|
ملاحظات حول التوغل الروسي في أوكرايينا
شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)
الحوار المتمدن-العدد: 7177 - 2022 / 3 / 1 - 09:57
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
١ ما يجري حتى اللحظة هو توغل محدود للقوات الروسية لتنفيذ مهام استراتيجية، وليست حربا لاحتلال أوكرايينا . ٢ القوات الروسية التي تقدمت حتى الآن هي وحدات مدرعة ،ووحدات قتالية عادية ومحدودة الصلاحيات والقدرات الحربية . ٣ من المشاهد المصورة التي تنقل من المصادر الموثوقة تحديدا تؤكد أن القوات الروسية لديها تعليمات صارمة جدا تجاه التعامل مع المدنيين ، وعدم المساس بهم ، وحتى عند التعرض للاستفزاز يجب ضبط النفس وعدم إبداء ردات فعل . ٤ لم يتم توثيق قصف أي مبنى سكني في المدن الأوكرايينية ، وأيضا لم يسجل قصف لأي بنية تحتية أو مؤسسة مدنية تخدم المواطنين. ٥ القصف الروسي الحالي يمكن تشبيهه بتقليم الأظافر دون نزعها ، رغم القدرة على قطع الذراع ، وهذا ليس إنسانية مفرطة لدى الروس، وإنما استيراتيجية مبنية على افتراض الفوز المضمون بنتائج الحرب ، لذلك لن تتطور الهجمات إلا حال شعور بوتين إن النتائج ليست المرجوة. ٤ردود الفعل الامريكية والأوروبية لا تعدو كونها حبرا على ورق، هم يدركون أن روسيا ليست بلدا سهل الانهيار ، وإذا كانت إيران وكوريا الشمالية وسورية صمدوا أمام عقوبات خطيرة، فما بالك بدولة تملك كل المقومات العسكرية والانتاجية الضامنة للإكتفاء الذاتي في كثير من الجوانب ، لذلك يتعامل الأوروبيون كالغوغاء في التصريحات ،دون الجرأة على أي فعل عواقبه ستكون وخيمة على مستقبل الاتحاد الأوروبي بأكمله. ٥يحرص بوتين على مخاطبة الجيش الأوكراييني وتوجيه رسائل ذات مغزى،غالبا تصل لعناوينها والتي سيكون لها دور هام في مرحلة ما بعد التفاوض. ٦ هناك مؤسسات إعلامية عملاقة تعمل على بث خطاب إعلامي يظهر وكأن روسيا ضعيفة وجيشها يتم سحقه، وهذا له وجهان ، الوجه الأول محاولة هز المعنويات لدى الروس،وتأليب الرأي العام الشعبي للخروج بمظاهرات مناهضة للحرب وللرئيس الروسي ، والوجه الثاني سيظهر في حال اضطر الروس لاستخدام القوة المفرطة وبدء سقوط ضحايا من المدنيين، وذلك لتوثيق ما يمكن أن يصنف جرائم حرب ،تجعل كل مسؤول روسي يواجه صعوبة كبيرة في مغادرة البلاد والتعرض للوقوف أمام المحاكم الدولية . ٧ أوامر بوتين حول تجهيز السلاح النووي مجرد رسائل تحفيزية للحلفاء( الصين ،كوريا الشمالية ) أكثر من الأعداء. ٨ في حال فشل المفاوضات ستضطر روسيا لدخول الحرب الحقيقية من نقطة مختلفة ، حيث ستلجأ لقصف مساحات شاسعة ، وضرب أهداف تعطل حياة الشعب الأوكراييني بشكل تام ، وتقضي على كافة القدرات العسكرية ،وعندها سيكون ارتكاب جرائم حرب مؤكدا في ظل ظهور جيوب مقاومة شعبية داخل المدن . ٩ في أوكرايينا يوجد ما نسبته 40% من السكان من ذوي الأصول الروسية ، لديهم ميل كبير لجذورهم، ولغتهم هي الروسية ، وذلك لم يتأثر رغم قرار إلغاء الروسية كلغة ثانية في المناهج الدراسية ، هؤلاء أو نسبة منهم يمكن أن يكونوا بمثابة حصان طروادة الذي يحسم الامور بالاتجاه الذي يريده الروس . ١٠ أعتقد جازما أن عددا لا بأس به من جنرالات الجيش الأوكراييني روسيو الهوى ، وبعضهم لديه طموحات متعلقة بزوال الحكومة والرئيس الحاليين ،مما يجعل التقاعس حاضرا في معادلة الدفاع من جهة الجيش. ١١ ما يحدث لا يعني بتاتا زوال تحكم القطب الواحد كما يعتقد الكثيرون ، يمكن لروسيا أن تحارب من أجل مصالحها الاستراتيجية، لكن ذلك لن يغير وضعا عالميا تتحكم أمريكا بمجرياته ، ولن يغير من حقيقة أن مجلس الأمن عبارة عن دمية يوجهها الأمريكان ، لذلك فالتفاؤل في هذا الجانب شعور بائس . ١٢ العربي ليس مضطرا للاصطفاف في أي جانب ، وليس مطلوبا من أي نظام عربي إعلان الولاء لروسيا، أو تجديد البيعة لأمريكا ، باختصار النظام العربي مجرد حطب للنار ومصيره ليس ذات قيمة لتغيير مسار أي شيء في العالم. ١٣ تركيا تعزف على الأوتار التي يحب الناس سماعها، وتجيد دغدغة عواطف العرب ، لأنها تحفظهم عن ظهر قلب ، وبالمناسبة فإن ما يجري تسويق مميز للانتاج العسكري التركي،وترويج للمسيّرة بيرقدار ، رغم أن قدراتها ليست خارقة ولا تشكل خطرا فادحا على القوات الروسية كما يروّج البعض ، لكن لكل سلعة سوق،ولكل حبة فول كيّال . ١٤ أتوقع أن تخفض روسيا سقف المطالب بما يخص استقالة زيلينسكي والحكومة، وتكتفي بضمان حماية واستقلال إقليمي الدنباس و دانيتسك ، وعدم انضمام أوكرايينا لحلف الناتو ، بذلك تحقق روسيا ما يحفظ ماء الوجه دون خوض قتال عنيف بعواقب يصعب تداركها و يؤثر على طموحات بوتين المستقبلية .
إذن المرجح أن تنتهي الهجمات خلال الأسبوع الحالي وتعود القوات الروسية إلى أرضها ، والصواريخ إلى مرابضها ، فالغرب يمكن أن يتخذ قرارا بحرق دول بأكملها ببساطة عندما تكون عربية ، لكنها تحقن الدماء الزرقاء بكل ما يتأتى من وسائل . بكل الأحوال هذه النقاط اجتهادات قد تصيب وقد تخطيء ، وما نأمله أن تكون الشعوب العربية في منأى عن أي نتائج سلبية قد تترتب على ما يجري.
#شجاع_الصفدي (هاشتاغ)
Shojaa_Alsafadi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برقيات للسيد الرئيس
-
حادثة فرنسا وميزان الوعي
-
زلّة منام
-
الفلسطيني تحت ضرس الإعلام العربي
-
سلاح الإعلام بين الحنكة وسوء الاستخدام
-
وليد الصدفة
-
خديعة الحرب الكبرى
-
قطاع غزة والانتخابات الإسرائيلية المقبلة
-
دمكَ ماء
-
القضية ما بين نقل السفارة وتحديد عدد اللاجئين
-
الشعوب العربية ولعنة الديمقراطية
-
الخامس من يوليو علامة فارقة في تاريخ اتحاد الكتاب الفلسطينيي
...
-
معادلة القصف بالقصف بين الواقع والمكابرة
-
نادلة الغاب
-
قرار إلغاء الامتحانات النهائية وآثاره السلبية
-
المصالحة الضيّقة حد التمزق
-
شعب من حجارة الشطرنج
-
بطانة الرئيس بين عملقة وتقزيم الخصوم
-
غزة التي تؤرق العالم!
-
قُلْ يا وردُ ما تشاء
المزيد.....
-
هل يضغط ترامب على مصر والأردن لتنفيذ خطته بشأن غزة؟ حسام زمل
...
-
نتنياهو يجيب على سؤال -هل وجود الجيش الأمريكي ضروري- لتطبيق
...
-
زملط معلقًا على مقطع لترامب حول ضم الضفة الغربية: يتعين علين
...
-
السجن لجندي إسرائيلي أساء معاملة فلسطينيين في سجن -سدي تيمان
...
-
شاهد.. هدية نتنياهو لترامب تخليدا لذكرى هجوم إسرائيل على لبن
...
-
بعد خطاب ألقته من المنفى.. متظاهرون يهدمون منزل رئيسة وزراء
...
-
-غزة أرضنا ولن نرحل-.. فلسطينيون في دير البلح يحتجون على تص
...
-
ضربة موجعة للصين: بنما تتخلى عن -طريق الحرير- لإرضاء ترامب
-
سلسلة زلازل تضرب جزيرة سانتوريني في بحر إيجة
-
مسؤول عربي كبير يحدد طريقة إفشال مخطط تهجير سكان غزة
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|