سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 11:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمکن القول بأن التهديدات التي أطلقها المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بأن إيران لن تنحني أمام الضغوط الرامية لجعلها تقلص قوتها الدفاعية ووجودها في المنطقة والتقدم في التكنولوجيا النووية، والتي تزامنت معها سلسلة تصريحات ومواقف مشابهة تماما وبنفس السياق من جانب الرئيس ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية أمير عبداللهيان، بأنه ومع أخذ توقيته الذي يصادف وصول محادثات فيينا الى مرحلة حساسة وحرجة، وکذلك الاجتياح الروسي لأوکرانيا، بنظر الاعتبار، يمکن القول بأن النظام الايراني يريد وفي المرحلة الاخيرة من محادثات فيينا أن يضع البلدان الغربية أمام الامر الواقع ويجعلها تقبل بما قد قبلت به في الاتفاق النووي للعام 2015 ، وهو الاتفاق الذي يصفه أغلب المراقبين السياسيين بأنه قد کان في صالح طهران ولم يغير من واقع البرنامج النووي الايراني شيئا!
کما يقول المصريون الظرفاء؛ من الآخر، فإن النظام الايراني لايريد أن يغض نظره عن الاجتياح الروسي لأوکرانيا ولايستفاد من الظروف والاوضاع المتداعية أو التي ستتداعى عنه، خاصة وإنه يجد إن الضغوط الدولية المسلطة عليه من جراء العقوبات والعزلة الدولية وقبل ذلك الاوضاع الداخلية السيئة جدا وإحتمال إنفجارها بوجهه، کل ذلك يجبره ليس على الاستمرار في المحادثات النووية وإنما حتى التوصل لإتفاق والتوقيع عليه، ولذلك فإنه وعندما يجد إنه لابد من التوصل الى إتفاق وإنه وبحسب المصادر فإن المسودة المطروحة کما يبدو لاتثير شهية طهران وتدفعا للقبول به، ومن هنا جاءت هذه التهديدات الايرانية والتي هي بخطها العام تٶکد من إن لايمکن لأي إتفاق من أن يٶثر على السياسة والنهج الذي يعتمد عليه النظام.
النظام الايراني يمکن إعتباره مثل ذلك الذي علقت شفرة حلاقة في بلعومه، فلا هو بقادر على إخراجه ولا ببلعه، وإن النظام الايراني بهذا الصدد يعلم بأنه وفي کل الاحوال عليه أن يوقع في النهاية على إتفاق نووي وهذا الاتفاق في خطه العام لن يکون في صالحه إذ لابد له أن يقدم تنازلات أقل مايقال عنها موجعة، فإنه من خلال هذه التهديدات يحاول التأثير على الموقف الغربي عموما والامريکي منه خصوصا، وإنتزاع بعض المکاسب المفيدة له والتي ستجعله في ذات يوم يتمتختر ويتفاخر بذلك.
التهديدات الايرانية لن يمکن أن تدفع البلدان الغربية لکي تقبل بشروط وإضافات إيرانية جديدة ولاسيما وإنه ليس الوفود المفاوضة للنظام الايراني تشك فيه وفي نواياه وإمکانية عمله بالبنود الواردة في أي إتفاق نووي، بل إن هاك إجماعا عالميا من حيث عدم الثقة به.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟