أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ياسر جاسم قاسم - العولمة ... الاتجاهات والمناهج الفكرية ج2 : سياسات العولمة وعلاقاتها مع المراكز العالمية















المزيد.....

العولمة ... الاتجاهات والمناهج الفكرية ج2 : سياسات العولمة وعلاقاتها مع المراكز العالمية


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 10:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لقد تطرقنا في الجزء الأول من هذا البحث حول مسيرة العولمة الزمنية في العالم وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة ومسيرة العولمة في العالم كمسيرة زمنية أمكن القول فيها في مرحلة وجدود الاتحاد السوفيتي وبقية المنظومة الاشتراكية تختلف نسبياً عن مستوياتها الراهنة حيث أن الوجود الاشتراكي المتمثل بالدول الاشتراكية كان وجوداً مهماً وواضحاً ويحسب له الحسابات فلذلك كانت مراكز الدول الرأسمالية العالمية تحسب ألف حساب إلى المراكز الاشتراكية العالمية المنظوية تحت لواء الاتحاد السوفيتي والدول الأخرى أي النظام والسوق الرأسماليين وهنا يعلق الدكتور كاظم حبيب قائلاً: ((بغض النظر عن واقع الابتعاد والزوغان عن المبادئ التي التزمت بها جهاراً وبروز المزيد من المشاكل والنواقص أو العيوب والأخطاء الكبيرة التي كانت تميز سياسات النظام والسوق الاشتراكيين)) . كما أن البرجوازية الغربية الرأسمالية كانت مجبرة على التطفل والقبول بمبدأ المساومة مع النقابات العمالية والاتحادات الفلاحية ومع الطبقة العاملة وفئات البرجوازية الصغيرة وكذلك مع الفلاحين في بلداننا وتقديم التنازلات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لصالح المنتمين والمثقفين والطلبة والحرفيين مثلاً، ولكن بعد زوال النظام الاشتراكي وسقوطه عالمياً لم تعد هذه الطبقات البرجوازية الرأسمالية الكبرى بحاجة إلى هكذا سياسات في تعاملها مع الطبقات الفاعلة وغيرها من الفئات أي إن نهج العولمة قوي في هذا الشأن كثيراً وبدات سماته واضحة واضحة جداً، إذن المرحلة الزمنية للعولمة الحديثة ممكن تقسيمها إلى فئتين وحسب الشكل التالي:-
العولمة الحديثة ما قبل وجود الاتحاد السوفيتي
ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظمة الاشتراكية الدولية.
ولكل ميزاته الخاصة التي عرضنا لها انفا ولكن بصورة مبسطة فالمجتمعات البرجوازية كانت مجبرة على إتباع أنظمة معينة والتعامل معها والسبب في ذلك عدم قدرتها على تجاهل وجود الأنظمة الاشتراكية العالمية ولكن بعد انهيار هذه الأنظمة لم تعد الطبقات البرجوازية الرأسمالية كمثال على هذه المسألة مجبرة على انتهاج مثل هكذا سياسات, ويبرز هذا بوضوح في السياسات التي تمارسها تلك الشركات والمؤسسات في البلدان الرأسمالية المتقدمة كافة وتجد تعبيرها في سياسات ومواقف حكوماتها أيضاً، ويتم ذلك تحت ستار المقاومة والمنافسة العالمية والحفاظ على المواقع التي اكتسبتها هذه الدولة أو تلك المجموعة الصناعية الدولية وحفاظاً على قدرة الاحتكارات على التوظيف الجديد وايجاد فرص العمل الكفيلة بالعودة إلى الدكتور كاظم حبيب حيث يقول معلقاً على محاولات الطبقات البرجوازية بالقضاء على الاتفاقيات التي توصلت إليها المنظمات الاشتراكية أبان عهدها الغابر فيذكر على سبيل المثال من هذه المحاولات ما نصه ((السعي لزيادة عدد ساعات العمل الأسبوعية، وتقليص أجور العمال والمستخدمين وتقليل أيام العطل السنوية وإلغاء الأجر الثالث عشر في السنة حيثما وجد و تقليص أفضليات الضمان الاجتماعي والصحي والرواتب التقاعدية والخدمات الاجتماعية وفرض زيادات على التعريفات التي تدفع لخدمات مهمة في الحياة الثقافية والصحية الضرورية للمجتمع بأسره)) يتضح مما سبق إن الأنظمة العالمية تخت غطاء العولمة يبتلع بعضها بعضاً فمجرد أن توقفت الأنظمة الاشتراكية عن مدها الإنساني تكالبت عليها الدول الرأسمالية محطمة أي شيء كانت قد ابتدأته تلك المنظمات ولكن ينبغي كذلك عدم اعتبار العولمة – حسب تعبير الدكتور سليمان إبراهيم العسكري – رئيس تحرير مجلة العربي على أنها غولٌ يهم بابتلاعنا بل على الأمم التعامل مع العولمة حسب النهج الإنساني المتعارف عليه ويجب أن يستخدم مصطلح سياسة التفكير وهو مصطلح جديد يهدف إلى ان يكون السياسة العامة بالتعامل مع متطلبات العولمة مبنية على أسس فكرية للاستفادة من معطياتها وكلما ازدادت سياسة التفكير كلما استطاعت الشعوب الاستفادة من العولمة واحتواءها حتى لا تكون غولاً يلتهم حضارتنا وثقافتنا.

سياسة 3
التفكير 2
1
ازدياد العولمة
حيث يتضح من الشكل إعلاه نهج سياسة التفكير كلما ازدادت سياسة التفكير كلما ازدادت الفرصة بالاستفادة من العولمة لأن عدم التعامل مع مفاهيم العولمة بشفافية وسياسة مقتدرة يسهم والى حد بعيد أن تكون العولمة متقاطعة مع المفاهيم الحضارية الحالية ، ولكن تبقى الطبقة البرجوازية الكبيرة المهيمنة على القسم الأعظم في الرأسمال المالي وعلى ملكية الشركات المتعددة الجنسية والمستفيد الأول من نهج العولمة الراهن والراسمة الفعلية لسياساته لأن هذه الشركات تمتلك رأسمال كبير جداً يفوق في بعض الأحيان ميزانية دولة وتحقق أرباحاً متزايدة سنة بعد أخرى مما يسهم وزيادة فرصة التعامل مع العولمة ونهجها الحالي سياساتها الراهنة ولو نأخذ مثالاً بسيطاً على المتعاطي مع العولمة من دول أوربا وعلاقاتها مع الواقع الأميركي في التعاطي مع العولمة فمن الملاحظ وحسب ما أورده الدكتور كاظم حبيب إن في ألمانيا غالبية الأحزاب السياسية لديها ملاحظات جادة وكثيرة على سياسات الولايات المتحدة الأمريكية بشأن القضايا التجارية والمالية والبيئية وكذلك بشأن التحالف الدولي الذي تقوده اميركا في العالم لمحاربة الإرهاب على الصعيد العالمي ولكنها تحاول معالجتها بطرق أخرى أكثر تعضيداً وعلى مدى أطول من خلال كسبها المواقع تلو المواقع في الحياة الاقتصادية الدولية هذا أمر واضح من المسائل العامة للعولمة وتعاطيها ضمن هذا السعي الحثيث لضم دول العالم إلى التحالف الأمريكي العام إذن يتبين إن حتى هذا التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في العالم ضد الإرهاب ينطلق من باب العولمة ومعطياتها الحالية بفرض سيطرة دولية عامة على هذه الامم لذلك ترى الدول الغربية ومنها ألمانيا وفرنسا وباتجاه الآخر روسيا تحارب الإرهاب ولكن ليس تحت ظل العلم الأمريكي بل بطرقها الخاصة لمناهضة الإرهاب ومعطايته وبالانتقال إلى الاختراق الاقتصادي السياسي للعولمة ومفاهيم السيطرة حيث يتبين لنا أن بعض الدول وبعد تحسن الواقع المعاشي اقتصادياً حاولت أن تلج الأسواق العالمية وتفرض سيطرتها على دول مرتبطة اقتصادياً بالولايات المتحدة وبريطانيا على سبيل المثال ومنها ألمانيا التي ولجت اقتصادياً وسياسياً إلى بلدان أوربا الشرقية وبعض جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ومنها روسيا ولا شك في أن ذلك سيثير في المستقبل صراعات أكبر داخل السوق الأوربية المشتركة وبين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي الذي يراد توسيعه ببعض الدول الأوربية الشرقية المختارة التي ستكون من صنعه حقاً لهيمنة الشركات المالية المتعددة الجنسية كما أسلفنا هذا الاختراق الاقتصادي الطموح هو من باب فرض السيطرات قبل هيمنة العولمة الأميركية على دول هذه المنطقة وتحقيق الأرباح المنشودة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية برغم المقاومة التي تبديها ألمانيا للولوج الى دول هذه المناطق إن الوضع الراهن اليوم يتبين من خلاله وجود عدة جبهات لفرض سيطرات وتحكم بأمور اقتصادية وسياسية عديدة، إن الخلل الذي أصاب الأنظمة الاشتراكية هو تفاقم الفقر النسبي لنسبة مهمة ومتصاعدة من سكانها في مقابل تزايد غنى الأغنياء وهذا وإن دل على شيء إنما يدل على خلل واضح في البرامج للأحزاب الاشتراكية اليسارية إن السياسات العولمية اليوم تحاول أن تنتصر الواحدة على الأخرى على كافة المجالات الاقتصادية بالدرجة الأساس والسياسية والثقافية والفكرية وهكذا ولكن المراكز العالمية تملك استقطابات كثيرة ليس من اليسير الاستهانة بها فللعولمة صحيح استطاعت أن تمد جذوراً لها في الواقع العالمي وتسير بالتقدم نحو الاتجاه الإنساني وذلك بفضل القفزات التي حققتها في الواقع الاقتصادي والسياسي العام والشامل، إن العولمة اليوم وبمزاياها المنطلقة في تحالفاتها الدولية تحاول وبشكل سريع أن تستكمل الخطى وتنجح في فرض سيطرتها الدائمة ولكن العالمية الواقفة تنظر إليها لها راي في سياسات العولمة ومنجزاتها وتقف لها في المرصاد لمراعاتها واحتواء ما تريد فرضه على الآخرين. إن سياسات العولمة اليوم واتجاهات مسيرتها تحاول بشكل أو بآخر احتواء الآخر ولكن الموقف يبقى عند الآخر كيف يدخل العولمة بعنف أم بقوة تسهم في تقدمها وليس لأن يدخلها ضعيفاً تسيره كيفما تشاء بل القوة هي السبيل الأضمن لدخولها كي تضمن الأمم ارتفاعها حضارياً بارتفاع العولمة وانجازاتها الحضارية....



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة ..الاتجاهات والمناهج الفكرية
- اشكالية الشرق والغرب في الاتجاهات الفكرية
- العقل الايماني وارتباطه بمظاهر العنف
- هشام شرابي قراءة في نظرية البعث الاسلامي والاصولية
- الفكر النقدي الادبي
- الارهاب وتقاطعات الانسنة في المشاريع الحيوية
- ثقافة العصر وتحديات الحداثة
- الطغيان السياسي وجذور الاستبداد


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ياسر جاسم قاسم - العولمة ... الاتجاهات والمناهج الفكرية ج2 : سياسات العولمة وعلاقاتها مع المراكز العالمية