جماليات الفن عند التشكيلية .... ماري ساوا توما

ستار الجودة

الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 16:18
المحور: الادب والفن
    

تشكل الإضاءات الفنية للرسامة ماري ساوا من الاخوة الاشوريين في اقليم كردستان عرضا فنيا رائعًا تجاوزت من خلالها حالة الانكفاء على الواقعية والأساليب القديمة في الرسم( الحرق على الخشب ) , أخرجت أعمالها عبر مؤثرات متعددة المدارس والأجناس ،و أدخلت بعض المعالجات التي تمظهرت في العديد من العوالم الشعرية الخالية من التعقيد والرتابة المملة والانجرار , ما شد أنتباه المتلقي المتنور والناقد التشكيلي هي إمكانية الانتقال المجازي والخيالي والصياغة الممسوكة للنصوص البصرية في المساحة بين الحقيقة والخيال وقدرتها على كسر حالة السكون واللعب الحر في المساحات اللونية وتوزيع المفردات وبناء اللوحة في جغرافية السطوح البصرية خصوصًا ونحن نتحدث عن الرسم بالحرق على الخشب الذي لا يقبل الخطأ ،اهتمت بالمرأة وبالرموز الوطنية والحضارة العراقية بشكل عام والآشورية ومنحتها دور البطولة في اغلب منجزاتها الفنية ,تركت الحبل على الغارب لمخيلتها وشاعريتها الماسكة بقوة بالقيم الحضارية والتراث و التواصل الجمالي والانفتاح على الفن المعاصر والإبداع وإمكانية الربط بين التراث و المعاصر والقديم .استدعت الألوان من جمال الطبيعة. قدمت بالي منوع من الفنون التشكيلية.
متواضعة رغم كل الابداعات البصرية ترفض لقب فنانة تشكيلية ، نضجت ببطئ واستطاعت ان تبني نفسها بنفسها مستفيدة من الارث الفني للحضارات الاشورية التي ابهرت العالم بالفن ودعم الاهل والاقرباء , ولأن الفن عندها رؤيا وحدس وخيال وصلة بين الإنسان والطبيعة وعناصره تشّكل محاكاة مع عناصر الطبيعة، لعبت " دور الوسيط لتوظيف إبداعها وخيالها وإلهام بصيرتها لتنتج اعمال أجمل من الأصل.
مسك الختام ،، ما يميز الفنانة التشكيلية ماري انها خريجة المعهد الطبي الفني ،و الفن هواية بالنسبة لها ولم يتسنى لها ان تتعلم اصول الفن الا في عام 2016 ولكن التشجيع من الاهل والاقرباء منحها دافع قوي لان تستمر وتبدع وتقدم خطاب تشكلي بصري عجز الكثير من الفنانين الأكاديميين ان يقدموه ولم تجد من محيطها ذلك الاهتمام الا من القلة.
لمسنا من خلال معرضها الشخصي في المتحف المتجول الثقافي في قشلة المتنبي ببغداد ،الهدوء أثناء تقديم البرامج ،و دماثة الاخلاق ، والوفاء لمن قدم لها يد العون فقد بادرت بتقديم هدية شعار الاشوريين للمتحف الجوال ليكون ضمن مجموعة الهدايا التي تمثل كل ألوان الطيف الاجتماعي العراقي ، قليلة الكلام كثيرة العطاء تمتلك لمسات جميلة في طريقة عرض الاعمال ،تميزت بالفن الجميل الذي تقدمة والدقة في انجاز العمل المطلوب نتمنى لها لزميلتها وكل زملائها من الفنانين والفنانات النجاح والتوفيق.

#ستار_الجودة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات