احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي
(Ahmed Tahir Kadhim)
الحوار المتمدن-العدد: 7191 - 2022 / 3 / 15 - 11:06
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الجندر gender المفهوم الذي حير العالم بماهيته , وما الغاية منه؟ لا سيما العالم الاسلامي, حاول المجتمع الغربي الخروج من القوقعة التقليدية للحياة النمطية في المجتمعات, وتغيير الادوار الاجتماعية بالنسبة للرجل والمرأة, بمعنى جعل دور العمل خارج المنزل لا ينحصر فقط بالرجل, وعمل المنزل لا ينحصر بالمرأة, فمن الممكن ان يكون العكس جيداً وملائماً للجميع, ليس هذا فقط بل حتى ما يتعلق بالجنس, حيث فرض هذا المفهوم رؤى غير مسبوقة وهي حرية المرأة الجنسية, بمعنى لها الحق في اختيار شريكها الجنسي من أي جنس ( ذكر – انثى) تبعا لما تفرضه عليها رغباتها وميولها الجنسية, وهذا ما اثار حفيظة المجتمعات الاسلامية.
فالجندر gender يعني مكانة المرأة والرجل في المجتمع, اذ يفترض تصوراً سوسيولوجياً بأن الانسان لا يُخلق رجلاً وامرأة, كما هو سائدا في المجتمع, من حيث المكانة والادوار الاجتماعية لكل منهما, لكن المجتمع ذاته هو من يحدد هذه الادوار الاجتماعية ابتداءا من عملية التنشئة الاجتماعية, والجندر gender مفهوم اجتماعي يختلف عن المفهوم البايلوجي, الذي يصف من لديه عضو انثوي بأنه امرأة ومن لديه عضو ذكري بأنه رجل, لذا هو يركز على دور المجتمع في اضفاء صفة الشرعية للأدوار الاجتماعية لكل من الرجل والمرأة, فالمجتمع يعطي انطباعاً للذكر بأنه رجل منذ ولادته ويعامله على انه رجل ويخوله في القيام بالاعمال التي هي حكراً على الرجال, وكذلك المرأة, حيث لا يترك الامر للفرد نفسه في اختيار دوره الاجتماعي وميوله الجنسية بغض النظر عن جنسه, يذكر ان العديد من الدراسات الاجتماعية اكدت بأن العديد من النساء لهن ميول ذكورية والعديد من الرجال لهم ميول انثوية, لذا يعتبره الغرب بأنه تصحيح للمسار النمطي التقليدي وهو يساهم في ترسيخ مبدا حقوق الانسان, حيث ادرج مفهوم الجندر في قوانين حقوق الانسان العالمية وفرض على الدول المشاركة وكانت بعض الدول معترضة على هذا المفهوم بسبب غموضه وعدم وضوح ملامحه. يعد هذا المفهوم ( غربي المنشأ شرقي الوجود) بحسب الكثير من المصادر المختصة بمعنى انه تبلور في المجتمعات الغربية لكنه وجهه للمجتمعات الشرقية ويعللون ذلك الى النمط التقليدي القاسي في تعاملاته مع النساء في المجتمعات الشرقية, لكنه تغافلوا عن تأريخ الغرب القاسي في تعاملاته مع المرأة الى وقت قريب اذ اعطى القانون الغربي الحق للزوج بقتل زوجته, ولم يسمحوا لها بالمشاركة السياسية ولا حتى العمل خارج المنزل, الا بعد الحرب العالمية التي فرضت على المجتمعات الغربية عمل المرأة خارج المنزل, لكن بأجور اقل بأضعاف من قرينها الرجل, السؤال الاهم في هذا الموضوع هو: من المستهدف من مفهوم الجندر؟ ولماذا؟
#احمد_طاهر_كاظم (هاشتاغ)
Ahmed_Tahir_Kadhim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟