أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - براغي














المزيد.....

براغي


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7178 - 2022 / 3 / 2 - 13:24
المحور: الادب والفن
    


المثقف العربي
يعيش هذا البرجوازي الصغير كما غيره من أبناء المجتمع.
يدخن بشراهة ويشرب أحياناً ويقرأ نادراً.
يدعي الإيمان بالعدالة والمساواة الاجتماعية، يستثمر كل مناسبة ليعلن بها أنه نصير للمرأة في جملة قضاياها، وبأنه يناضل ليل نهار لرفع الظلم عنها، وهكذا فهو يتكلم كثيراً وطويلاً عن ضرورة تحررها واستقلالها الاقتصادي.
يتزوج إمرأة طيبة وغالباً ما تكون منتجة مثله.
يبني معها عائلة مع أطفال.
يعودان من العمل ظهراً، يأخذ المثقف قيلولة الظهيرة، ساعة من النوم العميق على الأقل، أما الزوجة فتراها كالنحلة تتنقل بين المطبخ وغرف النوم والصالون والحمام، يستيقظ المثقف، يتناول الطعام، ثم يذهب ـ غالباً ـ لزيارة أخوته وأهله، في هذا الوقت تبدأ الزوجة بأعمال التنظيف والإشراف على دراسة أطفالها وتحضير طعام العشاء، يعود الزوج المثقف، يتناول طعام العشاء، يسلي أطفاله قليلاً، يستمع للأخبار الرئيسية، في هذا الوقت تقوم الزوجة بإطعام الأطفال واصطحابهم للنوم ثم تعود لترتيب الصالون من الفوضى، بعد أن يكون قد حلّ الهدوء نوعاً ما تقوم الزوجة بترتيب ملابس الأطفال وغسيل وتجفيف ملابس العائلة، في هذا الوقت قد يقرأ المثقف جريدة الحزب ثم يمشي نصف سكران للنوم، عليه أن يذهب للعمل في اليوم التالي، عليه أن يجلس يعد الساعات كي يحين موعد الانصراف، وهكذا دواليك ...

***

لا أعتقد أن المرأة في الشرق العربي قادرة على ارتداء تنورة أو فستان ملون ولن تستطيع فعل ذلك في المستقبل.

***

واحد من أبشع الاضطرابات الاجتماعية هو التدخُّل السلبي الحشريّ للأولاد في علاقة أمهم مع عائلتها أو علاقة أبيهم مع عائلته.

***

الدولة القاصرة هيكلياً ستنهار حتماً دفعة واحدة كما ينهار الجسر المتعب فجأة ويتحطم بشكل كارثي.

***

هناك فروقات جلية بين الطفل المولود لعائلة غربية في بيئته الأصلية والطفل المولود لعائلة شرقية ـ سوريا مثلاً ـ أو لعائلة نصف شرقية (الأم شرقية والأب غربي أو العكس) في بيئة غربية ـ ألمانيا مثلاً.
وهذا أمر طبيعي وبديهي.
هذه الفروقات ـ المتمثلة بالسلوك وطرق التفكير والطعام والعادات ـ تظهر جلية منذ الساعات الأولى لولاة الطفل وتتجذر مع تتالي الأيام والسنين ـ يمكن مراقبتها بوضوح في دور الحضانة والمدارس والجامعات وأماكن العمل.
هذه الفروقات قد تتضاءل لدرجة الاختفاء مع تعاقب الأجيال ـ ثلاثة أجيال على الأقل ـ شريطة التزاوج من سكان البيئة الأصليين والابتعاد عن الجذور.

***

"أقص إيدي وأعطيها للكلاب" إذا كان قادراً على مجابهتي ...
تقول إمرأة في سياق حديث.
"أقطع رأس (أيدي) وأرميه في الشارع" إذا لم يكن ما أخبرتك به صحيحاً ...
يقول رجل في سياق حديث.
وإن "سقطت ذراعك فالتقطها وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي" ...
يقول شاعر في سياق قصيدة.
هكذا هي اللغة.

***

عادت للاستقرار في بلدها سوريا، مكللة بالنجاح المالي والعلمي والخبرة الاجتماعية، وحدث أن زارت صديقاً قديماً كسولاً، شعرت أن من واجبها أن تتكلم معه وتشجعه على العمل بدلاً من قعدته في البيت بلا عمل.
أحسّ الصديق بالإهانة وصرخ بزوجته: " أسمهان ... يا أسمهان ..."
ردّت الزوجة من المطبخ: "نعم حبيبي".
سألها: "هل ينقصك شيئاً؟"
أجابته: "لا حبيبي، أبداً، ما هو مبرر السؤال؟"
استأنف الزوج أسئلته: "أليس لديك لحم وفروج في البراد؟"
ردّت الزوجة: "الحمد لله الخير كثير، طبعاً عنا لحمة وفروج؟"
توجه الزوج بحديثه للزائرة وقال بشماتة: "أما السمك فنحن لا نأكله إلا طازجاً، من البحر إلى المطبخ!؟"
تناولت الزائرة حقيبتها وغادرت نادمة على حديثها.
هكذا هي الحياة!



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز الحلقة الأخيرة
- جسر اللَّوْز 54
- جسر اللَّوْز 53
- جسر اللَّوْز 52
- جسر اللَّوْز 51
- جسر اللَّوْز 50
- جسر اللَّوْز 49
- جسر اللَّوْز 48
- جسر اللَّوْز 47
- جسر اللَّوْز 46
- جسر اللَّوْز 45
- جسر اللَّوْز 44
- جسر اللَّوْز 43
- جسر اللَّوْز 42
- جسر اللَّوْز 41
- جسر اللَّوْز 40
- جسر اللَّوْز 39
- جسر اللَّوْز 38
- جسر اللَّوْز 37
- جسر اللَّوْز 36


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - براغي