هَذِهِ الزُّهُوْرُ تَضْحَكُ
أَشْعُرُ أَنَّهَا تَضْحَكُ مِنَ الْقَلْبِ كَإنْسَان
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ الزُّهُوْرَ تَفْرَحُ ..
تَضْحَكُ وَتُحِبُّ بَعْضَهَا بَعْضَاً
لَكِنْ عِنْدَمَا تَمَعَّنْتُ فِيْهَا
ذُهِلْتُ .. قَائِلاً لِقَلْبِي:
انظُرْ إِلَى هَذِه الزُّهُوْر
إِنَّهَا تَحْضُنُ أَحْيَانَاً النَّسِيْم
وَتُقَبِّلُهُ أَحْيَانَاً أُخْرَى!
آهٍ .. يَا إِلَهِي!
اِمْتَلأَ قَلْبِي فَرَحَاً
اِقْتَرَبْتُ مِنَ الزُّهُوْرِ
هَلْ تَعْلَمْ مَاذَا وَجَدْتُ حَوْلَهَا؟
آلِهَةُ الْحُبِّ كَانَتْ حَوْلَهَا
أَنْشَدَتِ الآلِهَة أُنْشُوْدَةً رَائِعَة
وَالزُّهُوْرُ كَانَتْ فِي قمَّةِ الْحُبِّ
تَرْقُصُ ..
تَحْضُنُ وَتُقَبِّلُ بَعْضَهَا بَعْضَاً
اِمْتَلأَ قَلْبِي سُرُوْرَاً
ثُمَّ هَمَسْتُ لِرُوْحِي قَائِلاً
رُبَّمَا تَعَلَّمَ الإِنْسَان الْحُبَّ
مِنَ الزُّهُوْرِ
وَرُبَّمَا تَعَلَّمَ أَيْضَاً
كَيْفَ يَرْقُصُ وَيَضْحَكُ
كَالنّرْجِسِ الْبَرِّي!
آهٍ .. يَا قَلْبِي الْمَجْرُوْح!
لِمَاذَا لا تُقَبِّلُ هَذِهِ الزُّهُوْر الجَّمِيْلَة؟
لِمَاذَا لا تَرْقُصُ مَعَ النَّرْجِسِ الْبرِّي
أَجَابَ قَلْبِي:
كُلّ مَسَاء أَقبِّلُ الزُّهُوْر
في أحلامي ...
اِبْتِسِمَتْ رُوْحِي لِلْنَسِيْمِ
وَتَابَعَ قَلْبِي مُحَاوِرَاً رُوْحِي
الْبَارِحَة لَيْلاً قَبَّلْتُ اِمْرَأَةً جَمِيْلَة
كَانَت
أَجْمَلَ مِنْ زَهْرَة
سَأَلَتْنِي رُوْحِي، كَيْف؟
هَمَسْتُ لِرُوْحِي:
اَلْبَارِحَة عِنْدَمَا قَبَّلْتُ الزُّهُوْرَ، قَبَّلتُهَا
كَانَتْ بَيْنَهُم تَرْقُصُ بِفَرَحٍ
وَتُغَنّي مَعَ الآلِهَة أَجْمَلَ الأَغَانِي
آهٍ .. يَا غَالِيَتِي
كُنْتِ إِحْدَى تِلْكَ الزُّهُوْر الرَّائِعَة
قَبَّلْتُكِ الْبَارِحَة بِحَمِيْمِيَّةٍ فَائِقَة ...
لا تَنْسَي أَنْ تَأْتَي هَذِهِ الْلَّيْلَة!
أَشْتَاقُ أَنْ أُقَبِّلَ عَيْنَيِكِ،
خَدَّيْكِ الْحَمْرَاوَيْن
وَشَفَتَيْكِ الْمُنْعِشَتَيْنِ
تَعَالَي عِنٍدَمَا تَتَلألأُ السَّمَاءَ بِالنُّجُوْمِ
أُرِيْدُ أَنْ أُشَارِكَ حُبِّي مَعَ حُبِّ النُّجُوْم
ثُمَّ سَنَطِيْرُ فَرَحَاً فِي السَّمَاء
نُعَانِقُ بَعْضَنَا طَوِيْلاً .. طَوِيَلاً!
ستوكهولم: آذار 1994
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]