خلود الحسناوي
اعلامية وشاعرة
(Khulood Sabri)
الحوار المتمدن-العدد: 7179 - 2022 / 3 / 3 - 08:44
المحور:
الادب والفن
اليوم الجمعة..
العاشرة صباحا ..
تثاءب الأب وهو ينهض من سريره الى باحة الدار ،وبخطوات واثقة متجها نحو حوض المغسلة ، فتح الصنبور فلم يجد ماءً بالحنفية..
جلس على كرسي قريب ينتظر عودة الماء ليغسل وجهه ،ويستمر بخطواته ليكمل باقي اليوم.. أشاح بنظره نحو السماء فسمع صوت خرير الماء منهمرا ًعبر سلم البيت ، والأغرب إنه سمع صوتاً يصدر من مكان ما .. جاءته كلمات رنت في أذنه : مرحبا مرحبا ..
تلفت حوله لم يجد شخصا فطلب منه صاحب الصوت ان ينظر إليه.. هنا هنا ياعم .. وهو يردد أين أين ؟
من أنت ؟
من الذي يحدثني؟
قال : أنا أنا ياعم ،أنا الماء.. قال الأب مستغربا :ماذا الماء ..!!؟ الماء يتكلم !!
قال له: نعم أنا أتكلم .. استغرب كثيراً ودُهش من ذلك فقال له الماء :لا تستغرب ياعم أنا أتكلم وذلك لكثرة ما أراه من هدرٍ وظلم ،
لذا قررت أن اتدبر امري وادير ذاتي بذاتي وأساعد من يحتاجني ولن أستسلم لمن يستغلني استغلالا سيئاً .. لذا سمعت بحاجتك لي فأتيتك مسرعا ..
لن أستسلم لمن يمنع الفقراء مني والمزارع والحقول ويجفف الأنهار.. من الآن فصاعداً سيعلو صوتي وتزداد قوتي ..
خذ حاجتك ياعم وأكمل يومك في طلب الرزق .
بدأ العم يأخذ بعضا من الماء ويصبه على وجهه والماء يتصاعد ويتصاعد ويصدر ذلك الصوت القوي .. فتح عينيه وإذا بالحنفية تنثر برذاذ الماء على وجههِ .. بعد ان اخذته غفوة وهو جالس على ذلك الكرسي ،
نهض واغتسل وتناول طعامه الذي اعدته له ابنته الصغيرة ذات الظفائر الجميلة .. ثم توجه ساعيا في طلب الرزق ..
فكر وهو في طريقه بما راه وكأنه صدَق أن الماء يتكلم ..
وقال في نفسه كيف كان حلماً ؟
ياااه ليته حقيقة .. وكان حلم !؟؟.
#خلود_الحسناوي (هاشتاغ)
Khulood_Sabri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟