كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 16:12
المحور:
مقابلات و حوارات
لسنا هنا بصدد الحديث عن الفضائيات المأجور، ولا بصدد الحديث عن منصات التواصل المجيرة لحساب جهات بعينها، ولا نريد التطرق لأبواق المرتزقة والأقلام الرخيصة، لكننا سنتحدث عن ظاهرة إعلامية غير مسبوقة، وتبعث على الخوف والقلق، بسبب حجم التضليل الذي تفننت بإنتاجه وتسويقه بأساليب ذكية جداً، لكنها أساليب شيطانية تتعمد تشويه الحقائق، وتجميل صورة الأكاذيب، وتمرير معلومات خاطئة تؤدي لردود أفعال متقاطعة مع الواقع، ومتعاطفة مع جهات انتهازية مريبة اعتمادا على التلفيق والتزييف والخداع العقلي. .
فقد اتيحت لي الفرصة ليلة أمس، وبالصدفة، لمتابع حوار ساخن في احدى الفضائيات يدور حول موضوع مهني مرتبط بتعاقدات احدى التشكيلات الوزارية، في حين ظهر مقدم البرنامج بصيغة توحي للمشاهد انه متحمس ومنفعل من أجل ترجيح جهة تعاقدية على جهة أخرى بذريعة الحرص على المال العام، فظهر متقمصاً دور الثائر المتباكي على مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة، وما ان انتهى البرنامج حتى اتصلت بالخبراء وذوي الاختصاص في الداخل والخارج للوقوف على الحقيقة، فتبين لي ان العكس هو الصحيح، وان ما قاله مقدم البرنامج وضيوفه عبارة عن مادة تلفزيونية مفبركة كُتبت بعناية لكي تعطي الأفضلية لشركة خاملة وترجيحها على شركة فاعلة. .
لا نريد ذكر القناة ولا البرنامج، ولكن يحزنني ان تصل عندنا طرق التدليس الى هذا المستوى الذي يفتقر لاخلاق المهنة. .
قد تخضع قناعات الناس للتشكيك بمزيد من التدليس والتضليل فتنقلب عندهم المفاهيم رأساً على عقب، الأمر الذي يستدعي تدخل المؤسسات الرقابية لمنع هذه الظاهرة، والسعي نحو تعميق الشفافية وتصحيح الطروحات الخاطئة، والاهتمام بصناعة الرأي العام بطرح القضايا الصادقة وتبنيها وإشاعتها. على غرار برنامج (خبر مزيف) التابع لفريق (مراقبون فرانس 24) المتخصص بكشف الصور ومقاطع الفيديو الكاذبة، ويزودنا بالأدوات اللازمة للتحقق من صحة المعلومات واكتشاف الأخبار الكاذبة. أو على غرار فريق (مهاجر نيوز) الذي يكشف عن الشائعات ويحارب الأخبار الكاذبة التي يذهب ضحيتها المهاجرون. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟