اللامرئي

سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي
(Saoud Salem)

الحوار المتمدن-العدد: 7181 - 2022 / 3 / 5 - 19:40
المحور: الادب والفن
    

↱ ◻ كان على الدوام يشعر بأنه زائد عن الحاجة ولم تكن هناك أية احداث مهمة في حياته وأن حياته لم تكن تشكل في أي حال من الأحوال قصة مثيرة وفي أغلب المواقف كان يصاحبه الشعور بعدم ضرورة تواجده ويعيش أغلب المواقف كأنها أحلام والحلم كان بالنسبة اليه مسرح حياته الحقيقية غير ان الحلم كان يقوده ايضا إلى حضور مروع لكل الأشياء المرعبة الي تمسه في العالم وأحلامه كانت في الحقيقة كوابيس مزعجة الجوع واليأس والقهر والخوف والموت والحرب والتفاهة والنهم والكراهية التي تجري في عروق الدنيا حاضرة في ذهنه كل لحظة من حياته وتقف حاجزا صلدا بينه وبين بقية البشر الذين يعيشون في ظل هذه الفضائع دون أن يفقدوا توازنهم ويسقطوا في آبار الذاكرة أو الشيزوفرينيا انه يدرك فظائع الحروب الجهنمية التي تمزق الكرة الأرضية يدري الحرائق والمجازر التي يرتكبها كل عسكر الدنيا ويدرك جرائم السلطات المالية والسياسية ويحس بآلام كل سجين في آلاف السجون التي تملأ الأرض يدرك الآم الأطفال الذين يعيشون في الأحياء العشوائية ويقضون جل طفولتهم في المزابل بحثا عن قطعة خبز كان يحس بأنه قد عاش عدة سنوات في المقابر مع ملايين البشر وأنه يبحث مثلهم عن قطعة خبز يأكلها في المزابل العملاقة على حاشية المدن الاسمنتية الجهنمية و يحس بجسده مثقوبا بالمسامير الصدئة المغروزة في كل سنتيمتر من جلده إحساسه بالآم البشر واحدا واحدا يمنعه عن التعبير عن حب الآخرين أمه أو اخته أو صديقه أو صديقته  وجه أمه أصبح وجها يشمل كل الوجوه التي يعرفها والتي لا يعرفها ولكن الحلم في النهاية لا يكتمل وهو يعرف بأن الألم والتعاسة هما مصير العالم اليوم ومع ذلك يرفض ويثور يثور على نفسه وعل العالم كيف يستطيع أن يعيش ويتنفس ويأكل ويشرب ويضحك ويتكلم ويمارس الحب والكتابة والرسم وعشرات الأشياء اليومية دون أن يفقد توازنه هو الآخر ويسقط في غياهب الجنون الحلم يتراءى أمامه كباب مفتوح على أفق رحب ملون يعرف حدوده وجغرافيته وتاريخه يعرف شوارعه وأزقته ويعرف كيف يعود في كل لحظة متى أحس بخطر الإنزلاق الحلم إذا سبب مباشر في أجهاض الثورات الماضية والقادمة الحلم نار نراقبها تدفئ قلوبنا وتحكي لنا القصص وننام ◻↰

#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات