|
ألفرق الشاسع ما بين مقاطعة أمريكا وإسرائيل والعقوبات الراهنة ضد روسيا وبوتين
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 7189 - 2022 / 3 / 13 - 23:30
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
كما لاحظنا في الاسبوعين الاخيرين وعلى مدار الساعة واكثر من ذلك بفعل الأرق السارى الذي أفرزتهُ الحرب الروسية -الأوكرانية التي اذهلت الجميع بمن فيهم القوى الكبرى التي أججت وساهمت في توسيع رقعة التصريحات الإعلامية النارية منها عن وقوع او عدم حدوث ووقوع الحرب الحالية .وكان ذلك قبل إندلاع اصوات المدافع ، لأن البداية عندما صرح فلاديمير بوتين مراراً وعلى الملء عن اجراء مناورات امام ومقابل اسوار اوروبا الغربية وتحديداً على مشارف ابواب عاصمة الناتو فرصوفيا التي كانت تحمل اسم حلف وارسو ايام الحرب الباردة ما بين القطبين الشيوعي السوفياتي بمواجهة ما يقابلهُ من حلف الناتو المدعوم من قِبل الدول الرأسمالية والمتعددة التوجه في استعمارها وإستعبادها وإحتلالها لدواعى ومصالح إقتصادية وثقافية وتجارية وإستكشافية على غِرار كريستوف كولومبوس وإمثالهِ في جميع القرون !؟. بعدما تشكلت الأنظمة الجديدة وكانت نهاية الإمبراطوريات قد خرجت من قمقمها ، واصبح تفتيتها وتبديل شعاراتها حسب إدراج مشاريعها مع إطلالة حقبات العقود التي تلت غداة الحرب العالمية الثانية -1939-1945- . إزاء تلك الخضات الضخة تم ايقاع العالم تحت ايادي القطبين الكبيرين الشرقي السوفياتي والغربي الرأسمالي والإمبريالي، كانت الغلبة تتفوق وتأخذ مكانها في السيطرة على العالم من خلال اعلان منظمات تعمل تحت اسماء ومسميات حقوق الإنسان المنبثقة عن إتفاقات وإجتماعات في فرنسا والنمسا وسويسرا بعد الإبادة التي تعرضت لها الشعوب اثناء المذلات والحروب التي ساعدت واسست لإيجاد ربما منظمات تحمى الإنسان والبشر من المجازر والمحارق والإبادة العنصرية ، انطلاقاً من محرقة الهولوكوست الشهيرة ضد اليهود مباشرة ، وبناءاً على تلك المهالك تم دعم الصهيونية العالمية وحماية اليهود في فلسطين وطرد وتشريد الشعب الفلسطيني على حساب مشاريع نتيجتها مآساوية الى اللحظة حسب مصالح الدول الكبرى !؟. وإن ذاقت اوروبا ابشع الامثلة على تلك الحروب والإساءة للإنسانية بعدما فرض " الفوهرر- ادولف هتلر " صورة نمطية جديدة للسيطرة والهيمنة على اوروبا من خلال "" النازية الجديدة "" التي إبتدعها مع مجموعة كبيرة من الخبراء الذين إستخدموا الشعارات الدينية غطاءاً لمآرب إنتهازية معروفة !؟. اثناء رفع "" الشعار والعلم النازي يتوسطهُ الصليب المعقوف "" ، كأداة لتشجيع الناس على الإنضمام لجيش الفوهرر الذي غير وجه التاريخ الحديث في وسط اوروبا وغربها على وجه الخصوص !؟. ولتحقيق كل مشاريع هتلر كان بإمكانه التوسع ، وللحقيقة والتاريخ فإن تلك الحقبة من الزمن "1945" وصاعداً كشفت بعد إنكسار النازية وذلك بفضل "" الجيش الاحمر السوفياتي "" مما اثار إلتباساً وتساؤلاً سريعاً وجديا ً حول هوية مستقبل اوروبا وكيف ستغدو في مساراها ، هناك ادوات كبيرة قد حالت ما بين التقسيم للقارة العجوز ، وتم إدراج دول صناعية كبرى منها المانيا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا وحلفاء كبار ، خضعوا جميعهم بعد تلقفهم إملاءات الولايات المتحدة الامريكية واسسوا معاً سوراً منيعاً ضد الوليد الجديد والحديث الإتحاد السوفياتي الذي بدأ في توسع حماية العمال والفلاحين خارج حدود الإتحاد السوفياتي في اوروبا الشرقية ووصلت اثار الثورة الحمراء وفعالية ونموذج الجيش الاحمر الذي كان بمثابة صفعة جديدة للإمبريالية العالمية والرأسمالية وعلى كافة الأصعدة وصولاً الى ما بعد اوروبا ، دخلت الدول جميعها في حالة سريعة من النهضة الصناعية الكبرى وكان الشرخ واسعاً ما بين القوتين العظيمتين لدواعى ربما ما زالت غير واضحة حول اهمية الشعوب وإستخدام "" عنصر اللون والعرق والأصول "" ، عندما يبدو مخاض التفرقة العنصرية التي كانت هي الاساس لإبقاء وإخضاع الشعوب والحالة المتراكمة لزيادة اعطائها حقاً غير مسبوق ومنقوص. من هنا جائت اليوم نتائج الحرب المدمرة الروسية ضد اوكرانيا ، مما ادى الى فرض عقوبات ثقيلة في معنوياتها على بوتين وروسيا وحلفاؤها. كما تبين في السابق قبل اندلاع سعير الحرب . مع ذلك تبقى المقاطعة السابقة للولايات المتحدة الامريكية التي كانت وما زالت وسوف تبقى حامية أساسية للكيان الصهيونى المحتل لفلسطين وللأراضي العربية الاخرى !؟. فكانت المقاطعة حينها والى اليوم تمر مرور الكرام كما يقال ولم يُسجل يوماً واحداً تغييراً حول تبدل سعر الاسواق العالمية الكبرى للعملة الخضراء الدولار او سواها من كل مشتقات النفط والذهب وكافة الاقتصاد المرتبط مباشرة في بورصة امريكا واهميتها برغم ضلالتها وإحتكارها الاسواق العالمية التي تدور في فلكها وعصاباتها الإمبريالية الرأسمالية. في المقابل اليوم قد برزت مجدداً حالة الذعر المتراكم بعد العقوبات على روسيا ومن يقف معها في حربها الحالية والسابقة او حتى المتوقعة لاحقاً ، عملياً بدأت التغييرات في الاسواق العالمية تتأثر بعد حصار وفرض عقوبات جِزافاً حتى على المنتجات النفطية الروسية وخصوصاً الغاز المصدر مباشرة الى غرب اوروبا عبر ممرات المانية ، وكانت خطوط وإمدادات غاز مع حكومات منغمسة الى اخمص قدميها في حلف الناتو وشمال الاطلسي " نورد ستريم 2 " قد يتم تقنينها او ايقافها مما يُفجرُ قنابل اقتصادية ودواعي اقوى واعنف من الحرب اذا ما استمرت حالة اللا رؤية واضحة في إعطاء رجاحة الحقوق في السلام والحروب معاً . وكان اخر فضائح العقوبات الثقافية في كبريات جامعات ايطاليا بعدما تم ايقاف محاضرات عن الروائي الروسي " فيودور ديستوفيسكي " الذي يُعتبرُ ادبه من ارقى وارفع مستويات الحضارة الروسية عندما يكتب عن الجريمة والعقاب . هناك فرق شاسع ما بين حقيقة عدالة العقاب ولكن ليس من باب امريكا الاعمى والذي لا ينظر ولا يسعهُ سوى التدخل لأسباب لا تمت للإنسانية بأى صلة. والا اين عدالة امريكا في فلسطين وفي جنوب افريقيا وعندما سخرت كل مخابراتها في اميركا الجنوبية فقط لإسقاط الديموقراطية للشعوب الفقيرة في تشيلي ونيكاراغوا ودول تحاول الخروج من مستنقع امريكا العدائي للشعوب . إن الصفقات التي تفرضها الولايات المتحدة الامريكية على حلفائها خارج حدودها ابعد من التصورات والامكانيات الاقتصادية للدول تلك عندما تفرض مشاريع شراء طائرات وغواصات واسلحة وتقدم الأرضية الخصبة لتمرير مؤامراتها حسب رؤيتها العسكرية وفرضية قوتها المميزة والفريدة من نوعها فلذلك حاولت وتحاول ولن تقبل بدور خصمها اللدود سواءاً كان الاتحاد السوفياتي السابق ام روسيا اليوم . ان المقاطعات والحصارات والعقوبات لن تتساوى ولن تؤدى واجبها لأسباب اكبر مما يحدث الان من مهاترات حول احقية الحرب لصالح روسيا !؟. ام يجب على الدول ان تراجع تحالفاتها عندما يُغرر بها على الطريقة الأوكرانية التي سوف تكون درساً خارقاً في الإصطفافات والتحالفات وصولاً الى المقاطعة والعقوبات .
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خُذي كُل شيئ منى -- حتى عيونيّ ألباصِرة --
-
عطاء وسخاء المرأة بِلا مُقابل لكنها مُحاصرة
-
قَصيدة ألوهَم و ألزَعم
-
الدب الروسي يبحثُ عن فرائس متعددة
-
أين .. وكُنتِ .. ومازلتِ ..
-
على وشّك حرب طاحنة -- قد لا تقع --
-
أسطورة المرآة العاكسة
-
العَقدْ الإبراهيمي المُبرمَم لمصلحة الكيان الصهيوني .. وترهُ
...
-
أوكرانيا ظلم وقهر وعهر وإستبداد
-
هدية عيد ميلاد ملاكتي المسافرة في حضوري -- منيرة طه --
-
طالبان خارج حدودها تحت حماية الناتو
-
الحوار اللبناني الساقط ضمناً
-
دَمامل لبنانية قابلة للإنفجار المؤدى للإنتحار
-
عام التحدى يهزُ أركان قيادات الشعب الفلسطيني
-
على هامش آمَاد النسيان الذليل
-
توبيخ أكبر رأس لبناني من قِبَّل أمين عام الأمم المتحدة
-
وداع بلا عودة -- ثمانية وعشرين -- عاماً
-
المستنقع الفلسطيني التائه
-
مزايا زينة الأعياد .. ميلادُكِ يا ست فيروز
-
توطينَ الحُب في عينيكِ
المزيد.....
-
وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلن
...
-
-نساء البحر- والشلال المقدس.. بين أسرار اليابان المذهلة!
-
دول عربية ترفض -تهجير- الفلسطينيين من أرضهم وتؤكد على ضرورة
...
-
ضم السعودية والإمارات.. اجتماع سداسي وزاري عربي في القاهرة ي
...
-
شاهد لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة و
...
-
-ما الذي يمكن لإسرائيل وحماس تعلّمه من اتفاقيات وقف الحرب ال
...
-
عدد طلبات اللجوء يتراجع بنسبة 45% في فنلندا والسلطات توقف در
...
-
لبنان.. مقتل مونسنيور الأرمن أنانيا كوجانيان بظروف غامضة
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
-
فتح معبر رفح لأول مرة منذ مايو وعبور50 مريضا غالبيتهم أطفال
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|