أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - موت الإعلام الغربي الحر برصاص الحرب الأوكرانية!















المزيد.....

موت الإعلام الغربي الحر برصاص الحرب الأوكرانية!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 7176 - 2022 / 2 / 28 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مات الإعلام الغربي المتشدق بالتعددية والحرية في الاختلاف والوصول إلى المعلومة وصياغتها وطرق تقديمها بحيادية في مناسبات كثيرة من قبل، ولكنه لم يكن موتا نهائيا وعلنيا وصريحا كما في هذه المرة، فقد ظلت هناك على الدوام أصوات كثيرة تعتز بالمُثل الحرة والمبادئ الإنسانية والليبرالية النقدية بنسختها التقدمية خلال حرب فيثنام والعدوان والحصار على العراق واحتلال فلسطين وتشريد شعبها على سبيل المثال، وحافظ حتى الإعلام القريب من الدوائر الحاكمة والمتحكمة بالمال والتشريع على مسافة معينة تمنعه من الاندماج مع دوائر القرار السياسي والأمني. ولكن ومع ممهدات الحرب في أوكرانيا يمكن القول إن هذا الإعلام قد لفظ أنفاسه الأخيرة، فوضع قلنسوة العار على رأسه، وكتم الأصوات المختلفة والمخالفة ومنعت وسائل الإعلام الخصم الروسي ومن يؤيده من العمل والنشاط والبث في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا، كما حدث مع محطات آر تي "روسيا اليوم" بمختلف اللغات وأوقف بثها من خلال بعض الأقمار الاصطناعية وتفاقمت حالة "الروسيافوبيا/ الرُّهاب من روسيا" القديمة في الثقافة الأوروبية الغربية والأميركية! إذن، لم يعد ثمة فرق عملي كبير بين الإعلام الأوروبي والإعلام المتهم بأنه سلطوي استبدادي ذو لغة خشبية في العالم الثالث، الذي كانت أوروبا تعير دول القارات الأخرى به! أما الإعلام الروسي، ورغم أنه وضع في حالة دفاع عن النفس ولكنه لم يكن أقل عبثا وتلاعبا بالحقائق وطريقة تقديمها بإصراره على استعمال نسخة مهترئة من الإعلام الخشبي السلطوي التي لا يطيق الاختلاف والخلاف وتلصق شتى التهم بالخصوم، ولا يريد شيئا آخر غير التصفيق للزعيم الفذ العبقري الذي "يعرف كل شيء والقادر على كل شيء" وبهذا فقد التقى الإعلامان الغربي والروسي في مستنقع واحد.
لقد انتقل الإعلام الأوروبي والأميركي - مع بعض الاستثناءات النقدية القليلة في الأميركي بسبب رسوخ التقاليد الاستقلالية فيه - من دائرة تقديم مقاربات إعلامية للحقيقة إلى دائرة تصنيع الحقيقة كما تريدها وتراها دوائر السياسة والمال والأمن الرسمية، حتى شاهدنا صحيفة ديرشبيغل الألمانية العريقة تخاطب المستشار الألماني بعبارة مهينة هي "شولتز عليك أن تشعر بالعار من نفسك!" لماذا؟ لأنه تردد في إرسال السلاح إلى أوكرانيا وتحفَّظ على إخراج روسيا من نظام سويفت المالي أو وقف استيراد الغاز الروسي من خط السيل الشمالي الأول! أما بعض وسائل الإعلام العربية فهي تتصرف كـ "صبي القواد" حيث باتت لا تشعر بالخجل من سيل الأكاذيب المقرفة التي تسوقها بأمر من الدوائر الأوروبية والأميركية والتي تراجع عن بعضها حتى الإعلام الغربي والأوكراني، كقصة الصاروخ "الروسي" الذي ضرب بناية سكنية والتي ظلت قنوات الجزيرة والشرقية والعربية تكررها طوال يوم أمس دون شعور بالحرج رغم تراجع الإعلام الأوكراني عنها، واعتراف محافظ كييف في تغريدة له بأن ذلك الصاروخ كان أوكرانيا وأصاب البناية بالخطأ ومثلها قصة المصفحة الروسية التي اصطدمت بسيارة مدنية صغيرة وتبين لاحقا إنها مصفحة اوكرانية مسلحة! وحتى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية اعترفت لاحقا بأن العربة المصفحة أوكرانية ولكن جنودا روسا سرقوها، وقتل سائقها إثناء إطلاق النار وكان القتيل يرتدي ملابس عسكرية أوكرانية! وهكذا يراد لنا أن نصدق كل هذا الهراء ونصدق بقصة الجنود الروس الذين تحولوا الى لصوص مصفحات خلال حرب ضارية وكأنهم بحاجة إلى مصفحات وأسلحة! أما في مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر فحدِّث ولا حرج في طوفان التفاهات!
آليات الحرب الإعلامية:
أعتقد أننا، إذا أردنا أن نفهم ما يدور حولنا في ميدان الإعلام، فنحن بحاجة ماسة لأن نعرف وبشكل علمي الآليات السرية أو غير المعلنة في العمل الإعلامي الغربي المعاصر. هنا محاولة لخبير عربي شاب في الإعلام هو مصطفى كمال (Mustafa Kamal) وهو باحث مساعد بوحدة الدراسات الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام المصري، يقدم محاولة جدية وعلمية لتفحص وتفكيك هذه الاليات. اخترت لكم منها هذه الفقرات التي لا تغني عن الاطلاع على نصها الكامل وهي بعنوان "آليات المباغتة والصمود - استراتيجيات الإعلام الأمريكي والروسي في الحرب على أوكرانيا ":
أولا - آليات عمل الإعلام الأمريكي مع الحرب:
1-حق امتلاك كافة تفاصيل وأخبار الحرب: استفادت الولايات المتحدة من تجارب الحروب السابقة من خلال فرض الرقابة العسكرية فيما يتعلق بأخبار الحروب. إذ تعتبر الإدارة الأمريكية أن التغطية الإعلامية للحرب هي جزء لا يتجزأ من الحرب نفسها.
2. الحرب النفسية وتهيئة الرأي العام: هيأت الولايات المتحدة الأجواء النفسية والسيكولوجية للحرب بالاعتماد على الحرب النفسية والدعاية وتجنيد الإعلام للتأكيد على وجود الحرب قبل اندلاعها بالأساس.
3. صناعة العدو في شخص: ووفق هذه الآلية تحاول الآلة الإعلامية الأمريكية والغربية صناعة عدو قائد ممثل في شخصية بوتين وتسويقها للرأي العام العالمي على أنه هو الدكتاتور وليس البلد أو الشعب "الروسي".
4. تهديد الأمن والاستقرار الدوليين: هنا يتم تضخيم استعمال الدعاية بحجة تهديد الاستقرار الدولي عبر تضخيم الآثار الناتجة عن توسع إطار العمليات العسكرية.
5. الجانب التكنولوجي الدعائى في الحرب: تركز الدعاية في هذه الآلية على القوة التكنولوجية الهائلة في تصوير العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا على أنها إبادة عرقية وموجهة ضد المدنيين.
ثانيا- آليات عمل الإعلام الروسي:
1-التضليل الاستراتيجي للخطاب الأمريكي: اعتمدت روسيا على سياسة الصمود إذ لم تجار دفاعا مع ما ظهر من الإعلام الأمريكي بأن روسيا تحشد للحرب، بل أخذت بسياسة تفكيك الخطاب وتضليله.
2. الاعتماد على سياسة المقاومة وليس الاعتداء: نجد هنا استيعاب الروس دروس الحروب السابقة، إذ ارتبط ظهور بوتين بخطاب إعلان استقلال جمهورتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين، بمظهر المقاوم الذي يبحث عن مجد القومية الروسية لا الإرث السوفيتي، وعرض نفسه مقاوما قوميا.
3. إثارة الشكوك، وصناعة الحيرة: اعتمد بوتين على استراتيجية إثارة الشكوك في نواياه هل سوف يتم الإقدام على الحرب أم لا، حيث حددت الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية عدة مواعيد للاقتحام الروسي لأوكرانيا ولم يقدم بوتين على الحرب في المواعيد التي أعلنت.
ثالثا- مستقبل الحرب الإعلامية بين الإعلام الأمريكي والروسي حول أوكرانيا:
من المرجح أن يتخذ كل منهم ما يلي:
*الجانب الأمريكي: سوف يستهدف الجانب الأمريكي من خلال الآلة الإعلامية إطالة أمد الحرب إلى أقصى درجة ممكنة، لأهمية استنزاف الروس في حرب طويلة وإطالة أمد الحرب يفقدها شرعيتها ويكون رأيا عاما ضاغطا لإنهائها.
*أما الجانب الروسي: فسوف يعتمد على استراتيجية تطبيع السلوك، بمعنى جعل السلوك الذي كان لحدّ اللحظة منفرًا، شيئًا طبيعيًا.
*رابط يحيل الى النص الكامل للمقالة:
http://www.siyassa.org.eg/News/18241/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A2%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%85%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%88%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A.aspx?fbclid=IwAR3B3THjmYyZ-mIK-VRSucr08647LzlBqMzYtGhbvTBmLBuy9uVy0p1km7M



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحدث الأوكراني وفضيحة الصدمة والترويع الأميركية!
- -ميزوبوتاميا- ترجمة إغريقية ل -بيث نهرين- الآرامية وليس العك ...
- هل يكشف التحليل الجيني مزاعم النسب العلوي الفاطمي؟
- ج3/هل المصريون عرب، وما علاقة العرب بالجزيريين -الساميين-؟
- هل جاء العرب من بلاد القوقاز إلى الجزيرة العربية؟ ج2 من3
- ج1من 3/هل من علاقة بين الإيزيديين والسومريين؟
- نقد الترجمات التوراتية لنقش سلوان
- قصف مطار بغداد جريمة والجميع في النظام وحماته متهمون!
- مؤامرات القصر وانتقال الحكم الأموي من الفرع السفياني إلى الم ...
- -ملكات عربيات قبل الإسلام-: زنوبيا ليستْ الزّباء!
- أمثال شعبية سومرية وأخرى من بغداد العباسية مع مثيلاتها المعا ...
- هل أنقذت سُجاح والد النبي محمد من الذبح فعلا؟
- مهرجان دولي للتضامن مع قتلة اليمنيين وسكوت على مجازرهم!
- وليمة الملك آشور ناصر بال الثاني وخرافة -نمرود- التوراتية!
- لماذا تصر حكومة الكاظمي على تنفيذ أنبوب نفط البصرة العقبة ال ...
- أربع شرائع قانونية رافدانية سبقت مسلة حامورابي:
- جذور وبواعث شعار -لا شرقية ولا غربية-
- نماذج من كتابات المستشرقين العنصريين وأخرى لمستشرقين منصفين
- ابن رشد: فيلسوف النهضة الأوروبية والزلزال الفكري الذي أحدثه!
- كي لا ننسى من هو نزار باييف


المزيد.....




- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!
- عواقب غير متوقعة للدغات البعوض
- أوكرانيا تعرض على إسرائيل المساعدة في -الحرب على المسيرات-
- أحزاب ألمانية: على الأوكرانيين العمل أو العودة من حيث أتوا


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - موت الإعلام الغربي الحر برصاص الحرب الأوكرانية!