أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجوى صبح - رسائل إلى ابنتي، الرسالة الاولى، أقتليني لتعيشي














المزيد.....


رسائل إلى ابنتي، الرسالة الاولى، أقتليني لتعيشي


نجوى صبح

الحوار المتمدن-العدد: 7181 - 2022 / 3 / 5 - 01:08
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


رسائل إلى ابنتي...
التاريخ: اليوم، في هذه اللحظة
الرسالة الأولى:
أقتليني لتعيشي
قررتُ يا صغيرتي أن أكتب إليكِ،
علّ رسائلي تصحّح أخطائي وتجعلني جديرة پأن أكون أمًا.
فليس سهلًا أن تكوني كذلك في هذه الزاوية من الكون، حيث تُذبح الأنوثة وتُشوّه كلّ يوم.
وفي زمان تُهان فيه الإنسانيّة وتفقد معناها.
لأنكِ الحياة كل الحياة، ولأنكِ الأم، الطبيعة، أكتب إليكِ
لأنّكِ الكلمة، اللغة، والحضن، ولأنّه لا أمل بالتغيير إلا بكِ ومعك ِ أكتب إليكِ.
صغيرتي...
أنت الحياة ولا استمرار لها إلّا بكِ، فلا تستخفي بذاتك أبدًا، لا تصدّقي أن هناك إلهًا عادلًا، يخلق بين الناس مراتب ومستويات ويسيّد بعضهم على بعض، فأنتِ انسان حرّ، واعٍ ومسؤول. والله ليس رجلًا شرقيًّا يحلّ عقده على النساء.
لا تسمحي للتقاليد البالية بأن تشوّه عقلك وفهمك للحياة، حتى لو كنتُ انا من نقلها إليكِ، فكلُ منا شئنا أم أبينا نُمسك الماضي بيد ونعمل في الحاضر بالأخرى. من وَضَعَ هذه التقاليد يا صديقتي كان هدفه أن يسيطر على المجتمع، ولا سبيل إلى ذلك إلّا من خلال تشويه حقيقتكِ وإقناعكِ بأنكِ عورة ويجب أن تختبئي و تخافي. وأن تعيشي عبدة، أو في أفضل الحالات تابعة. لا تصدّقي ذلك، فإن صدّقتِ شوّهتِ الحياة، وأفسدتها، لأنٌ العبدة لا تُربي أحرارًا بل تربي عبيدًا متردّدين لا ثقة لهم بذاتهم ولا قدرة لهم على التفكير والتغيير.
ما يظنّه الناس حقائق ليست سوى أوهام اعتاد الناس سماعها. أوهام ومغالط وأكاذيب، تاريخنا تراثنا وتقاليدنا، فالناس يحبّون القيود، وإن لم تكن موجودة لصنعوها بأنفسهم وتزيّنوا بها. أمّا الحقيقة فهي مدفونة تحت الأنقاض، الوسيلة الوحيدة لإيجادها و لتمييز الصحيح من الخطأ هي باستخدام عقلك في الحفر عميقًا، عقلك الذي وهبك إياه الله. إيّاك أن تسمحي لأحد بأن يسلبك هذا العقل، أو أن يجعله أسيرَ أفكارٍ لا تستطيعين إثبات صحتها. فإن خسرتِ عقلكِ خسرتِ انسانيتكِ وخسرتِ وجودكِ.
استمتعي بكونك أنثى، لها روح وعقل وجسد بشريّ لا تخجل به، فأنتِ إنسان كامل لا نقص فيه، ولو كان ناقصًا لما حمّله الله مسؤوليّة استمرار الحياة ورعايتها.
صغيرتي...
شخصية الإنسان لا تنضج وتطوّر إلٌا من خلال تجارب الحياة، فاعلمي أنّ واجبك الأول هو تجاه نفسكِ، إنّه اكتشاف ذاتكِ والتصالح معها ومحبتها دون خوف.
حرّري نفسك يا حلوتي من كل القيود، وإن لزم الأمر أقتليني.
أجل أقتليني بدمٍ بارد وبكل ثقة بأنّ ما تفعلينه صحيح، أقتليني دون أن يرفّ لكِ جفن، أقتليني، و امحي صورتي من داخلك كما تخلعين ثوبًا قديمًا لا يناسب أوقات احتفالاتكِ. أقتليني وعيشي الحاضر.
عدوّك الكبير إذًا يا جميلتي، هو الخوف، هو الوحش المتنكّر الذي يلتهم الأحلام، يجب أن تمنعيه من الاقتراب منكِ. لا تخافي من الحياة، ولا تخافي من الخطأ، فأنت إنسان، ومن حق كل إنسان أن يخطئ ليتعلم، فمن لم يكن مستعدًا ليخطئ فهو غير مستعد للحياة.
دمت للحياة حياة



#نجوى_صبح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- -لا تحرروني، سأتولى الأمر بنفسي-، عرض غنائي مسرحي يروي معانا ...
- بمناسبة شهر رمضان 2025.. حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في ...
- دراسة تزعم.. الانفصال العاطفي يضر بالرجال أكثر من النساء
- بيان مشترك: مخاوف من غياب “عدالة الإبلاغ” في جرائم العنف ضد ...
- الداخلية: الأدلة أثبتت براءة الضابط المتهم باغتصاب فتاة قاصر ...
- على أنقاض البيئة.. إسرائيل توسع مستوطناتها على حساب الغطاء ا ...
- الذكاء الاصطناعي يحدد النساء المعرضات لسرطان الثدي قبل سنوات ...
- -المحكمة الأوروبية تدعم حرية المرأة الجنسية: نداء لتجريم الإ ...
- تونس.. امرأة تضرم النار في جسدها بالقيروان والإسعاف يتدخل


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نجوى صبح - رسائل إلى ابنتي، الرسالة الاولى، أقتليني لتعيشي