكارثيّ تُغلق بسرعة . و فضلا عن ما تمّ نقاشه بعدُ ، إليكم بضعة نقاط مفاتيح في تقرير جاء في أزيد من 3600 صفحة ، من قسم يُعنى بالتأثيرات : * و لا مكان على الكوكب آمن من التأثيرات الكارثيّة للتغيّر المناخي – كلّ منطقة مأهولة من العالم تشهد بعدُ إنعكاسات ذلك . و على سبيل المثال : - في أفريقيا ، تراجع نموّ الإنتاجيّة الفلاحيّة ب 34 بالمائة منذ 1963 نظرا للتغيّر المناخي ، أكثر من أيّة منطقة أخرى . - في آسيا ، بعدُ نرى تناميا في المرض و سوء التغذية و أمراض الحساسيّة – بسبب العُرضة إلى الذى بإعتبار موجات الحرارة والفيضانات و الجفاف و ملوّثات الهواء و أكثر تعرّضا لإنتشار الحشرات الحاملة للأمراض . - مع 2050 ، في أمريكا ، الوسطى و الجنوبيّة و أفريقيا جنوب الصحراء و جنوب آسيا ، ما يُقدّر ب 31 مليون إلى 143 مليون إنسان سيضطرّون إلى النزوح جرّاء التغيّر المناخيّ. - مع 2100 ، تقديرات عدد الناس الذين يجدون أنفسهم في خطر بفعل ارتفاع مستوى البحار يتراوح بين عشرات الملايين إلى مئات الملايين . * مع تجلّى أكبر للتأثيرات الراهنة للتغيّر المناخي ، التقديرات الفارطة عن العتبات الآمنة من ارتفاع الحرارة تشهد تغيّرا . فإرتفاع الحرارة الراهن يُقدّر ب 1.1 درجة سلسوس فوق مستويات ما قبل التصنيع . و قبل عشر سنوات ، 2.0 درجة سلسوس من ارتفاع الحرارة فوق مستويات ما قبل التصنيع كانت تُعتبر آمنة نسبيّا . و حديثا جدّا ، 1.5 درجة سلسوس من ارتفاع الحرارة كان يُعتبر "عتبة آمنة " - و هذا التقرير يُع.ّز أكثر واقع أنّ حتّى ذلك ستكون له تبعات مدمّرة فعلا غير قابلة للنقض بانسبة للإنسانيّة و الكوكب ككلّ . التغيّرات الإيكوكوجيّة التي تحتاجها الإنسانيّة – الآن : أقسام التقرير المخصّصة للتأقلم و المرونة تقدّم في آن معا عرضا و توفّر إقتراحات حول الجهود المستقبليّة لأقلمة المجتمع الإنساني للتعاطى مع تأثيرات التغيّر المناخي ّ. و قائمة أمثلة تطوّر التغيّر المناخي طويلة – الممارسات الفلاحيّة المرنة – مثل البذور المقاومة للجفاف و المزيد من التخطيط المدنيّ المقاوم للأعاصير و رعاية أنظمة بيئيّة كأراضى الأهوار المغمورة بالمياه و التي تساعد على تعديل تأثير ارتفاع مستوى البحار و تنامى نسق ظهور الأعاصير و تطوير ما يستهلك الكربون الطبيعي كالغابات التي تستهلك ديوكسيد الكربون الموجود في الهواء و تمنع بذلك مراكمته في الجوّ . هذه الجهود مبادرات هامة و يحتاج الثوريّون – و بوسعهم – التعلّم من ذلك بعمق . جهود إنقاذ حياة الناس الآن يتعيّن مساندتها – و سيكون من الإجرام الإخفاق في إعداد المجتمع الجديد لمزيد النزوح و التأثيرات القاتلة للتغيّر المناخيّ القادمة . لكن يجب وضع الأمر بوضوح : تكريس هذه الإجراءات دون التعاطى مع مصدر التغيّر المناخي – هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يغذّى هذا الكابوس على أساس مستمرّ و متنامى مرتهن تماما بالوقود الأحفوريّ لسيره ، وهو يهدّد البيئة كمصدر للأرباح الرخيصة الكلفة و للتسبّب في خسارتها – يُشبه إستخدام سطل لجمع الماء لإنقاذ سفينة تغرق . دون تغيير النظام ، دون ثورة فعليّة – ليس بوسعنا التعاطى مع التغيّر المناخي أو التمكّن من " تأقلم " بالمعنى الجوهريّ . ولنكرّر ذلك : دون تغيير النظام - دون ثورة فعليّة - ليس بوسعنا التعاطى مع التغيّر المناخي أو التمكّن من " تأقلم " أو " مرونة " بالمعنى الجوهريّ . و هناك – بشكل بارز – مستقبلان ممكنان مطروحان هنا للإنسانيّة و الكوكب : مستقبل يدع العامل كما هو باذلين ما بوسعنا سعيا لإيقاف إسالة الدماء بينما يتحرّق العالم و الإنسانيّة تمضى مباشرة نحو الهاوية ؛ أم القيام بالثورة لوضع نهاية لهذا النظام المتسبّب في هذه الفظائع البيئيّة بكلّ العذابات الإنسانيّة المتّصلة بذلك و إنشاء نظام مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير . ------------------------------------------------------------------------------------------------------------
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقرير هام جديد للأمم المتّحدة حول تأثيرات التغيّر المناخيّ –
...
-
كشف الأكاذيب و التعمّق إلى ما تحت السطح – الديناميكيّة الأوس
...
-
الطفيليّة الإمبرياليّة و - الديمقراطيّة - : لماذا يساند عدد
...
-
مبدأ أساسي بشأن الحرب في أوكرانيا
-
لنتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة تجتثّ إضطهاد النساء و تحرّر
...
-
ريموند لوتا -- تصنيع - الإستغلال الجنسيّ و العولمة الإمبريال
...
-
نيران غضب النساء و إنعكاساته على نضالات الشعوب !
-
بيان تضامن من عصيان [ إلى النساء المناضلات في الولايات المتّ
...
-
بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء – العنف ضد الن
...
-
لماذا يحتجّون على الكنيسة الكاثوليكيّة ؟ لألفي سنة من منع ال
...
-
الثلاثاء 8 مارس اليوم العالمي للمرأة لننزل إلى الشوارع عبر ا
...
-
الولايات المتّحدة : هل تعلمون ؟ 10 معطيات واقعيّة بشأن الوضع
...
-
الشوفينيّة الأمريكيّة الوقحة : - معاداة الإستبداد - ك - غطاء
...
-
روسيا تغزو أوكرانيا و الولايات المتّحدة تصدر تهديدات و عقوبا
...
-
مسألة منهجيّة هامة صاغها بوب أفاكيان ، القائد الثوريّ و مؤلّ
...
-
الولايات المتّحدة الأمريكيّة : الرقابة على الكتب و حرّية الت
...
-
سجين ثوريّ يتفاعل مع جدال بوب أفاكيان حول إلغاء العبوديّة-هل
...
-
منطق المافيا الكامن وراء عقوبات الولايات المتّحدة ضد روسيا
-
بعض النقاط المفاتيح بصدد - شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا ...-
...
-
تحدّي متجدّد : البحث عن ليبرالي أو تقدّمي نزيه
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
-
تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا
...
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
-
إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|