|
تركيا بين معسكرين : الى اين ؟
حامد محمد طه السويداني
الحوار المتمدن-العدد: 7185 - 2022 / 3 / 9 - 19:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يستغرب البعض من توصيف العالم اليوم الى معسكرين نعم الازمة الاوكرانية هي البداية والتي وصفت اسس النظام العالمي الجديد والذي سيتكون من معسكرين الاول بزعامة الولايات المتحدة الامريكية والعالم الاوربي وحلفاؤهم من الاسرائيليين والاتراك ودول الخليج العربي واليابان وكوريا الجنوبية والثاني بزعامة روسيا العظمى والصين وكوريا الشمالية وايران وروسيا ولاحقا تنضم دول اخرى الى التحالفات ان الازمة الاكورانية سوف لن تكون سببا في اندلاع الحرب العالمية الثالثة كما يتوهم البعض لان هذه الحرب ستكون مأساوية على العالم وانما هذه الازمة ستكون سببا في التفاوض بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا والاتفاق على تقسيم مناطق النفوذ وفي الشهور القادمة باعتقادي ستحسم العديد من الدول اختياراتها في الانضمام الى احد المعسكرين واعتقد الحلفاء نفسهم ايام الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية مع تغير طفيف، وهذه المرحلة ستشهد اتفاقيات ومعاهدات ثنائية عسكرية وسياسية واقتصادية لكل معسكر مع حلفاؤه وسيتم ترتيب الوضع على هذا الاساس وثمة تساؤل هو ما الذي سيدفع بعض الدول الانضمام الى احد الاطراف وما هي المصلحة او المنفعة التي ستحصل عليها فالمجازفة في الانجاز بمصائر الشعوب امر في غاية الخطورة سواء على حساب حياتهم المعيشية او كرامتهم الدينية والقومية. وفي هذه المقالة سنسلط الضوء على موقف الحكومة التركية من هذا المعسكر او ذاك وهل هذا الموقف في صالحها وصالح شعوبها وعلاقتها مع جيرانها العرب والمسلمين. لو نظرنا اليوم الى الاوضاع الاقتصادية والسياسية من داخل تركيا لرأينا بان اردوغان في واد والشعب التركي في واد اخر حيث منذ وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم في تركيا وهو يؤمن بـ(العثمانية الجديدة) وهو اسلوب استعماري يرجع الى العصور الوسطى وان هذه الاطماع والاحلام هي من اوصلت تركيا الى هذا التراجع والادهى من ذلك ما سوف يأتي في الايام القادمة فمنذ اندلاع الازمةالاوكرانية بادرت تركيا الى طرح نفسها وسيط لحل الازمة وهي تدرك بانها او المتضررين باعتبار انها كانت تتبع سياسة برغماتية مع الحليف الامريكي وبين العدو الاول للولايات المتحدة والعالم الاوربي وهي روسيا وان اليوم لابد من حسم الامر فتركيا ستكون حليفةالولايات المتحدة الامريكية لانها مكبلة معها في اتفاقات سياسية وان القواعد العسكرية الامريكية الموجودة في تركيا وهي 26 قاعدة عسكرية وعديد من الرادارات واجهزة التنصت فضلا عن ارتباطها بحلف شمال الاطلسي وهذا يعني سوف يتراجع موقفها مع روسيا ومن المعروف ان السياسة الروسية تتبع اسلوب العقوبات الاقتصادية مع تركيا فعلى سبيلا لمثال عندما اسقطت تركيا طائرة روسية اخترقت اجوائها سارعت روسيا الى الغاء العديد من الاتفاقيات في مجال التجارة والصناعة والسياحة مما خسرت تركيا في هذه الازمة حوالي 10 مليون دولار واليوم التاريخ يعيد نفسه عندما بدأت بوادر الانحياز التركي الى الولايات المتحدة واغلاق المضايق التركية بوجه السفن الروسية سارعت روسيا الى منع 14-16 سفينة تركية محملة بالبضائع والمواد الغذائية من العبور من بحر ازوف مما احدث ضررا في الاقتصاد التركي الذي يعاني ازمة قاسية ان هذا التوتر بين تركيا وروسيا سيحدث خلل مع اصحاب الشركات بين البلدين واعتقد بان المتضرر الاول هو تركيا باعتبار ان روسيا دولى عظمى وستعمد لاحقا الى الغاء امداد الغاز الروسي لتركيا والتي تعتمد عليه بمقدار 41% فضلا عن منع السواح من زيارة تركيا والتي تدر عليها ملايين الدولارات . اليوم تركيا في وضع لا يحسد عليه لان الحكومة التركية مهتمة فقط بالخارج والسياسة الخارجية والاصطفاف مع هذا وذلك والداخل التركي يغلي كغليان الشعوب السوفيتية في نهاية الثمانينات عندما كان الروس منهمكين في التنافس مع الولايات المتحدة وسباق التسلح وغزوا الفضاء والشعوب السوفيتية تعاني من الازمات. اليوم اردوغان بعد ان ادرك بانه لا محال لا يستطيع ان يخرج من الحضن الامريكي بدأ يلعب اوراق عديدة والاستفادة منها فعلى سبيل المثال طالب مجددا الانضمام الى الاتحاد الاوربي لافتا النظر الى ان الولايات المتحدة الامريكية والعالم الغربي سيخسر تركيا كما خسر اوكرانيا وكذلك بدأ يستعرض الاسلحة التركية وكيف يمتلك السفن الحربية والطيارات المسيرة في محاولة ايضا لجذب نظر الامريكان بان تركيا حليفا مثمرا وكما قال المفكر والزميل الدكتور فارس تركي محمود الاستاذ في مركز الدراسات الاقليمية بجامعة الموصل بان ((تركيا واسرائيل حليفين مهمين للولايات المتحدة الامريكية اما اسرائيل فاخذت كل شيء ولم تعطي اما تركيا فقد اعطت كل شيء ولم تأخذ سيء) وهذا دليل على ان العالم الغربي دوما يستنزف طاقاتنا طاقة مسلمة . اليوم تركيا تحركت لروم العلاقات مع الدول العربية وخاصة الدول الخليجية الغنية بالنفط والغاز فهي تدرك بان الصراع بين روسيا وامريكا سيضر بمصالحها وعندها تهرع كالعادة الى العرب لاخذ المساعدات ودعم اقتصادها كما كانت تفعل سابقا والادلة كثيرة لامجال لذكرها الاسعار في تركيا شهدت ارتفاعا كبيرا والشعب التركي كل يوم يعاني مما دفع بعض الاشخاص بالهجوم على الاسواق واخذ الزيت والطعام بالقوة وهذا مشهد مؤسف للشعب التركي صاحب الحضارة والذوق والفنون في حين ان اردوغان يفكر بالصعود الى القمر اليوم روسيا بدأت تلمح وقالها الرئيس الروسي بويتن بانه ينوي ضم اراضي في تركيا مثل قارص الى روسيا الام باعتبارها اراضي روسية ويحضرني مشهد بعد انطلاق الثورة المصرية بدأ الرئيس التركي اردوغان يوجه رسائل الى الرئيس المصري حسني مبارك ويطالبه بترك السلطة قائلا له (سيد حسني غدا نموت وسندخل القبر وهو بطول مترين فقط اترك السلطة من اجل الشعب) وقال نفس الكلمات مع الرئيس الليبي معمر القذافي والسوري بشار الاسد ووفق هذا المنطق اليوم تركيا (برميل البارود) الذي قد ينفجر في أي لحظة وهذه المرة لا سامح الله سينزلق الشعب التركي في حرب اهلية او القيام بانقلاب عسكري يسيطر على السلطة ولكن لماذا لا يقوم اردوغان بالتنحي عن السلطة تجنبا لارجاع تركيا الى حقبة السبعينات نحن العرب لا نتمنى لتركيا الجارة الا الخير ونحمل مشاعر ايجابية تجاه اخوتنا الاتراك المسلمين.
#حامد_محمد_طه_السويداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموقف التركي من الازمة الاوكرانية وتأثيره على الداخل التركي
...
-
تركيا والامارات: محاولات اردوغان انقاذ الاقتصاد التركي وفك ا
...
-
الربيع التركي يطرق الابواب قريباً
-
الانتخابات التركية المقبلة 2023 والاحتمالات المتوقعة
-
ازمة كازاخستان وفشل مشروع (العالم التركي)
-
تركيا والسعودية : هل تعود العلاقات الى سابق عهدها؟
-
الاعلام والصحافة ودورها في اسقاط الحكومات (تركيا : انموذجاً)
-
اردوغان واوهام الصعود إلى القمر نهاية 2023
-
دور المؤرخين التركمان في كتابة تاريخ العراق الحديث والمعاصر
-
العثمانية الجديدة تلفظ أنفاسها الأخيرة... التاريخ لا يعيد نف
...
-
الليرة التركية ودورها في اسقاط الحكومات التركية
-
أردوغان ونظرية المؤامرة: أزمة كافالا انموذجا
-
الدولة العميقة الارغنيكون والمافيا التركية إنموذجاً
-
المؤرخ وكيفية كتابة التاريخ
-
تركيا ومخاوف محاولة التطبيع العربي الاسرائيلي
-
المجتمع التركي: مشاهداتي في تركيا
-
اليسار التركي: هل يعود لحكم تركيا مجدداً
-
الاقليات العرقية التركية خارج تركيا (اتراك المسخيت (الاهيسكا
...
-
التجربة التركية ومحاولات بناء دولة الحداثة
-
الاتراك البيض والاتراك السود
المزيد.....
-
-مشهد مخيف هناك-: مراسل CNN يصف ما سببه تحطم الطائرة بمركز ت
...
-
حافلات تقل 50 جريحا ومريضا فلسطينيا تصل معبر رفح في طريقها إ
...
-
بينهم 18محكوما بالمؤبد.. دفعة جديدة من السجناء الفلسطينيين ا
...
-
تساؤلات.. صحة ومهظر مقاتلي حماس والرهائن الإسرائيليين بعد عا
...
-
شاهد لحظة إطلاق حماس سراح المواطن الإسرائيلي الأمريكي كيث سي
...
-
تسليم الأسير عوفر كالدرون إلى الصليب الأحمر في خان يونس
-
يعود إلى إسرائيل دون زوجته وطفليه.. الإفراج عن ياردين بيباس
...
-
ماذا نعرف عن تحطم الطائرات في الولايات المتحدة؟
-
مأساة في سماء فيلادلفيا: انفجار طائرة إسعاف طبية بعد إقلاعها
...
-
لحظة إفراج -القسام- عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|