كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 00:26
المحور:
كتابات ساخرة
اكتشف عبود ان هاتفه الذكي يسجل المكالمات، فراودته فكرة بوليسية ينتقم فيها من المتلاعبين، قرر ان يتقمص شخصية جيمس بوند في التعامل مع مافيات الميناء، شعر انه سيضع حدا لمنغصاتهم، وان نهايتهم ستكون على يده. فذهب مبكرا إلى الأرصفة الجنوبية مستعينا بهاتفه الذكي. .
طلب منه مأمور المخزن دفع ثلاثة ملايين دينار على شكل بخشيش أو إكراميات، إضافة الى دفع المبالغ الرسمية المترتبة على الاجور والعوائد قبل استلام البضاعة، فتظاهر عبود بالاحتجاج طالبا منهم تخفيض المبلغ إلى الحد الأدنى، وكانت علامات الفرح والانتصار بادية على وجهه. لم يدفع لهم في حينها زاعما ان المبلغ غير متوفر لديه، وانه سيعود إليهم لاحقا. لكنه توجه مباشرة الى مدير الرصيف لكي يسمعه التسجيل، فاستشاظ المدير غضباً بعد سماع حديث الابتزاز، فصاح: يا ويلي، ويا سواد ليلي، أين أهرب من عذاب الله، وكاد يسقط مغشيا عليه من هول الصدمة، ثم أمر بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق مع المتهمين، وانزال اشد العقوبات بالمتلاعبين، ومراجعة اللوائح، وإعادة تخمين الاجور والعوائد بموجب التعليمات النافذة مع مراعاة الدقة في تحديد المبالغ التي بذمة عبود.
خرج عبود من الميناء آمناً مطمئنا من سير الاجراءات الاصولية عملاً بالتوجيهات الرسمية والقواعد الرصينة. .
اكملت اللجنة اعمالها التحقيقية والتدقيقية في اليوم نفسه، وجرى توقيع محضر اللجنة حسب الضوابط والسياقات الصحيحة. .
وصل عبود في اليوم التالي واكتشف ان المبلغ الجديد أصبح عشرة ملايين دينار بالتمام والكمال. فقد تضاعف المبلغ، وتلقى عبود درساً قاسياً لن ينساه، وكان مضطرا هذه المرة لدفع المبلغ بالكامل من دون تقسيط او تخفيض، ومن دون تذمر، لكنه ظل غاضباً من تلفونه الذكي. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟