اسكندر أمبروز
الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 21:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يحاول بعض الحمقى من المطبّلين للدكتاتور الخيالي المسمى بالله أن يقومو بعقلنة واستعمال معاناة ملايين البشر حول العالم بالمصائب المختلفة بإعادة هكذا معاناة الى غضب الآلهة أو أصدقائهم الخياليّة أيّاً كانت.
وطبعاً إعادة الشرّ للإله أو نسب الشر للإله هو ما تطرّقنا له في مقال سابق والذي ينسف الأديان والآلهة هذه بشكل مطلق , وهو ما يمكنكم مطالعته هنا...
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=738514
ولكن لو افترضنا جدلاً أن الإله هذا تسبب فعلاً بهذا الوباء الخطير والفظيع , فحقيقة الأمر بالنسبة لوباء الأيدز تبيّن لنا مدى انحطاط وحيونة وقذارة أي اله تسبب بهذا الوباء , وأن نسب هكذا فظائع للآلهة ينسف دين أي أحمق يقوم بهكذا ربط بين الهه ومعاناة البشر , وينعت إلهه بالشر المطلق وذاته بالخزي وانعدام الانسانيّة لتبجيله وتقديسه هكذا حثالة ماورائيّة.
فلو نظرنا معاً لبعض الحقائق عن مرض الإيدز ستتضح لنا الصورة...
فمثلاً وبحسب منظّمة اليونيسيف وبحسب إحصائيّة تم إجراؤها عام 2018 فإنه يموت كل يوم قرابة ال320 طفل حول العالم بسبب الإيدز والأعراض المرافقة له , وفي مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء في باريس , قال الدكتور جان كلود تشيرمان , أن العديد من الحشرات في وسط إفريقيا مصابة ناقلة لفيروس الإيدز. وأنه قام باختبار وفحص البعوض والصراصير والقراد وذباب تسي تسي وحشرات أخرى من زائير وجمهورية إفريقيا الوسطى ووجد أن معظمها مصابة بالفيروس.
ويقول تشيرمان أن الحشرات هي إحدى طرق انتقال المرض , وقد يكون هنالك طرق أُخرى ينتقل فيها عن طريق المياه الملوّثة والأوضاع الصحيّة والنظافة السيئة للغاية نظراً لشحّ المياه وعدم إمكانيّة الناس الوصول للمياه النظيفة وهو ما تطرّقنا له سابقاً أيضاً في مقال معنون (مجاعة الله الستالينيّة).
ومن المعلومات الإضافية التي أفادتها دراسة 2018 بحسب اليونيسيف أن أكثر من 160 ألف طفل تم الكشف عن إصابتهم بهذا المرض المميت , وهذا ما يرفع الرقم الى مليون ومئة ألف حالة مسجّلة حول العالم للأطفال المصابين به.
وأصيب 89 ألف طفل من هؤلاء دون سن الخامسة بالعدوى أثناء الحمل أو الولادة , وأصيب 76 ألف خلال الرضاعة الطبيعية.
وطبعاً بغض الطرف عن طريقة وصول هكذا وباء مميت وخطير لهؤلاء الأطفال الأبرياء , علينا أن نعي أنه إما الله غير موجود وهذه عشوائيّة الحياة والتي علينا أن نضعها تحت سيطرتنا بأي طريقة ناسفين وحاصرين لأخطارها من حروب واقتتال وفقر وعنف وعقوبات فاجرة بدنيّة كالإعدام والأحكام الاسلاميّة مثلاً أو غير ذلك من الفظاعات التي تتسبب بها الأديان...الخ مما تعاني منه البشريّة اليوم. أو أن الله أو أي اله كان هو من تسبب بهذا الفجور والعذاب للأبرياء وبهذه الحالة من يقدّسه يضع نفسه في ذات البوتقة القذرة مع هكذا "إله" وكفى فخراً وشرفاً وإنسانيّةً لأي عاقل أن يكون خارج هذا السرب الإجرامي المُقَدِّس والعابِد للإجرام وكفى بالإيدز سبباً لمعرفة أي عاقل بعلوّه وسموّ أخلاقه عن أخلاق الآلهة.
المصادر :
https://www.unicef.org/press-releases/over-300-children-and-adolescents-die-every-day-aids-related-causes#:~:text=NEW%20YORK%2FJOHANNESBURG%2C%2026%20November,AIDS%20released%20by%20UNICEF%20today.
https://www.latimes.com/archives/la-xpm-1986-08-26-mn-17868-story.html#:~:text=A%20leading%20French%20scientist%20has,regions%2C%20it%20has%20been%20reported.
#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
