أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - هل المرأة دُمية؟














المزيد.....


هل المرأة دُمية؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 7185 - 2022 / 3 / 9 - 09:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سأظل مسكونا بالمسرحية العالمية المشهورة، بيت الدُمية، للكاتب النرويجي، هنريك إبسن، المتوفى 1906م، وهي الرواية التي مُثلت في معظم مسارح العالم، في القرن العشرين، وهي تصور المرأة الأنثى المحبوبة، في بيت الزوج الذكر المحب، كيف تحولتْ المرأةُ بعد الزواج من العشق والحب والشغف، إلى حالة حُب الدُمية، وليس حب التبادل والشراكة، فقد تحولت الزوجةُ بمرور الأيام عند زوجها إلى لعبةٍ مسلية، ترقص له، تغني، مما أفقدها شغفها وحبها الروحي لزوجها بعد تحولها إلى لُعبة مسلية، فاتخذت قرارها بالانفصال لتعيش بقية حياتها، كائنا حيا بشريا ذا عواطفَ وأحاسيسَ وخيالا، وليس تمثالَ دُميةٍ مسليا!
لم يستقصِ صاحب المسرحية، منزلة النساء في مجتمعاتٍ أخرى، تُعتبر فيها النساءُ نجاسةً خُلقن فقط للإنجاب، ولخدمة الرجال، فالمصلِي الذكرُ يشكرُ ربَّهُ في صلاته اليوميه لأنه لم يُخلق امرأة، بل خُلق رجلا، كما يفعل الحارديم المتزمتون اليهود في إسرائيل!
ولم يقرأ المبدع، إبسن كتاب، نصف السماء لمؤلفَيهِ، الزوجين الصحفيين ، نيكولاس كريستوف وشيرلي وادن عام 2009م، عن النساء اللائي يُبعن في أسواق الذكور في جنوب شرق آسيا، ويُتاجر بهن كسلعة جنسية، تجلب المال لهم، حتى أنه أشار إلى أن عدد النساء المقتولات في القرن العشرين، أكثر من كل القتلى في الحروب في القرن نفسه!
لكل رجلٍ في مجتمعات السطوة الذكورية ثلاثُ نساءٍ، واحدةٌ يتمناها معشوقة في خيالهِ من الممثلات الجميلات، وثانيةٌ يصادقها ويحبها ويبثها لواعج نفسه، وثالثةٌ يتزوجها لتنجب له الأبناء وتخدمه في شيخوخته!
قالوا: إن الرجل في المجتمع الذكوري، حين يختار زوجته، يفضلُ رأيَ الآخرين فيها، ممن يحيطون به، يفضله على رأيه وحبه الشخصي، فهو يتزوج لإرضاء المحيط، وليس لقناعته بالحب والارتباط الأسري!
ما تزال حالة النساء في عيد النساء كما هي لم تتغير، بل ساءت مع التقدم الحضاري الجديد عند كثيرين، والذي كان مفروضا أن يُحرر معظم النساء من القيود التقليدية، فقد أصبحت صورتُها في ألفيتنا الثالثة بالضبط صورةَ الدمية واللعبة المسلية!
في أكثر المجتمعات الذكورية بقيت المرأة حتى اليوم تستخدم كواجهة للأسرة والفبيلة، تحمل وزرَ وعبء القبيلة الأكبر، وهو الشرف، فقد اُختُصر الشرفُ والعزة والمنعة والقوة في مجتمعات الذكور في جسد المرأة فقط، لذا فإن معظم النساء في مجتمع الذكور يعشنَ في عبوديةٍ ورقٍ مؤلم، حتى أن بعض المجتمعات لا تُعاقب قاتلي النساء ممن يُتهمنَ بالمس بشرف الأسرة والقبيلة، ولا تعتبر هذا القتلَ جريمةً تستحق العقوبة مثل جرائم القتل الأخرى، والأبشع أن بعض المجتمعات تعتبر هذا القتل مفخرة من مفاخر الأسرة والقبيلة!
صحيح إن كثيرا من النساء نجحن في اختراقِ تقاليد المجتمعات الذكورية بإصرارهن وتميزهن، وقدارتهن ونبوغهن، غير أن ذلك لم ينجح حتى اليوم في تحرير مبدعات كثيرات من ربقة القيود الذكورية، فما تزال المرأة كما ورد في كتاب الفيلسوفة الفرنسية، سيمون دي بفوار هي جنسٌ ثانٍ، لم ترقَ بعد لتصبح مساوية للجنس الأول، الذكر!
وما أكثر المبدعات ممن تمكنَّ بجهودٍ كبيرة من تخطي العقبات، ووصلن إلى المراتب العلى، فتحولن من أعباء ثقيلة على أسرهن إلى رافعات للأسرة، ومصدر فخرٍ واعتزاز!
كثيرات أيضا نجحن في تغيير صورتهن من المرأة الدمية، إلى المرأة الشريك، التي تقتسم المسؤوليات مناصفة مع الزوج والأبناء، تمكنَّ من النجاح بتفوق، هؤلاء هنَّ أروع معلمات للجيل الجديد، وهن أيضا كثيرات في مجتمعنا الفلسطيني، لأن مبادئ نضالنا الفلسطيني أُسست على مبدأ الشراكة بين الرجل والمرأة!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بكى على معلمه بالبصل!
- اعتذار للزوجة
- شخصية عنصرية في الكنيست!
- ماذا أعدوا لمنظمة العفو الدولية، أمنستي؟!
- جامعة بير زيت
- من هم غزاة النقب؟
- زعفران هضبة الجولان!
- الغاضب من احتفال الفلسطينيين بعيد الميلاد!
- خطط إسرائيلية في العام الجديد
- صحفيو الهواتف!
- حاخام غزة
- قصة من تراثنا الأدبي!
- قصتان من إسرائيل
- من الكنيست في إسرائيل
- جمعيات إسرائيلية عنصرية!
- ماكرون، والجزائر
- الملك ميداس، ونفتالي بينت!
- مساحة السعادة في فلسطين!
- الناصرة عاصمة فلسطين الثقافية!
- اعترفوا بزواجه!


المزيد.....




- ترامب يستضيف ميلوني في منتجعه: سأتناول العشاء مع امرأة رائعة ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال الجـديد 2025 (وناسة + طيور الجنة + ب ...
- بعد القبض على مأذون مزيف في مصر.. ما مصير عقود الزواج المحرر ...
- “آلو شرطة” استقبل الان قناة الاطفال وناسة لولو بترددها الجدي ...
- “من بيتك” التقديم في منحة المرأة الماكثة بالمنزل 2025 والشرو ...
- بسبب شطيرة.. امرأة تقتل عامل بريد في مطعم أمريكي
- مقطع فيديو لسائحتين -أوروبيتين- تسخران من امرأة منتقبة في دب ...
- سائح أمريكي يقتل امرأة في تايلاند بسبب قيادته المتهورة (صور) ...
- -رقصة مثيرة مع امرأة- تضع لاعب مانشستر يونايتد في ورطة (فيدي ...
- -المادة-.. قمع النساء بين جشع الرأسمالية وقسوة الزمن


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - هل المرأة دُمية؟