أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازغ محمد مولود - انفجار من الداخل














المزيد.....

انفجار من الداخل


مازغ محمد مولود

الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


الليل والهدوء، وكأس الشاي بنكهة الصمت. البيوت المهجورة التي نسيها الزمن . هناك حيث سقطت الصورة الصفراء القديمة، التي توفي أصحابها منذ أمد بعيد ، غادروا دون أن يقولوا وداعا. تركوا الرصيف الباهت خاليا من الإقدام . تقف شجرة لا تأبه لفؤوس الحطابين ـ يندس عصفور بين أغصانها اليابسة.الريح تملأ المكان، تصفر وتنشد أنشودة للخواء. ها نحن هنا ، بصدق نرفع كفوفنا المجعدة إلى السماء . نخاطب الجوع بالقلب ، وبالغضب الذي يخاطب المعدة . نحلم بوطن يعاش ، تداعب الحرية فيه شعورنا . مثل الشعر الذي يجعل مشاعرنا تتحرك. بلا خوف ولا ظلمة حالكة أو بارة . لا مكان فيه للمستبد. ولا لطاغية،لا لدكتاتور ،ولا للجوع والفوارق القاتلة.لازلنا نحلم وننتظر..
ها أنت ترى ، يا صاحبي ، تأكد أن لا شيء يستمر للأبد. العصفور وجد عشا . اللاجئ وجد خيمة . أما أنت ، فوجدت الريح والدخان والدموع. وجدت جمرا يحرق الهدوء والسكينة. جس نبضك القابع بين القلب والشرايين . كم غزوة مرت لك وكم عليك. منذ أن استوطن أسلافك الصحراء . ومجدوا الحرية بالتقديس والتعظيم والتبجيل . ليل الصحراء هادئ جدا. بالإمكان الإصغاء إلى طنين الصمت ومكان لترميم الذات .تذكر القبائل التي تقيم طقوس غزواتها. وتنسج من وبر قديم ، غطاءا لندمها، وتندب حظها .
انظر إلى الأعالي . هناك حياة جديدة ، تستيقظ من حلم الصغار . تحت ظلالنا الحمقاء ، ومن بين أحراش عظام أسلافنا . من أثلام ارض الدهشة .من أدغال الطريق المليء بالمفاجآت.ولا عزاء تحت وطأة هذا الإرهاق الساحق . حياة تحت الحياة . أين صخب الجمال الذي لا يتبدد ؟،أين الأصوات والألوان المتمازجة فيما بينها؟ انفجار من الداخل ..وطن محاصر بالنوم. والأعجب فرح كرذاذ المطر بلا ثمن . ابيض كثلج الأشباح، كأشعة الشمس الساقطة على النبات ،و حلم ساكن اخرس كحجارة التماثيل. هناك ، من يصرخ ، متى تغضب السماء ؟ وتوقد فينا الغضب. فنحن واطئون ،كالحمائم التي تختبئ داخل شهوة الموت. والبغاة والطغاة نسورا. يشقون صدر الغنيمة ويبقرون بطن الوطن المغلول.
ها أنت أخيرا ، ترى المكان قائما في مكانه. تسير على الطريق التي رسموها لك في الخرائط. منذ زمن طويل . شقوها لتمتهن السفر والترحال ، ولا يد تلوح لك . خذ تضاريس القلب وقسها على خرائط الذاكرة . عسى ينهض الحب والأمل .و يغزو الدم الجسد كرها. تعرجات الشرايين كالأنهار ، اندفاعات الوعظ كالسيل العارم خلفك . بني عمومتك تراهنوا فيما بينهم ، في أي نقطة من العالم نلتقي؟وأنت في الطريق الوعر لا تحضي بالتفاتة إلى الوراء ، حيث الأيام وقد غدت كالعهن المنفوش. لا تسأل عن نسج الحكاية .حكاية البراعم التي تجاهد للفكاك من اسر اللحاء . عن صحراء ابيضت من العطش وتحلم بالماء.وعن الرجال المتفننون لفن الصمت والإصغاء.
تتساوى أنت ومعاناة حياتك، أنت ،ايها الموجود في الامتلاء وفي النهايات. ما الذي حدا بك أن تصعد السفح الوعر، المتهدم الجنيات ، وعلى تخوم الهاوية . الظلال في مرابضها رخوة ينهشها الهبوط. .العيون الصقرية تلمع شرارات ، تنطلق باحثة عن شيء ضائع.قسمات الوجوه السمراء الحادة تفشي بما يدور في الخلد .الرذاذ منهال فوق جسد الفجر المسجى . صرخة تشبه صرخة ذلك الطفل الذي كنته يوما ما . تقلب الفراغ على أكثر من وجه . ولا شيء تجده غيرك. ما هذا الشيء المسمى ، أنت ؟
العبيد مصابون بالمذلة . الأغبياء مصابون بالتفاهة . ها أنت ترى .. العبيد يضعون كل الأخطاء والذنوب والكبائر على أنفسهم ، حتى وان لم يكونوا مرتكبيها. الأغبياء الحمقى يضعونها على غيرهم حتى وان كانت من صنع أيديهم . ها أنت تستقيم في الرؤيا الشاملة . وتعلم أن العاهة في بنية العقل والنفس. أيها العبيد الراقصون على وقع أغلالهم وقيودهم . أيها الأغبياء المسحوقين الضالين ..لا ذاكرة نستند أو نتكئ عليها ، لنواجه الإرهاق.لم تتركوا لنشيد حلق ولا أجنحة ، لا صورة تضج بالألوان .لا احمر ، لا اصفر،و لا ألوان لقوس قزح . لا عناق ولا حلم . لا خرائط ولا مستقبل . لا مستقبل لذهنية الغباء . ولا مستقبل في منطقة العبودية .يحتوينا انفجار ، من الداخل. ونحس بفراغ ، اكبر ، أقوى من أي فراغ.



#مازغ_محمد_مولود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعنة الكتابة والحب
- الحياة والموت..وجهان لعملة واحدة
- موت.. لا يشبه الموت
- الكورونا..بين المأساة والمسخرة
- شكرا كورونا ..لقد فضحت العالم
- الشاعر لا يحب الموت
- كنز سرغينة بين الجهل المركب والفقر المؤسس
- كليميم من زمن القداسة إلى زمن العهر
- القبيلة و لعنة التعالي
- المسرح بوادنون عبداللطيف أصاف تجربة متميزة
- الموت في الانتظار
- استهامات واقعية
- القدس ..بين الهيمنة الامريكية والخيانة العربية
- ماركس النافع
- كليميم مدينة ولدت من رحم حي- لكصر-
- ثورة اكتوبر لن تموت
- كليميم ..ينبت الحجر مكان الشجر
- لماذا علينا ان نكون يساريين ؟
- السياسة المغربية بين الاخلاق والنضج
- المعطل بين الحق والهامش .


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازغ محمد مولود - انفجار من الداخل