مشروع مصيرى معلق منذ ست سنوات ؟

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7175 - 2022 / 2 / 27 - 21:28
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

مشروع مصيرى مطروح منذ ستة أعوام !!

مادامت ليست هناك حلول سياسية موضوعية تلوح فى الأفق ، فيفترض حاليا أن نركز جميعا على الاخطار الاستراتيجية التي تهدد بلدنا ومستقبل ابنائنا وأجيالنا القادمة ، وأن نجنب الكوارث السياسية ونزيحها مؤقتا، مع الافراج عن المعتقلين باتفاق يقضى باعتزال الجميع ولو لمدة محددة ، فنحن لدينا مشاكل فى المياه، ولدينا مشاكل فى الطاقة، ولدينا مشاكل فى الغذاء ، وهذه هى الثلاثة مخاطر الرئيسية التى أرى أنها الأولى بالمواجهة والتحدى فورا مادامت الإنفراجة السياسية غير ممكنة حاليا ،
وفى هذا الخصوص فإن كل ما يطرح الآن من حلول( أو إنجازات ) تقدم للعامة بشكل إعلامى ، فهى اما حلول مؤقتة وقصيرة الأجل، أو حلول ومشروعات تستنزف الموارد فيما لا أهمية إستراتيجية له مطلقا ،أو مجرد إنفاق وتكاليف باهظة عبثية لها أغراض تفاوضية مع الخارج لإستجداء العلاقات الاقليمية والدولية، مع ما يتطلبه ذلك من تنازل ورضوخ وإذعان ؟
أما الحل الفورى من وجهة نظرى ، وبعد تنازل الجميع سياسيا وبعد احداث انفراجة تشمل الحد الإنسانى الأدنى ، فهو يتلخص ببساطة فى المسارعة بإنشاء هيئة علمية على أعلى مستوى تضم كل الخبرات الوطنية ( أيا كان إنتمائها) وتكون شخوصها متخصصة فى مجالات ثلاث ، هى تحلية مياه البحر ، و الطاقة الشمسية ،و زراعة القمح ، على أن تكون تلك الهيئة المقترحة هيئة قومية مستقلة لها سلطات إستثنائية (تماثل مجلس وزراء مصغر بكل إختصاصاته ) وموارد مالية مفتوحة ، ويتم إلزامها بخطة علمية لتحقيق ثلاثة خطوات متكاملة خلال ثلاث سنوات:

،،الخطوة الاولى هى العمل على تحقيق إنجاز علمى فى مجال تحلية مياه البحرين الاحمر والمتوسط يستهدف التوصل لطريقة اقتصادية آمنة لتحلية مياه البحرين ( الأحمر والمتوسط) بأقل تكلفة ممكنة للمتر المكعب من المياه ، حتى نتمكن يمكن من اعادة تعويض الكميات المتوقع فقدها من مياه النيل بسبب كارثة سد النهضة، مع وضع الدراسات اللازمة لإنشاء نهر جديد بالساحل الشمالى ووادى النطرون يمتد عبر الصحراء الغربية حتى الغردقة إعتمادا على المنتج الإقتصادى لمياه التحلية ويكون سيره معاكسا لمسار نهر النيل ومتصل به ،
أماالخطوة الثانية وتحت نفس القواعد الادارية و المنهج العلمى المتبع فى الخطوة الأولى وبشكل متوازى معها ، فهذه الخطوة تستهدف تحقيق الإكتفاء من الطاقة وتوفيرها من الطاقة الشمسية بشكل اقتصادى أيضا ، لإستخدامها بكافة مجالات الحياة اليومية فى مصر، للتخلص نهائيا من إستيراد الطاقة التقليدية مثل البنزين أو الغاز أو الكهرباء وأيضا المولدات العادية أو النووية ،

أما الخطوة الثالثة فهى تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح الذى يعتمد فى زراعته على مياه البحر ،سواء التى تمت تحليتها أو حتى المياه المالحة ، وهى فى رأيي أسهل واخطر الخطوات الثلاثة بعيدا عن سياسات الاستيراد والتخزين ، أوانتظار موافقة أو فوائض الدول المانحة ؟

و هذه الخطوات لن تبدأ من الصفر ، فهناك العديد من الابحاث والتجارب العلمية فى المجالات الثلاث (تحلية مياه البحر،والطاقة الشمسية،استزراع سلالات جديدة من القمح ) وهذه التجارب والأبحاث متاحة عالميا وموجودة محليا ،و لكن المطلوب فقط هو العمل الجدي ليل نهار لتطويرها وتحقيق الاهداف الموضوعة ،مع اعتبار ذلك الأمر مشروعا قوميا وطنيا و شعبيا حفاظا على استقلال مصر و بث روح الامل فى المستقبل ، وتحقيقا لسلامة وأمن ووجود الاجيال القادمة،،

مرة أخيرة وببساطة المطلوب فورا هو تحلية مياه البحرين الاحمر والمتوسط بشكل اقتصادى لإنهاء اعتماد المطلق على موارد مياه النيل وردا على مايسمى بسد النهضة،
ومطلوب تحقيق الاكتفاء الذاتى من الطاقة الشمسية فى كافة استخداماتنا بديلا للطاقة التقليدية ،
كما انه مطلوب أيضا تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح بشكل كامل ،وأن يتحقق كل ذلك خلال ثلاث سنوات فى إطار مشروع قومى وطنى شعبى يتعاون الجميع لإنجاحه ،مادمنا عاجزين عن اعادة الديموقراطية او تحقيق توافق سياسى او مواجهة المخططات الخارجية لحرمان مصر من مياه النيل؟
الأمر ليس مستحيلا ،بل هو حتمى ومصيرى ،،،
26 فبراير 2016

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات