كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7180 - 2022 / 3 / 4 - 17:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية نقول: من امتهن التهريج والسفاهة لن ينجح أبداً في المهمات القيادية الصعبة، وان جيشاً من الأرانب يقوده أسد، خيرٌ من جيشٍ من الأسود يقوده أرنب. من هنا لا يمكن فصل تدهور الأوضاع في أوكرانيا عن اخفاقات حكومتها، وفشل رئيسها في إحلال السلام في بلاده. كان زيلينسكي مهرجاً كوميديا نال شهرته في المسلسل السياسي الساخر (خادم الشعب)، الذي يتناول قصة انتخاب معلم متواضع يدعى فاسيلي وكيف أصبح رئيسا لأوكرانيا، لكن هذا السيناريو تحقق على أرض الواقع عام 2019، وسط آمال الأوكرانيين في أن يضع حدا للحرب في دونباس. إلا أنه بعد انتخابه، وجد نفسه رهينة للتجاذبات السياسية والتيارات القوم الراديكالية داخليا، والضغوط الروسية المتزايدة خارجيا، ما يحول دون تحقيق إستقرار البلاد. فرشح زيلينسكي نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية، عندئذ علّق الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته (بيترو بوروشينكو) على حملة زيلينسكي قبل انطلاقها بقوله: (ان رئاسة البلاد مسؤولية وطنية ثقيلة وليست مسرحية هزلية يمكننا تجاوزها إذا لم تكن مضحكة، وليست فيلماً استعراضيا ساخراً). وأضاف: (أريد أن أذكّر الجميع أن الأمر لا يتعلّق بمزحة، إنها انتخابات تتعلق بمنصب القائد الأعلى). .
لكن ديمقراطية العروض المسرحية هي التي مهدت الطريق لزيلينسكي للوصول إلى منصب رئيس البلاد بعد أن حقّق اكتساحا غير مسبوق بحصوله على أكثر من 73% من الأصوات. .
وهكذا أصبح زيلينسكي هو الرئيس، فتعرض النظام السياسي في أوكرانيا إلى شلل شامل، وتسببت الديمقراطية الكوميدية في التحول السريع نحو حكم رجل لا عهد له بالسياسة. فكان أشبه بالعربة المعطّلة التي تتقدّم قافلة من العربات تصطفّ وراءها ومحرّكاتها تدور وتحرق الموارد والزمن والأعصاب دون إحراز اي تقدم. ففشل في تفادي اﻷزمات، وتسبب في استحداث المزيد منها، ولم تكن لديه رؤية واضحة حول الهدف الذي يريد تحقيقه. .
وبين غربة العقلاء وولاية السفهاء تفجرت الكوارث في أوكرانيا، آخذين بعين الاعتبار ان الشيء المقرف في الديمقراطية أنك تضطر أحياناً لسماع الأحمق. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟