أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إمازيغن بين الرخاء المريني و الإستغلال و النهب الكولونيالي آل علوي















المزيد.....


إمازيغن بين الرخاء المريني و الإستغلال و النهب الكولونيالي آل علوي


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 7175 - 2022 / 2 / 27 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بإستلاء النظام الكولونيالي آل علوي على دولة إيمازيغن, صادر النظام أجود أراضي الشعب إمازيغن, و ما بقي من الغنيمة, قسمه على المشاركين في جريمة (إكس ليبان) الخيانية, و هذه العملية الإجرامية كانت جزء من مشروع "الإصلاح الزراعي" للنظام الكولونيالي الجديد. يقول جيل بيرول كاتب "صديقنا ملك مورك": "أمن محمد الخامس و بدم بارد لنفسه و لإبنه بعده, أجود قسم من الأراضي, و أصبح أكبر مالك الأراضي في المملكة" و يضيف:" في سنة 1971, كان 5% من المالكين, يملكون 60% من الأراضي الخصبة". من أوائل عواقب هذه الجريمة, كان تهجير الفلاحين الذين صدرت أراضيهم من طرف النظام الكولونيالي الجديد, و كانت وجهتهم نحو أطراف المدن بحثا عن لقمة العيش, وبهذا نشأت مدن الصفيح. يقول جيل بيرول: " في سنة 1965, وصلت نسبة المهجرين من أراضيهم الى 30%". فحتى بلاد ريف الذي بقي عويصا على آل علوي لإحتلاله, فبعد (إتفاقية مدريد), أصبحت هيكتارات من أراضيه الخصبة في ملكية آل علوي و خدامه. ضمن النظام هدفه من مشروع "الإصلاح الزراعي" و بقي الخطاب الإستهلاكي حول المشروع, يتررد في الخطابات الموسمية, حتى دخل ارشيف إنجازات محمد الخامس, صاحب سياسة مصادرة أراضي ايمازيغن و توزيع ثروة بلاد إمازيغن بين القصر ( حصة الاسد), و ما تبقى وزع بين حراس قصر آل علوي, هكذا تقاسموا أراضي و ثروة الشعب و إرث (المؤسسات الإنتاجية) دولة الحماية و إستعبدوا الشعب إمازيغن.
ضمن سياسة الإنتهاكات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية و الثقافية, تم نمو إقتصاد الريع و الفساد والمحسوبية, وإنتشرت الرشاوي من أعلى الهرم (القصر ) الى آخر موظف بالدولة, قال جيل بيرول :" كان الفساد يهيمن على كل شيء, من عبد الله أخ الحسن ( كانت حصته 51% من كل عملية إقتصادية, ليمنح رعايته) الى آخر موظف".
سياسة إنتهاكات حقوق الشعب و النهب و الفساد و تجويع الشعب و التبعية للمؤسسات المالية الدولية, كانت عوامل إنفجار الأنتفاضات الشعبية و حتى الإنقلابات العسكرية الفاشلة. فالخيار اللاوطني و اللاشعبي من (إكس ليبان) حتى اليوم لم يخدم إلا السلطة الكولونيالية و زمرته, فقد زاد في إثراء أسرة آل علوي و خدامه, بالمقابل زادت وتيرة تفقير الشعب و تجويعه و حرمانه من حقوقه الإقتصادية والإجتماعية و الثقافية و السياسية. لقد ربطت إتفاقية العار و الخيانة (إكس ليبان) دولة مورك بسياسة الإحتكارات الإمبريالية, التي حددت مجاله في مشروع تقسيم العمل الإنتاجي بين البلدان, ليصبح مزرعة للمنتوجات الفلاحية التي يحتاجها السوق الإمبريالي, و منها مثلا, زراعة الأزهار و الورود, التي تزرع خصيصا للسوق العالمي على حساب المنتوجات الضرورية مثل القمح. و أصبحت الأراضي إمازيغن المصادرة آداة للإستغلال و التفقير و التجويع.
الأوضاع الإقتصادية المزرية و الأزمات المتتالية نتيجة حتمية للسياسة اللاوطنية واللاشعبية واللادمقراطية و سياسة التبعية للأنظمة الإمبريالية, ليتحمل الكادحين دائما أعباء هذا الأوضاع و الأزمات, بالطرد التعسفي من العمل و الحرمان من الخدمات الإجتماعية, مع تدهور قطاع الصحة و إنحطاط المستوى التعليمي بتخلف البرامج التعليمية, أضف الى ذلك الزيادة في أسعار المواد الغذائية الضرورية التي تثقل كاهل الفقراء, ما يؤثر على إحتياجاتهم الحياتية, مما يخلق الظروف الموضوعية للإحتجاجات الشعبية, كما هو حاصل حاليا, وكما هو عادة النظام الإستبدادي يقابلها بالقمع و الإعتقالات.
يعد النظام الكولونيالي العروبي من أسوء الأنظمة التي تعايش معها الشعب إمازيغن في تاريخه. فبالمقارنة مع فترة زمنية من قرون الوسطى, العصر المريني الأول مثلا, سنلاحظ الفرق الشاسع بين الحكم المحلي و الشعبي (المريني) في القرون الوسطى و بين السيطرة الكولونيالية العروبية في عصر التطور الإقتصادي و العلمي الذي يعرفه العالم. عن كتاب " مفاخر البربر" لمؤلف مجهول, دراسة و تحقيق عبد القادر بوباية. يقول الكاتب:" شهد العصر المريني الأول رخاء اقتصاديا كبيرا يدل عليه رخص الأسعار حيث يقول ابن أبي زرع:" أن الدقيق بيع بفاس و غيرها بربع درهم, و القمح بستة دراهم للصفحة, و جميع القطاني ما لها سوم ..." و يضيف الكاتب :" إهتم الحكام بالمجتمع فبنوا البيمارستانات للمرضى و المجانين, و رتبوا لهم الأطباء لتفقد أحوالهم, كما أجروا عليهم المرتبات و النفقات من بيت المال, و نفس الشيء فعلوه مع الجذامي و العمى و الفقراء حيث رتبوا لهم مالا معلوما يقبضونه كل شهر ...", و يضيف كاتب (مفاخر البربر):" إهتم حكام الدولة المرينية بالعلم و العلوم بعد أن استقرت بهم الأوضاع السياسية و إزدهرت الحياة الإقتصادية, و يؤكد ذلك ما يورده ابن أبي الزرع, حين يتكلم عن أبي يوسف, حيث يقول: " كان معظما للعلماء و مقربا لهم, و بنى المدارس و رتب فيها الطلبة لقراءة القرآن و طلب العلم, و أجرى عليهم المرتبات في كل شهر" (ابن أبي الزرع - الأنس المطرب- ص. 297-298). كما قام أبو سعيد عثمان ببناء ثلاث مدارس بفاس وهي مدرسة فاس الجديد و مدرسة الصهريج و مدرسة العطارين". وفي عهد أبو عنان المريني, تم بناء المدرسة البوعنانية بفاس, و تعتبر أشهر مدارس فاس و الدولة المراكشية.
نلاحظ أن البنية الاقتصادية في الدولة المستقلة (العصر المريني) كانت تسير وفق آليات زيادة الحاجيات الضرورية للمجتمع لتلبية متطلبات السوق المحلي و الإكتفاء الذاتي, و تحديد الأسعار الملائمة لحجم البضائع الإستهلاكية الضرورية. و لم تغفل الدولة عن الإحتياجات الإجتماعية و الثقافية للشعب, ونمو الطاقات الإبداعية لديه, مما مكن المجتمع من الإزدهار الإقتصادي و الإجتماعي و الثقافي و الروحي. عكس ما عرفته دولة إمازيغن تحت سيطرة الكولونيالية آل علوية, التي أرتبط وجودها و سيطرتها وفق تبعيتها للنظام الإمبريالي, وعلى هذا الأساس بنيت العلاقة بين النظام الكولونيالي آل علوي و النظام الإمبريالي في إطار التبعية البنيوية, و هذا ما ينتج عنه التناقض الأساسي بين مصالح هذه القوى الأجنبية الإستعمارية المعرقلة لتطور البلد و بين مصالح الشعب المحلي و تطور البلد المستقل إقتصاديا و سياسيا و ثقافيا, وفي ظل التبعية والإستغلال الفاحش لثروات البلد لصالح آل العلوي و زمرته, تتولد عنه الأزمات الإقتصادية و الإجتماعية التي يتحمل الشعب الكادح تكاليفها بالضرائب المباشرة و الغير المباشرة, وأحد مظاهرها الزيادة في أسعار المواد الإستهلاكية الضرورية.
لقد فشلت كل المحاولات التنموية لانها مبنية على المنطق الكولونيالي في التبعية للسوق الإمبريالي و داخيا مبنية على نهج سياسة الفساد الشامل و التمييز العنصري, في الإضطهاد الإقتصادي و الإجتماعي و الإقصاء السياسي و الثقافي للشعب المحلي.
أن إندلاع الإحتجاجات الشعبية كما بينت التجارب الماضية تنتهي دائما بالفشل, بسبب إنعدام فهم التناقض الأساسي في النضالات الشعبية التي يجب أن تكون قضية التحرر من الكولونيالية هو محور النضال , و بهذا فالنضال الإقتصادي-الاجتماعي يجب أن يرتبط بالنضال التحرري من الكولونيالية آل علوي و زمرته. و الى حينه فالعدالة الإجتماعية التي سادت في العصور الوسطى ستبقى حلم للجماهير الشعبية تحت نير النظام الكولونيالي آل علوي.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو وعي عرقي جديد (عروبي-صهيوني) يتبلور في الآفق؟
- سياسة التطهير العرقي للطوبونيميا
- أهمية وثائق حرب ريف
- ذكرى هولوكوست الأليمة
- 19 يناير, ذكرى مذبحة نريف
- احياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة
- هل -الله- يعاقب أهل ريف لتمردهم عن النظام الكولونيالي؟
- الهجمة العروبية لمسخ هوية الريف
- التضامن المطلق مع المعتقلة السياسية الأمازيغية كاميرا نايت س ...
- وجهة نظر في أسباب العرقية حتى في الرياضة
- أيت ناضور من الكفاح ضد الكولونيالية الى الدعارة الثقافوية و ...
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (3)
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (2)
- -العرب- و -البربر-, خرافة أكل الدهر عليها و شرب (1)
- الى أعضاء ما يسمى ب-جبهة العمل السياسي الأمازيغي-
- إيديولوجية قرع طبول الحرب
- سؤال ماكرون الملغوم:-هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار ...
- ضرورة طرد الارهاب الاسلامي من أوروبا
- الريف بين التهجير القسري, الإستيطان و الإستلاب
- الذكرى المئاوية لتأسيس جمهورية الريف


المزيد.....




- بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال ...
- الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك ...
- بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
- ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
- الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
- قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
- الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير ...
- مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
- جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت ...
- مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - إمازيغن بين الرخاء المريني و الإستغلال و النهب الكولونيالي آل علوي