أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - حتى تتحقيق الأهداف الحقيقية لليوم الأممي للمرأة.














المزيد.....

حتى تتحقيق الأهداف الحقيقية لليوم الأممي للمرأة.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 7188 - 2022 / 3 / 12 - 00:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


دعيت بمناسبة "اليوم العالمي للمرأة" لأمسية نخبوية لتكريم بعض بطلات نساء الطبقة البرجوازية اللواتي لا يعرفن أي شيء عن حقيقة مأساة النساء ، ولا عن اضطهادن وشقائهن ، ولا يعرفن عن بؤس كدحهن واستبسالهن، وكافحهن، وتضحيتهن، أجل الحصول على اللقمة إلا عبر ما تجود به تخيالات خطباء المناسبات المخملية التي تُلقى على كاهل الذكرى وفي حشود النسوة المنتشيات باستعراض ملابس في غاية الأناقة وحسن الهندام ، وتوزيع السلفيات ، ومنح القبلات ، وتبادل العناق ، وتوزيع الورود .
وفي خضم هذا الخليط الهائل من ضوضاء أصوات الموسيقى وترنينمات الترحيب بالمكرمات ، وتصفيقات الإعجاب بالمُبدعات وزغاريد الإحتفاء بالمتفوّقات ، وغيرها من الموجات التي ملأت تردداتها كل ما يحيط بي في فضاءات الحفل ، شردت برهة ، وانتقلت بي السنَة الغفوة ، من عوالم تسويق الإلهاء البرجوازي المزيفة للواقع ، المشوهة للحقيقة التي يتسيد عرشها وحوش الأيديولوجية المتلهفين لتحويل النساء لأسرة ناعمة باسم الدفاع عن مصائرهن.
لقد عملت الغفوة التي اعترتني مفعولها ، وحطت بي في الحضيض بجوار طبقتي، حيث المرأة الحقيقية في أهل جلدتي، ليست هي نفس المرأة المحتفلة بأيامها العالمية الدائمة ، بصالونات المدن الأفلاطونية النسائية، وليست هي نفس المرأة المنتشية بجمال هذا البلد الامن ، والمتمعة بخيراته الوفيرة ، التي لم ينبها من وفرتها غير ما تعرفه وتعايشه كل المدن والأحياء والحارات الشعبية التي نبتت فيها ، كفريسة لا امرأة ، وسط شقاء وبؤس وكآبة وعذاب واضطهاد ممراتها الموحلة وشوارعها المظلمة ، فريسة تتأقلم مع أزمات الفقر وانعدام المورد ، تكدح وتكافح وتضحي، وتستبسل من أجل لقمة بعرق جبين منتصب بصلابة في وجه كل ظروف الظلم والفساد وصنوف الإدلال والهوان ونظرات الإحتقار اللئيمة، وكل أسباب الضياع والانحراف عن جادة الحق الجلي ، الذي نشهده اليوم بألم في الكثير من ساحات مجتمعنا، والذي استطاعت بجدارة وقاية نفسها ودويها من منزلقاته المتنكرة لآيات الكتاب وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم، ليس نتيجة لإلتزامها بالدين ، كما يدعي شيوخ الوعد والوعيد، وإنما لتحكيمها التربيت والاخلاق والإنسانية التي تشربتها من أهلها المحيط وأهلها ، رغم أن أغلبهم بدون ثقافة عالية ، وربما لا يؤدي الكثير منهم الواجبات الدينية بالكامل ، لكنهم لقنوها ما يكفي من الأخلاق والإنسانية الكفيلة بمنعها من تسليم قلبها لشيطان الغواية ، فيوغره بما يوقعها فيما لا يرضي الله ، ويأبى ضميرها على قبوله ، من سلوكيات تسلب البهجة من حياتها وتقتل السَكَن في محيطها !
صحوت من شرودي على نداءات أحد منظمي الحفل يدعوني لإلقاء كلمتي بالمناسبة ، فوجدتني أتلمس موطئا لقدمي في كوكب مضاء بالكاشفات وأنوار الكاميرات ، بعيد كل البعد عن العالم الذي سبح في خيالي خلال غفوتي ، والعامر بالنساء اللواتي تفوق نسبة الكادحات المتحملات للبؤس اليومي نسبة الرجال و في جميع قطاعات الحياة التي يعرفن خلالها الموت المعنوي مرات في اليوم الواحد قبل الموت البيولوجي، واللواتي كان على من تكلف بإعداد وإخراج هذا الحفل التكريمي البهيج ، أن يدمجهن في تكريم النخبة –التي من حقها الاحتفال والتكريم-حتى تتحقيق الأهداف الحقيقية من الاحتفال باليوم الأممي للمرأة ، ويكون أبهى وأحلا، ولا يبدو أنه يومان في يوم واحد ، يوم فوقي تنقل الكامرات مراسيم توزيع الورود والأطاييب، ويوم تحت أرضي ، يراكم فيه البؤس والشقاء والظلم والاستغلال ، وغيرها من النقائص التي أصبحت عادية جدا ، وكأنها عادات وتقاليد وقواعد التحضر الجديدة.
كان هذا مقتطف من كلمتي التي أُعجب بها بعض الحضور الذين لاشك أن غفوة رحلت بهم هم أيضا إلى العلم الحقيقي للمرأة المغربية ، كما عرفتها عن قرب في حينا الشعبي فاس الجديد ، والتي لا زلت أتذكر إبتسامتها البريئة .
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة الأوكرانية والتبعيّة الغذائية للبلدان العربية والمغار ...
- تهنئة للمرأة في يومها العالمي.
- حرب روسيا أوكرانيا وانتهاك حقوق الإنسان !
- وماذا بعد عودة اليوم العالمي للمرأة؟ !!
- تعاظم دور الإعلام الاجتماعي وتمدد تأثيره
- وحتى لا تنتهي قصة ريان بموته!
- كائنات سياسية متطاولة متربصة على مقدسات الوطن !
- ريان مرسول الإنسانية!
- لماذا يكرهون الحب، وقد حث الإسلام عليه؟
- صحافة البوز والشير واللايك وراء إكتئاب جماهير كرة القدم!
- التضامن مع ريان لا يمنع النقد ولا المحاسبة !
- ريان أيقونة الطفولة ولامهنية القنوات المغربية !
- رسالة لكل -الوافويين-
- الحركة بركة ،والكسل شؤم وهلكة!!!
- -التعريب القسري- لمنتخبات شمال إفريقيا !
- من زمن مسرح الحلقة .
- أسوء شخصية العام!
- تخاطب العيون أبلغ من أي كلام.
- دوغمائية الإسلام السياسي.
- أَسْكْوَاسْ ذَامَايْنُو ذّامكَايْزْ.


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حميد طولست - حتى تتحقيق الأهداف الحقيقية لليوم الأممي للمرأة.