فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7178 - 2022 / 3 / 2 - 11:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الرئيس الروسي (بوتين) لا زال يعيش في عقلية وأجواء القرن العشرين عندما قام بعمله المغامر في احتلال دولة مستقلة وذات سيادة مقلداً ومستعملاً الأساليب الاستعمارية في ذلك العصر النظام الامبريالي في تجييش الجيوش لاحتلال الدول الأخرى ومن ناحية أخرى يعيش أجواء الحرب الباردة وأسلوب سياسة التهديد وحافة الحرب التي كان يستعملها آنذاك في الخمسينات من القرن العشرين وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية (جون دالس) حول السلاح النووي. عندما أعلن بوتين عن فرض حالة التأهب الآن للرادع النووي من أجل صرف الأنظار عن فشله ومغامرتهِ من أجل احتلال دولة أوكرانيا وأهدافه الرامية من وراء احتلال هذه الدول التي تمتلك الثروات المتعددة الكثيرة والكبيرة لكي يعالج بها أزماته المالية لدولة روسيا.
إن تصريحات الرئيس الروسي (بوتين) صدرت نتيجة فشل ومن عقلية مغلقة ومتهورة بسبب ردة الفعل العالمية ضد تصرفه الأهوج التي عزلت روسيا عن دول العالم والعقوبات المالية التي تؤدي بالنظام المالي الروسي إلى الانهيار وصمود الجيش والشعب الأوكراني ضد هجوم الجيش الروسي الذي لم تتوقعه القيادة الروسية وقيام الدول المختلفة بتقديم وإسناد ودعم أوكرانيا بالمال والسلاح والمساعدات الأخرى والآن طلب الرئيس الروسي المفاوضات مع أوكرانيا من أجل إنهاء الحرب والمحافظة على ماء وجهه أمام دول العالم.
إن قيام الرئيس الروسي بجعل السلاح النووي في حالة تأهب ليس لها سبب ولا معنى في تغيير عملية الحرب وإنما جاءت لصرف الأنظار عن فشل الرئيس الروسي بوتين وقد سببت استفزازاً ورد فعل عالمي غاضب لدى كثير من الدول لأنه أسلوب متهور وفاشل في هذا العصر الذي يسود فيه السلام والهدوء والاستقرار والدبلوماسية في معالجة الأزمات المختلفة في العالم.
إن مغامرة الرئيس الروسي (بوتين) لم تكن الأولى وإنما سبقتها مغامرة سابقة بتدخله في الحرب الأهلية السورية لإنقاذ نظام بشار الأسد من ثورة الشعب السوري التي كان هدف بوتين منها هو تنفيذ أحلام الامبراطورية القيصرية الروسية من أجل الوصول إلى المياه الدافئة في الشرق الأوسط التي اصطف فيها بوتين في طابور الدول الاستعمارية الامبريالية وكلفته مادياً ومعنوياً مما دفع الرئيس الروسي إلى محاولة احتلال أوكرانيا لمعاناته وحاجاته إلى المال الذي جعل خزينته ووضعه المالي مهدد بالانهيار ومن المحتمل أن تكون مغامرته الآن بداية النهاية لحكمه.
الرئيس الروسي (بوتين) يتكلم عن مظلومية الشعب الأوكراني من رئيسه وهو الذي استعمل السموم ضد معارضيه وهو الذي استعمل العنف المفرط والقوة وأفشل ثورة الشعب السوري .. يقول الشاعر أبو الأسود الدؤلي :
يا أيها الرجل المعلم غيره ---- هلّا لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا ---- كيما يصحُّ به وأنت سقيم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ---- فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك تعذر إن وعظت ويقتدى ---- بالقول منك، ويقبل التعليم
لا تنه عن خلق وتفعل مثله ---- عار عليك إذا فعلت عظيم
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟