أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماري تيريز كرياكي - نساء لبنانيات














المزيد.....

نساء لبنانيات


ماري تيريز كرياكي

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 10:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


غالباً ما عمدت وسائل الاعلام العربية إلى تكريس صورة نمطية للمرأة العربية بشكل عام، ونجحت في اختزال صورتها تحديدا بجسدها، وهذه الصورة أخذت بعدا أكبر في حال النساء اللبنانيات اللواتي اعتبرن المحرض الأول لنساء العالم العربي مع التركيز على ما يرونه في جمالهن الصارخ وجرأتهن الكبيرة في التعامل مع أجسادهن بتوافق حسدن عليه.

فكانت هيفاء وإليسا ونانسي وغيرهن ظواهر جديدة تعبر عن هذه الحالة، وكأن مثيلات هؤلاء النسوة لا يتواجدن في أي من الدول العربية، كروبي في مصر على سبيل المثال لا الحصر. وتناسى دعاة المحافظة على الأخلاق أن عالم "العوالم" كان دائما موجودا وسيبقى، والفارق هو الزمن الذي يفصل بين منيرة المهدية وعايدة الشاعر والآن هيفاء وصديقاتها، أي بين أغان كـ"الطشت أللي" و "ما شربش الشاي" والواوا". أنا لا أرى في هذه الظاهرة إلا واحدة من ظواهر عادية يعقبها دائما فرز حقيقي للجيد عن الطالح.

وأعود إلى الصورة التي تحدثت عنها وبالتحديد الصورة الخاصة بالمرأة اللبنانية، فقد فوجئت المجتمعات العربية بالعموم بمراسلات لبنان الصحافيات على خط النار في لبنان وفي العالم العربي، هؤلاء السيدات اللواتي تحدين المخاطر واندفعن بكل ما لديهن من قوة غير آبهات للموت لينقلن صورة حقيقية لواقع الحرب المدمرة، وعلى مدى 33 يوما وفي أكثر المواقع خطورة، وجميعهن انطلقن بدافع المسؤولية لتغطية ما حدث في بلادهن. وقد تمكنت المراسلات من نقل ما يجري على الساحة اللبنانية دون المساس بطبيعة التركيبة الطائفية لهذا المجتمع، على عكس المراسلين الأجانب، ونجحن في نقل وقائع هذه الحرب إلى درجة أن العدو الإسرائيلي قد عبر عن انزعاجه من نجاح الإعلام العربي من خلال مراسلاته ومراسليه في نقل الصورة الحقيقية للمجازر التي ارتكبها إسرائيل. وفوجئ العالم الغربي والأمريكي كذلك بمستوى المراسلات اللبنانيات ومهنيتهن. وذهب بعض الكتّاب الخليجيين في مديحه لإحدى المراسلات، التي كانت تنقل الأحداث من بيروت، ليقول إنها «تفوقت على كيت إيدي وكريستيان أمانبور» الصحافيتين الغربيتين المخضرمتين في تغطية الحروب.

وتعددت الأسماء: ريما مكتبي مراسلة "العربية"، نانسي السبع مراسلة "التلفزيون الجديد"، بشرى عبد الصمد وكاتيا ناصر مراسلاتا "الجزيرة"، نجوى قاسم ، منى صليبا مراسلة "ال بي سي"، والمصورة ليال نجيب ذات 23 ربيعا والتي قتلت على خط النار. وصارت هؤلاء السيدات محطّ اعجاب وتقدير العالم بأسره. وقد فاق عدد المراسلات عدد المراسلين، واصبحن ظاهرة لا بد من تقييمها والثناء عليها، ونافسن الرجال بتحولهن إلى مراسلات حربيات، واتخذن من واقي الرصاص والخوذة بديلا للزينة المعتادة.

وقد اجمعت غالبية المراسلات على احترام قدسية الانسان، واعتذرن عن تقديم صور لجثث الشهداء ولم يستعملنها أداة لاستدرار العطف، وإنما عملن على ابراز الوجه الانساني للحدث، وذلك رغم همجية العدو وآلته العسكرية التي لم تطل الانسان فقط بل طالت النبات والحيوان والابنية والجسور والطرقات أيضاً، ولم ترحم حتى المصابين الذين نقلوا في سيارات الاسعاف، هذا إضافة إلى العاملين في ميدان الإعلام.

ولم يقتصر تواجد المرأة اللبنانية على المجال الإعلامي، وإنما على الأرض. فقد بقيت النساء متمسكات بأرضهن بعد ذهاب رجالهن إلى الدفاع عنها. لذا كانت حصيلة الضحايا بينهن أكثر من المتوقع، فقد صمدن إلى اللحظات الأخيرة، ومنهن من فضلن الموت في منازلهن على النزوح. وقد أورد أحد المراسلين قصة العجوز الجنوبية التي تم العثور عليها مقيمة بين الأنقاض بعد سبعة أيام، وأول ما فاهت به لدى إنقاذها كان هذا السؤال: هل انتصرت المقاومة؟ وذلك بعكس ما توقع المراسلون من أنها ستطلب الشراب أو الطعام. ووردت قصة لعجوز أخرى، وجدها المراسلون وحدها في القرية بعد أن نزح أهلها، وهي التي أجابت على أسئلة الصحافيين بقوة قائلة: "أنا لن أهرب من هنا، ناطرة الاسرائيليين، وحيشوفوا مني اللي ما شافوه في حياتهم".



#ماري_تيريز_كرياكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لبنان؟
- كلنا في الهم نساء
- عبيد القرن الواحد والعشرين
- الإرهاب الفكري
- نظرة على واقع المرأة العربية المهاجرة في النمسا
- كسر حاجز الصمت


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماري تيريز كرياكي - نساء لبنانيات