أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - - أدهم - الطفل الأعزل الذى انتصر على عالم دموى مسلح














المزيد.....


- أدهم - الطفل الأعزل الذى انتصر على عالم دموى مسلح


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 7177 - 2022 / 3 / 1 - 02:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


" أدهم " طفل أعزل انتصر على عالم دموى مسلح

-------------------------------------------------
4 يونيو القادم 2022 ، يكمل «أدهم حتاتة»، ابن أخى «عاطف حتاتة»، عامه الخامس . هذا الطفل الذى كان يزحف على الأرض، ويقع كلما حاول أن يقف، انتصر على مضادات الاكتئاب، وروشتات الأطباء. هل لأنه ابن أخى «عاطف»، الذى أعتبره «ابنى»، الذى لم أحمل به.. أم ، لا تريد شيئا من الحياة، إلا أن تسعده، وتريحه، وتفرحه، على قدر موهبته، وعلى قدر أخلاقه النبيلة، وعلى قدر صلابته الداخلية؟.. هل لأن «أدهم» الصغير، يعيد لى أخى «عاطف»، مرة أخرى، فى شكل جديد؟.. فأستعيد أمومتى، له؟. هل لأن «أدهم» الصغير، يحمل بعضًا من تكوينى، بحكم «الجينات» الوراثية؟ .

رأيت «أدهم» الصغير، لأول مرة بعد ولادته، بشهر واحد. ابتسامته، البريق اليقظ فى عينيه، التفاتاته، أصابعه الكوميدية، بكاؤه، جسمه الصغير الباحث عن مكان يناسبه، التشابه الكبير بين ملامحه، وملامح «أمى»، أحدث شيئا ما فى دمى، وأعصابى، وكيمياء مخى، شيئا ما غامضا، يجذبنى بقوة إليه، ويجعلنى، لا أقاوم تأمله، والتحديق فيه.

وقبل أن أراه، عشت مع «أدهم»، وهو ما زال جنينًا، بتخيلاتى، وأفكارى، وأمنياتى. كان حاضرًا، بكل التفاصيل، رغم أنه «غائب»، وفى مرحلة التكوين.. أحمله، قريبًا من قلبى، فيحملنى إلى كوكب آخر، أحاول أن أصنعه بكتاباتى، وقصائدى، وأحلامى، وخبرات آلامى.. جاء «أدهم»، نسيت أننى مريضة بالاكتئاب، ونسيت مواعيد تناول مضادات الاكتئاب. وكأن «أدهم»، هو الخلاص المنتظر، الذى طال الاشتياق إليه.

«أدهم» الرضيع، الأعزل، الذى لا يملك شيئًا، المجرد من كل الأسلحة، خلق علاقة جديدة، بينى وبين هذا العالم الدموى المسلح، الظالم، القاهر، الإرهابى، الذكورى، المتعصب، المتناقض، المريض، التعيس.

عن نفسى أنا، لا أريد شيئًا من الحياة. لكن فقط، من أجل «أدهم»، أتخلى عن يأسى، وأتمنى أن يصبح العالم أكثر عدالة، وحرية، وجمالا. من أجل «أدهم»، أتصالح مؤقتا مع العالم..
يؤلمنى ٤ يونيو 2017 ، عيد ميلاد «أدهم» ، لأن ، شريف حتاتة ، الأب الغالى ، جد " أدهم " ، الذى عشت معه طوال عمرى ولم أحمل اسمه، قد رحل قبل مولد حفيده الأول الوحيد، بـ١٣ يوما فقط ، فى 22 مايو 2017 .
كان هذا من أبسط حقوقه ، التى حرمها منه القدر الغادر العبثى . منذ متى ، كان القدر عادلا ، أو منطقيا ، أو رحيما ، أو حتى " عنده ذوق " ؟؟.
كان" شريف " يريد حفيدا ، يحمله بين ذراعيه ، يبثه حبه واشتياقه الذى طال كثيرا ، وربما أحب اللعب معه ، وهما جالسان على الأرض .
كنت أبكى كلما رأيت أمى ، " نوال " ، وهى تحمل " أدهم " فى أحضانها ،
ترى فى عينيه التمرد ، والرقة ، والتأمل العميق ، وتقول : " الولد ده فيه حاجة تخطف القلب ... ياريت " شريف " كان معانا ".

«أدهم».. شكرًا لأنك أنقذتنى من الاكتئاب.. شكرا لأنك صالحتنى على «العدو»، ولو مؤقتا.. هذه هى هديتى لك، فى عيد ميلادك الخامس القادم قريبا . أدهم، يعنى الحصان الأسود. وأنا أشعر أنك، وُلدت لكى تتفوق، وتربح السباق.
داعبتنى هذه الأفكار ، لأن " أدهم " مريض هذه الأيام . وعكة صحية ، أمرضتنى أنا ، أكثر منه .
قلقى عليه قدر حبى له . كانت أمى " نوال " تقول لى : " أنا أحبه أيضا فهو حفيدى الأول والوحيد ، وكمان يشبهنى فى كل شئ ، ويشبه شريف وعاطف ، بشكل غريب ، أعتبره " نوال الصغيرة " .. لكننى لا أقلق عليه مثلك .. ".
كلما ألمت وعكة بسيطة ب " أدهم " ، لا أستطيع منع حياتى من الوقوع فى بئر عميقة لا قرار لها ، مخيفة ، معتمة .
قلق غير سوى ، غير طبيعى ، غير صحى ، لا يفيدنى ، ولا يحتاجه الطفل
" أدهم " .
هذه هى شخصيتى ، لا أستطيع تغييرها بالعقل والمنطق . أنا روح قلقة ،
وكلما زاد حبى لشخص ، زاد القلق ، وعذابى .
كل ما أتمناه ، أن يشفى " أدهم " ، ويرجع الى غنائه ، وتفكيره الذى هو أكبر من عمره بكثير ، واللعب الصغيرة التى يحتضنها وهو نائم ، ويرجع الى ضحكته الرنانة التى هى نسخة طبق الأصل ، من أمى " نوال " ، ويترك لى رسائل صوتية
وهو يدللنى باسم " منمنمنمنة " ، اسم من اختراعه الشخصى ، وأنا وثقته فى السجل المدنى الرسمى لقلبى ، وفى بطاقتى الشخصية التى أريد أن تدفن معى ، فى مثواي الأخير .
تغلب على المرض ، لتعود لى " نوال الصغيرة " . ف " نوال الكبيرة " راحت عنى . وأنت عزاء لا أحتمل فقدانه .
-----------------------------------------------------------------------



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابراهيم عيسى والثالوث الُمجرم لخلق سعودية وهابية سلفية بديلة ...
- لا تمر ... لا تتكلمى ..... ست قصائد
- حوار مع فيروس كوفيد 19 ... قصيدة
- بين رجلين ... قصة قصيرة
- مضادات ..... ثلاث قصائد
- الله يقدم بلاغا للنائب العام ... قصيدتان
- يكفينى فخرا .... ست قصائد
- منْ تقبل الطاعة تستحق الضرب
- اغزل لى كفنى .. قصيدتان
- كن ابنى ... قصيدتان
- هزة الأرض موعدنا ... قصة قصيرة
- لا تكن حبيبى .... ست قصائد
- كأس من يديك .... ثلاث قصائد
- سيأتى يوم ... أربع قصائد
- 30 يناير 1948 يوم اغتيال - أبى - فى نسخته الهندية
- منْ أنت ؟ ..... ثلاث قصائد
- معطف الصوف لا يدفئنى ...... ست قصائد
- كلام جرايد .... خمس قصائد
- سنة جديدة خالية من كلمة - الطاعة -
- الدولة الدينية أون لاين ... ست قصائد


المزيد.....




- ترامب يكشف موعد اتصاله مع رئيس وزراء كندا ويؤكد: -سيدفعون-
- الصين لديها ورقة رابحة في مواجهة رسوم أمريكا الجمركية.. ما ه ...
- أمراض يشير إليها تضخم الغدد اللمفاوية
- روسيا تنشئ أنظمة تبريد تساعد على تطوير أجهزة الكمبيوتر الكمو ...
- روسيا تستخدم الدرونات لمراقبة مسارات السكك الحديدية
- روسيا تختبر منظومة جديدة مضادة للدرونات
- البول الأسود.. اضطراب نادر يسبب مشاكل صحية خطيرة
- الدنمارك.. اكتشاف نوع جديد من الفطريات تحوّل العناكب إلى زوم ...
- روسيا تنتج بطاريات الليثيوم الأيونية للطائرات المسيرة
- أمراض تسمى -القاتل الصامت-.. ما هي وكيف نكتشفها مبكرا؟


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - - أدهم - الطفل الأعزل الذى انتصر على عالم دموى مسلح