كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 15:42
المحور:
الادب والفن
ان من قلة الأدب ان ينبري الناتو لمحاربة الأدب، فما بالك بالحصار الذي فرضوه الآن على العلوم والفنون والآداب الروسية ؟.
فالحصار الاقتصادي المفروض على الروس جاء مصحوبا هذه المرة بعقوبات ثقافية. حيث قررت مؤسسات فنية وثقافية أوروبية تلبية نداءات الناتو بعدم السماح لروسيا بالمشاركة في النشاطات الثقافية الدولية، بضمنها المسابقات الموسيقية، والمعارض الفنية، وتغييبها عن بينالي البندقية، ومقاطعة السينما الروسية، في حين اعلنت أوبرا ميتروبوليتان في نيويورك، أنها لن تتعاون مع المنظمات أو الفنانين الذين يحملون الهوية الروسية، وما إلى ذلك من ممارسات مسيئة للثقافة، ومتقاطعة مع توجهات منظمة اليونسكو نحو تعميق أواصر التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، ليس فقط اهتماماً بالثراء الثقافي العالمي، بل أيضا بالدور الأساسي الذي يلعبه الحوار العابر للثقافات في تحقيق التعايش السلمي والتنمية المستدامة. وذلك بالاعتماد على الإمكانات الإبداعية الكامنة في ثقافات الشعوب والأمم، وإبراز أهمية تنوّعها كعامل فاعل لتحقيق ودمج التغيير الإيجابي في المجتمعات الدولية. لكن قادة الناتو خالفوا توجهات اليونسكو، وفجروا قنابل الإفساد الفكري والثقافي، فجاء حصارهم ليشكل خطورة مروِّعة على الوعي والذاكرة الجمعيّة، ويهدد الثقافات الوطنيّة والقوميّة، مقابل نشرِ ثقافة الاستبداد الحربي والخضوع والتبعيّة وتبريرها تمهيدا لتكريس سياسة التغريب المتمثلة بنفي ثقافة أوروبا الشرقية واستبعادها. .
قديماً كان الاستعمار الثقافي هو الذي يمهد الطريق للغزو العسكري، اما اليوم فصار القرار العسكري هو الذي يوصد الأبواب بوجه الإبداع الثقافي. .
ختاماً نقول: الثقافة هي روح الأمم المتحضرة، وذاكرة الشعوب، وهي تعبير عن الحياة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟