أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ماذا يعني (المسرح الموسيقي)














المزيد.....

ماذا يعني (المسرح الموسيقي)


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7179 - 2022 / 3 / 3 - 00:56
المحور: الادب والفن
    


أتذكر أن زملائي بقسم الفنون المسرحية خلال الثمانينات من القرن الماضي وعندما اطلقت لهم مصطلح (المسرح الموسيقي) دهشوا واستغربوا وقالوا انه (المسرح الغنائي) أو (المسرح الاستعراضي) وعندما قلت لهم الصحيح هو (المسرح الموسيقي) وعندما اصروا على رفضهم تلك التسمية أخرجت لهم كتاباً باللغة الانكليزية صادر من منظمة اليونسكو بعنوان (المسرح الموسيقي في مجتمع متغير) فصمتوا ولم ينسبوا ببنت شفة.
ليس هناك من لبس في استخدام مصطلح (المسرح الموسيقي) كمضاد لمصطلح (الأوبرا) حيث هذا الاخير يقتصر على نوع واحد من أنواع المسرح الذي تعددت أنواعه وأشكاله، صحيح ان البداية كانت مع فن الأوبرا في القرن السابع عشر وفي ايطاليا بالذات ثم اتسع نطاقه الى باقي الدول الأوروبية، وكانت اول محاولة لتغير صيغة الدراما المغناة قد جاءت مع الموسيقار (ريجارد فاغنر) في القرن التاسع عشر حين انتقد الصيغة السابقة التي تقدم الموسيقى والغناء على الفعل الدرامي والشخصية، واطلق بديلاً في إيجاد التوازن بين العنصرين – الموسيقي والغنائي، واعتبرت تنظيرات في ذلك السبيل من الممهدات للمسرح الحديث وظهرت تلك التنظيرات في ثلاثة مقالات هي (الفن والثورة) عام 1849، و (العمل الفني والمستقبل) عام 1850، و (الاوبرا والدراما) عام 1952، وفي تلك المقالات ناقش المبدأ القائل! ان اي فن لايتحقق بحد ذاته بل بالتعاون مع الفنون الاخرى، اي انه أراد توحيد الفنون كما كان الحال في النموذج الاغريقي في اثينا القديمة خمسمائة سنة قبل الميلاد، ودعا في تلك المقالات الى ان تكون للموسيقى لغة درامية وان تكون جميع العناصر الفنية في الانتاج المسرحي الموسيقي بيد فنان واحد هو مؤلف النص ومؤلف الألحان الموسيقية والغنائية وهو المصمم للمناظر والأزياء والإضاءة وهو المخرج الذي يمسك بخيوط اللعبة جميعها.
لم يقتصر المسرح الموسيقي وبالذات (الأوبرا) على العالم الأوروبي بل تعداه الى منطقة الشرق وخصوصاً الصين حيث كانت ومازالت هناك صيغة مميزة من المسرح الموسيقي سميت (أوبرا بكين) ويهيمن على العرض العنصر الغنائي حيث يحتوي على مقاطع طويلة من الانشاد وبمرافقة الموسيقى الصاخبة وهناك مقاطع كلامية – حوارية، وتبلورت الصيغة الصينية اواخر القرن الثامن عشر واحتوت على محورين دراميين هما: المسرحيات المدنية التي تتعامل مع الموضوعات الاجتماعية والدينية، والمسرحيات العسكرية وتشمل المعارك ومغامرات الفرسان، وقد يمتزج المحوران في عرض واحد، وتدخل الموسيقى عنصراً مهماً في الدراما التقليدية الهندية وكذلك الحال في مسرح (نو) و (الكابوتي) الياباني.
ظهرت في أوروبا أواخر القرن الثامن عشر صيغ اخرى من المسرح الموسيقى تقترب وتبتعد عن الأوبرا بنسبة او اخرى ومنها (الأوبرا الجادة) التي اعتمدت الدراما فيها على موضوعات من التاريخ القديم وفيها مواقف بطولية ومن امثلتها (اورنيوس و يوريديس) للموسيقار (غلوك) عام 1792، وظهرت ايضاً (الاوبرا يونا) أو (الأوبرا الكوميدية) التي تأصلت في مدينة (نابولي) الايطالية ثم انتشرت بعد ذلك في انحاء اوروبا وتحتوي على التعليق الساخر ومثالها (زواج فيغارو) للموسيقار (موزارت) عام 1786، وكانت (الاوبرا كوميك) قد سبقت في ظهورها عام 1716 وذلك في مسارح المعارض واصبحت من اهم التسليات الشعبية ثم ظهرت (الاوبرتيا) وهي نوع من الاوبرا الخفيفة حيث ان فيها اضافة للموسيقى والغناء حواراً منطوقاً ورقصات، ويؤرخ ظهور الاوبرتيا الى منتصف القرن الثامن عشر في ايطاليا ومن امثلتها (اورفيوس في العالم الاسفل) عام 1858.
في مطلع القرن العشرين راح البعض من فناني المسرح يحولون الدراما المعروفة الى مسرحيات موسيقية والكوميديات ايضاً، وساد هذا الصنف المسرح التجاري في اميركا اولاً وفي اوروبا ثانياً ثم انتقل الى انحاء العالم ابتداءً من اوائل الخمسينات من القرن العشرين واستهوت المسرحية الموسيقية المعتمدة على الدراما المشهورة الجمهور الواسع حيث راحت عروضها تستمر لأشهر بل لسنوات ومنها على سبيل المثال (قصة الحي الغربي) المأخوذة عن (روميو و جوليت) و (سيدتي الجميلة) المأخوذة عن مسرحية شو (بيغماليون) والمسرحيتان المبتكرتان (شعر) و (قطط) واللتان تميزتا بالعنصر المتحرك والراقص الى جانب العنصر الموسيقي والغنائي.
ساهمت التكنولوجيا الجديدة كثيراً في انتاج المسرح الموسيقي المعاصر حيث أكسبت العروض كل ما يدهش المتفرج من مناظر وصور متنوعة ومتحركة بأشكالها وألوانها التي تبهر الأنظار بواسطة الأليكترونيات والليزر والتي اصبحت تقنياتها في الآونة الاخيرة مبتذلة يسهل ويكثر استخدامها ففقدت دهشتها.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحيات السيرة الذاتية
- لماذا يأخذ المسرح الغربي من تقنيات المسرح الشرقي وبالعكس
- هل للفنان ان يتباهى بشهادة الدكتوراه !؟
- الجيم المصرية وأخواتها عند تلفظ الأسماء والمصطلحات الأجنبية ...
- مسرح (خيال الظل) هل هو مسرح عربي اصيل؟!
- فن الماكياج والماجستير والدكتوراه!
- اعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط
- أعمال مسرحية نددت بالقهر والتسلط 2
- إصدارات فيصل المقدادي المسرحية
- فرقة شكسبير الملكية 2
- فرقة شكسبير الملكية
- كمال نادر ومسرحيات شكسبير
- العرض المسرحي والوسائط المتعددة
- مسرح (خيال الظل).. هل هو مسرح عربي أصيل؟!
- مضامين وأشكال مسرح السيرة
- لماذا نقف ضد المسرح التجاري؟
- ملاحظات إضافية حول (المونودراما)
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة! - 2
- إشكالية الحداثة وما بعد الحداثة!
- تيار جديد يغزو الساحة المسرحية العراقية -1-


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - ماذا يعني (المسرح الموسيقي)