أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم البيك - عالبيعة يا خيار














المزيد.....

عالبيعة يا خيار


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 04:56
المحور: كتابات ساخرة
    


كلما فكرت في حال أنظمتنا العربية العريقة و المعارَضة المرفقة بها, تذكرت بائعاً "حربوءاً" كان قبل أن تفسد بضاعة عنده يقدمها "عالبيعة" مرفقة ببضاعة يبيعها. و بذلك لا تذهب هذه البضاعة هباءً, بل يكسب منها ضمان بيع و "تنفيق" ما أرفقت به, إضافة إلى جميل يربحه على المشتري المستهلك, و هذا أهم ما يكسبه, فهذا الجميل هو الذي "يجرجر" المشتري و يأسره, خاصة و إن كان طيب القلب, بالمعنى المتداول و ليس الحرفي, أي "بالمشرمحي.. أهبل".
المثل القائل "اللي ببلاش كتر منو" يصور بدقة حالتنا العربية الكسيحة. خذ مثلاً: "سحارة بندورة.. و خيارة عالبيعة", "4 كيلو توم.. و بصلة خضرا عالبيعة", "حبة كرز.. و كيلو بطاطا عالبيعة!", "كيلو من أي شي.. و يوسف أفندي( كلو على بعضو) عالبيعة"! قد لا تلزمني كل هذه الكمية من الثوم مثلاً, و لكن "لعيون البصلة الخضرا اللي ببلاش.. بترخص حتى 8 كيلو توم مش بس 4". و بكل الأحوال, قد يأتي اليوم الذي أحتاج فيه هذه الكمية من الثوم, و إن للسلطة! سَلَطة و ليس سُلْطَة.
ما علاقة السَلَطة بالسُلْطَة, سحارة البندورة بالأنظمة, و الخيارة بالمعارضة؟
لا كان يا مكان و لا في قديم الزمان يا إخوان. في المكان و الزمان العربيين, حيث باعت الامبريالية الشعوب العربية أنظمةً, و لا أحلى, باعونا إياها "من وش السحارة". أنظمة تتمتع بكامل العافية, غير مغشوشة و لا فاسدة و لا تعج بالديدان!
هنا ثلث القصة.
الثلث الثاني يكمن في السعر المهدور. أنهاراً من الدماء العربية دُفعت "كاش" و ما تزال. و لكن, فلنتصارح, أين الغرابة في فداحة السعر؟ فالأنظمة صناعة أجنبية, و منتجات كهذه ليست بالرخيصة, نظراً لجودتها العالية و مكافحة عوامل الزمن و العمر الافتراضي الطويل جداً الذي تذخر به مما يجعلها الآن أنظمة موغلة في العراقة. هذا عدا الضمان الذي تمنحه الامبريالية للمشتري, فهذا المنتج لا تفسده لا عوامل ذاتية و لا موضوعية, و إن فسد خلال الـ 687924 سنة القادمة, فالشركة المصنعة توفر للمشتري نفس المنتج, إن لم يكن أفضل, و بأسعار خاصة بنا, فصرنا من زبائنها. و قد تبيعنا بأسعار الجملة إن "طلب" الشعب أكثر من نظام لبلد واحد, و التوصيل للمنازل مجاناً, أما الكمية, فغير محدودة, "يعني..لا تهكلو هم".
أما الثلث الثالث فيثمل, ... يشمل, ما كسبناه كـ "عالبيعة", أي الخيارة. فالعديد من المعارضات التي رُفقت بهذه الأنظمة هي معارضات "عالبيعة", تعطي قيمة إضافية لسحارة البندورة, للأنظمة. و سحارة البندورة هذه "لا وش و لا قفى" أصلاً, أما الخيارة فهي "على أفسدين".
.. أهلين!
فهذه المعارضة قد تضيف نضارة وهمية و على وش السحارة فقط, يتمثل ذلك واقعاً في الجو الديمقراطي الوهمي الذي تحاول الأنظمة أن تقنع الشعوب به و غصبٍ عن بلدهم سيقتنعون, و الذي تضفيه هذه المعارضات على سلوك تلك الأنظمة. أو أنها, أي المعارضة, قد تروج ضمناً لسحارة أخرى تتميز عن سابقاتها بأنها كخيارة, أو معارضة, أوثق صلة من السحارة بالشركة الأم, المنتجة لكافة مكونات السلطة, و بأجيال جديدة بلا رائحة, خاصة بعد أن فاحت رائحة فساد السحارة السابقة و عبقت و أزكمت البلاد و العباد.
و لكن, لماذا التشاؤم؟ فلنكن "واقعيين". من يدري؟ قد نكون نحن من كسب في النهاية, فبسعر هذه الأنظمة, و إن وصل إلى شهداء و حرية و كرامة, بُلينا بـالأنظمة و معارضة مجانية لها. بالنهاية حصلنا على شي ما "فري" يا عرب, يعني عالبيعة, يعني "ببلاش".
"و لعيون الخيارة اللي ببلاش بترخص سحارة البندورة".
"و يا عرب, اللي ببلاش كتروا منو..! لنشوف فلسطين وين صارت."



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة عاشق اسمه أبو علي مصطفى
- حبّ فلسطيني... في أربع ساعات
- موسيقى الكاتيوشا
- مع حبي.. ترشيحا
- في الجليل.. حياة
- أحمر أبيض
- وطن من اثنين
- غباء بكل الأحوال
- لا مكان للمساومة
- لرؤوس أصابع طاغية
- حرية تكفي.. لجمالها
- -اقعد عاقل-
- رفيقي فلاديمير
- ألا يكفي؟
- اختلفت المسميات
- سلام لمحمد الماغوط
- -خلصونا بقا-
- سعدات: المواجهة أو الموت
- إلى سعدات مرة أخرى
- حظاً أوفر


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم البيك - عالبيعة يا خيار