أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميشال شماس - الرئاسات العربية نزولاً عند رغبة الجماهير














المزيد.....

الرئاسات العربية نزولاً عند رغبة الجماهير


ميشال شماس

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 09:32
المحور: كتابات ساخرة
    


«نريد أن نؤسس نموذجاً للتداول السلمي للسلطة في اليمن ونربي أنفسنا وأجيالنا على مبدأ التداول، فقد ملّ الناس الزعامات الباقية طوال عمرها على كرسي الحكم».
بهذه الكلمات الخادعة خاطب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح شعبه في 17تموز من العام الماضي، وقد صدق بعض الناس ذلك، خاصة بعد أن أعاد صالح في العشرين من حزيران 2006 الماضي بأن قراره بعدم الترشح هو قرار نهائي لارجعة فيه، حتى أن أحد الرؤساء العرب في شمال أفريقيا ناشد الرئيس اليمني أن يتراجع عن قراره بعدم الترشح لولاية رئاسية جديدة. وذلك خوفاً من أن تشكل هذه الخطوة دافعاً للحكام العرب للحذو حذوه مما يشكل تهديداً حقيقاً للقاعدة السائدة في "التمديد والتوريث" في البلدان العربية.
وفعلاً لم تمض أربعة أيام على تأكيد الرئيس اليمني عدم الترشح نهائياً، حتى فاجأ جميع الذين صدقوه وبدون أي حرج برجوعه عن وعده السابق ورغبته الجامحة بالترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجري هذا الشهر. مبرراً رجوعه بأنه جاء " رضوخاً لإرادة الشعب واستجابة لمطالب جماهير الشعب التي جاءت إليه مدفوعة بإرادتها.. "..!! منضماً بذلك إلى جمال عبد الناصر الذي أعلن استقالته عقب هزيمة عدوان 1967 وعودته عنها "نزولاً عند رغبة الجماهير"، وهو يدرك سلفاً أن الجماهير لا ترى أمامها إلا عبد الناصر. وكذلك الرئيس المصري حسني مبارك الذي أعلن مؤيدوه أن ترشيحه في مصلحة مصر وأن مقتضيات المرحلة تقتضي وجوده في سدة الرئاسة المصرية، والرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي استحلى التجديد لنفسه في استفتاء منظم أمام خصم يختاره بنفسه، وأما "قائد الثورة العالمية" معمر القذافي فقد نصب نفسه قائداً مدى الحياة بعد أن أراح نفسه من عناء تنظيم الاستفتاءات، وحتى لبنان الذي كنا نرى فيه نموذجاً فريداً في العالم العربي في تداول السلطة، فقد سقط هذا النموذج عندما تم التجديد للرئيس الياس الهرواي ومن بعده للرئيس أميل لحود لينضم لبنان بعد ذلك إلى نادي الدول العربية،التي أصبح فيها التمديد هو القاعدة..
وهكذا بقيت تجربة السودان عام 1985 وحيدة في دنيا العرب، إذ لم يحدث من قبل وحتى الآن أن وصل قائد عسكري إلي الحكم وتنازل عنه بطيب خاطر وتجرد كامل وفهم عميق للفرق بين رجل الجيش ورجل الدولة.. إلا شخصية فريدة في التاريخ العربي.. إنه عبد الرحمن سوار الذهب الذي نفذ ما وعد به بتجرد كامل وصدق لم نشهده حتي الآن على الأقل. عندما أطاح بنظام جعفر النميري الفاسد والدموي وسلم هو ورفاقه الحكم للمدنيين بعد إجراء انتخابات ديمقراطية شفافة، وبعدها ذهب إلي بيته مرتاح الضمير، ولم يخش أن يعتقل أو يتهم بالفساد أو سرقة المال العام أو الاعتداء على الدستور.

ترى لماذا لا نرى هذه المظاهر إلا في بلدان العالم الثالث وبالأخص منها بلداننا العربية؟ ولماذا لم تتقاطر مثلاً الجماهير الإيطالية لنصرة رئيس وزرائها السابق برلسكوني، أو الجماهير الأسبانية لإنقاذ رئيس وزرائها أزنار، أو الجماهير الأميركية للإبقاء على كلينتون رئيساً لها..؟
والسؤال الأخر الذي يطرح نفسه هنا أيضاً: لماذا سارت ملايين الناس خلف نعش لينين وجمال عبد الناصر، والخميني..الخ ؟ بينما لم نرى الجماهير السويدية تسير خلف رئيس وزرائها أولف بالمة الذي اغتيل لدى خروجه من أحدى دور السينما، أو عند وفاة الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران..الخ.؟
ترى هل الخوف من المستقبل المجهول يدفع الجماهير العربية للتصرف هكذا ..؟ أم غياب الحرية والديمقراطية، وضعف العمل المؤسساتي، وغياب سيادة القانون..؟
مما لا شك فيه إن الخوف والقلق الذي تعيشه الشعوب العربية هو نتيجة حتمية لغياب الديمقراطية والحرية، وضعف العمل المؤسساتي، واحتكار العمل السياسي، والخرق المستمر الذي يتعرض له القانون،والهيمنة الكاملة على السلطة القضائية، وغياب المحاسبة الفعالة والجدية، وعدم وجود أحزاب ونقابات فاعلة، وانتشار الفساد والجهل، واستئثار فئة قليلة بمقدرات بالثروة على حساب فقر الأكثرية..الخ هذه العوامل وغيرها شكلت وستبقى تشكل ما دامت موجودة في مجتمعاتنا العربية الدافع الرئيسي لهذا المظاهر التي نراها كل يوم في ساحة الفعل الجماهيري العربي.
وبعيداً عن نتيجة الانتخابات الرئاسية في اليمن التي يبدو أنها سوف تُبقي علي عبدالله صالح في سدة الرئاسة لفترة رئاسية أخرى.. وبعيداً عن الانتخابات الموريتنانية التي نأمل أن يتمكن فيها الناخب الموريتاني من أن يختار بحرية من سيعهد إليهم بتسيير أموره البلدية والنيابية، فإننا ننتظر أن تشهد الأوضاع في البلدان العربية خلال السنين القادمة تغييراً نحو الديمقراطية، تتكرس فيها الممارسات الديمقراطية وتتجذر الثقافة الديمقراطية في وعي الناس، ويصبح الحكم والسلطة مسؤولية وتكليف وليس امتياز..!؟



#ميشال_شماس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كما نحن يولّى علينا
- عن أي شيء نكتب؟
- ليس بالتخوين تُبنى الأوطان
- من أين يأتي الخطر على سورية ؟
- ويلي على أمةٍ ضَحِكتْ من جَهلِها الأممُ
- من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
- ليس بالجمعيات والمدارس الدينية تتطور الأوطان وتتقدم
- حرية المراسلات والاتصالات
- تحية إلى قضاة مصر
- حماية الحياة الخاصة للإنسان
- دمشق العريقة تستغيث.. فمن ينقذها؟
- لا للهدم.. نعم للبناء
- عرب ولانخجل
- عذراً سيادة الوزير.. قضاؤنا ليس مستقلاً
- الحوار اللبناني وطني أم طائفي؟
- -الزعيم- يتبرأ من القوميين
- أحبّته .. فطلقها
- حاكمٌ عربي يطلبُ الصفحَ من شعبه
- عيون المدينة
- من أين يأتينا الفرح ؟


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ميشال شماس - الرئاسات العربية نزولاً عند رغبة الجماهير