|
حصافة الصورة التي لم يعد بالإمكان تقليبها بين الأصابع
فجر يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 06:16
المحور:
الادب والفن
بعض اليوميات المتلفزة تماماً والتي لم تكن لتكتب على الورق لو لم توجد فضائيات، فالحرب كانت قد اشتدت، وبلغت "تلفزيونياً" منحى لم تدركه من قبل، فنحن لم نعتد أن نرى مراسلين ومراسلات بملابس الميدان، ومن أبناء جلدتنا. فها هنا اختلفت اللغة واختلفت حجة الميدان، وصار بوسع الحروب المقبلة أن تضبط إيقاعها بما يتوفر لها من كاميرات ومصورين ومراسلين وأقمار من مختلف القياسات والحجوم: مروحين.. والكاميرا الفقيرة لم يكن هناك مروحين من قبل ولادة التلفزيون. وحتى عندما ظهر الاسم عبر الفضائيات العربية اقترن الاسم الذي يشير من حواليه شهوة متعمدة في الالتباس بالإنذار الإسرائيلي العاجل، بأن على أهل هذه البلدة اللبنانية الجنوبية المجهولة مغادرتها إلى العراء الكلي. عجزت الصورة التلفزيونية وبالغت في عجزها عن مواكبة أهل مروحين في ملاقاتهم لهذا العراء. لم نسمع صوت أحد منهم، ولم نر صور أهل مروحين التي كنا نعجز حتى اللحظة عن لفظ اسمها لفظاً صحيحاً وهم يستسلمون للقوات الدولية، ويريدون في لحظات يأس مريرة أن يصبحوا رهائن لدى هذه القوات كي ينجوا بدورهم، ولم تنجح أي كاميرا تلفزيونية بالوصول إليهم إلا وهم جثث هامدة في سيارات زرقاء تابعة للأمم المتحدة. وصلت الصورة إلينا مقطعة ومرتبكة وتمكن بعض مذيعي ومذيعات الفضائيات من لفظ اسم مروحين لفظاً صحيحاً بعد أن كان مرَّوخين ومروُّحين ومروَخين. جاءت الصورة ناقصة وفقيرة.. ملثما كانت قبل ولادة التلفزيون. غيرنيكا من دون رموز مهمة يمر جون بولتون في الردهة العمومية الكبرى، وهي ذات الردهة التي نتوقع منها سياسات الدول الكبرى في تعاطيها مع شؤون الدول الصغرى. وفي الصورة التي طيرت عبر الفضائيات يبرز ذلك الاخفاق في تفسير الصورة نفسها، إذ لا يبدو مروره من أمام لوحة جيرنيكا الشهيرة مصادفة. لا.. لا يغدو لنا الأمر كذلك، ومروره من هناك لا يشبه مرور آلن رينيه بكاميرته الحساسة على اللوحة ذاتها من قبل. تقطيعه لأجزائها ـ سينمائياً ـ وإعادة تركيبه لها يوحي بانتصار ما للمبدع الكبير عندما يقرر أن يحمل في داخله بذور الحب وفهماً أكبر لإنسانية الإنسان. لسنا متأكدين من أن الصوت الذي رافق اللوحة في الفيلم هو لبول إيلوار، لكن القصيدة المرافقة للصور المقطعة بحرفة الكبار هي لإيلوار نفسه.. والعين البصيرة التي تتغلغل في أجزاء اللوحة العظيمة هي لمواطنه رينيه. وأما اللوحة التي نقصدها فهي لبابلو بيكاسو الذي رسمها عشية تدمير القرية التي تحمل الاسم نفسه في ثلاثينات القرن الماضي. لم يكن يلزم بيكاسو أن يكون هناك ليقوم بتعطيل الزمن في لوحته الغريبة، فهو لم يفعل شيئاً سوى أنه قرر أن يعطل وقت القرية النائمة في لوحة سيعرفها التاريخ ويعرِّف بها كثيراً. على أنه يمكن الآن بحسبة تلفزيونية بسيطة أن يمر بولتون من ردهة كبيرة في مبنى الأمم المتحدة من جانب اللوحة ذاتها، ويذهب في اللقطة نفسها الى الميكروفون ليعيد الزمن المعطل إلى صيرورة أخرى. هنا لا تعود جيرنيكا الأمم المتحدة تقترب في خطوطها الهلامية من معالم القرية النائمة في التاريخ، فليس لدى المبنى العمومي فكرة عن أي زمن عمومي آخر، إذ يكفي للوحة جديدة أن ترسم الآن في أي قرية لبنانية وأن توضع على جدرانه. والمبنى الذي نقصده ليس حديقة خلفية للأفكار التي حملها بيكاسو قبل عقود، فالرجل لم يكن لديه ملف أزمات يطل من خلاله على الفريسة. بهذا المعنى قد تفقد اللوحة رموزها ومعناها الذي صنعت من أجله..!! المربع التلفزيوني تطل المذيعة التلفزيونية الجميلة برأسها، فيقرر بعضنا ألا يتنازل عن تجهمه وقلقه، ويظل على تكشيرة باردة، وإن أمكن أرفقها ببعض التمتمات التي يصعب تفسيرها في مثل هذه الأحوال. تقول المذيعة إن أهالي بلدة عيترون الجنوبية محاصرون، وقد تلقوا إنذارات إسرائيلية لمغادرة منازلهم، وإلا فإن إسرائيل سوف تقوم بقصفهم وقصف بيوتهم. وما إن نتساءل بدورنا عن تغيير قواعد اللعبة حتى تحتل كلمة "خبر عاجل" زاوية الشاشة اليمنى، وهو الخبر السريع المنكمش على ذاته تقيده رغبة مدير تحرير النشرة بأن يكون موجزاً: "صواريخ حزب الله تنهمر على حيفا". ها هنا ينفتح مربع في الشاشة التلفزيونية لنطل على مراسل القناة في حيفا نفسها وهو يبدأ روايته نقلاً عن مصادر موثوقة أو محايدة. ويحاول هو أن يعتمد لغة موثقة تعتمد التحليل الإخباري ما أمكنه، ولكنه لا يستطيع أن يكمل، فثمة خبر عاجل آخر من جنوب لبنان (الخيام) يتطلب فتح مربع جديد لتطل المراسلة التي ترتدي خوذة زرقاء وبزة الصحافيين المهددين بالفناء مع تبدل قوانين الحروب الجديدة. تحاول المراسلة أن تحافظ على رباطة جأشها، فلا يرتبك صوتها مع صدى الانفجارات من حولها، وهي تحاول أن تعلل أن السديم يمنعنا من مشاهدة دخان هذه القذائف. لا بأس ثمة خبر عاجل آخر، وهذه المرة من المربع في الضاحية الجنوبية. يطل المراسل برأسه ويبدأ بتلاوة تقريره عن التدمير الهائل الذي لحق بهذه البقعة الجغرافية من المدينة. ها نحن الآن أمام أربع مربعات: المذيعة الجميلة ومن حولها ثلاثة مراسلين. نحار كيف يمكن لنا أن نتابع أربع رسائل في وقت واحد، فما إن تتكلم المذيعة حتى يجيب أحد المراسلين، وعلينا نحن متابعة المراسلين الآخرين، فأحدهما يتبرم، ويدور من حوله ثم يحاول أن يجري اتصالاً بالهاتف النقال.الآخر يظهر عليه التململ ولكنه يأبى أن يغادر مكانه، فهو لا يستطيع إلا الثبات، وهو ملك هذا المربع الصغير. المربع ليس أمنياً. هو مربع تلفزيوني فرضته الأخبار العاجلة. ربما ينقسم هذا المربع في مواجهات أخرى إلى مربعات أخرى، ويزداد عدد المراسلين والمراسلات في الصورة الواحدة. ربما تتحول إلى نقاط سوداء صغيرة في لوحة غبشة لم يرسمها إلا التلفزيون. المذيعة الجميلة تزيد من حيرتها، فتزداد حيرتنا معها، نحن الذين ننضم إلى المربع التلفزيوني بعيداً عن المربع الأمني الذي تتقاذفه "الفضائيات" مثل طابة في الهواء. أمومة تلفزيونية لم تصدق تلك المرأة اللبنانية المذعورة أن الطاقم التلفزيوني قد وصل إليها في عز محنتها، فصرخت بعد أن يئست من وصول أي امدادات من حولها: جيتو يا ولادي. كان صوتها هلعاً وباكياً. من المؤكد أن هذه "الأمومة" المباغتة، ما كانت لتتم لولا قوة التلفزيون وسطوته على كل مناحي الحياة. لم يكن صوت هذه المرأة العزلاء وهي تهرع باتجاه الكاميرا ـ لاحظوا أن الكاميرا وقفت في مكانها مترددة ـ إلا أن تبحث عن "وليدها" الذي امتصته العدسة التلفزيونية في مناسبات سابقة. ربما لم تدرك هذه المرأة أن فعلها الغريزي هذا يؤكد على أمومتها غير الواقعية لأولاد لم يكونوا هنا في يوم من الأيام. تقترب من العدسة التي تنقل الأحداث العاصفة عبرها إلى الشاشة، فتتحول في صراخها الذي بدا مفهوماً تماماً إلى أمومة نافرة للطاقم التلفزيوني بعد أن أحست بوحشة الفقد، فبحثت عن غريزة في التعويض عن نقص خطير في الوجود الإشهاري المتلفز. صرخت وهي تحاول أن تهدئ من روع "أولادها" بالتبني. تبنٍ يولد مع نشوة. نشوة أمومة لم تعرف من قبل..!! وجه الحصان لم تتغير صورته، فهو يكذب، وصورته لم تكن يوماً إلا كذبة من هذا النوع. يكذب الحصان على صورته في هذا المساء الثقيل، ليظل في المشهد التلفزيوني. ها هنا حصان دائر في حقل ألغام شائك وملغز، ومنذ زمن بعيد كنا نمسك صورته بالمقلوب، فيظهر لنا الانشقاق في الاسم "من حصان ضاع في درب المطار". الآن لم تعد الصورة هي ذاتها، ولم يعد بالإمكان تقليبها بين الأصابع، فالمطار يضيع من دون حصان، إذ يكتفي بصورة وجهه، وبكذبته في تموز مقطَّع الأوصال، ومحمَّل بنكهة الجيش الذي يعرف دربه براً. تقول صورة وجه الحصان إن إسرائيل لا تستهدف المدنيين ـ تكون الرواية مقلوبة تماماً ـ فالضحايا مدنيون بالكامل، وإن كانت الصورة ناقصة في التروية الفوتوغرافية، ففيها كل ما يلزم من الإنشاء والتزوير والبهتان، أو ما يمكن أن نسميه بهاقاً فوتوغرافياً ملعوناً في الميدان المفتوح على الأذى والخراب في بلد صغير يتفوق على الأحصنة المستذئبة بعدد النيازك. ما من صورة للدرب الشائكة التي يضيع فيها الحصان. حصان تلك الصورة الشهيرة لا يشبه "حصاننا" التلفزيوني بشيء، فهو هناك يخبّ في الفؤاد ويميل على الخناجر الموضوعة في طريقه ويرقص في المتاهة كي يخفق من وطأة القصف والتدمير. "حصاننا" ينام بين يدي المذيعة، ولا يفهم سبباً واحداً لكذبتها الجديدة وهي تساوي في الخبر بين موت الضحية وموت الجلاد، بأمل أن ينهض أحدهما ليسأل عن اسمه الحقيقي في نشرة الأخبار القادمة؟؟ حروب المانيكان لم يقف المصور التلفزيوني على صورة "المانيكان" الملقاة على الأرض إلا ليبرز حجم الدمار الهائل الذي حلّ بالضاحية الجنوبية في بيروت، ولكنه، بفعلته غير الواعية، كان يكشف عن مهنة جديدة لـ"المانيكان" الأنثوي الذي لا نعرف له سوى وظيفة واحدة من قبل. في الصورة الجديدة، كانت صورة "المانيكان" الملقاة على الأرض تبحث عن وجه امرأة جميلة ضائعة مبددة في خيال ذكوري جامح مرّ ذات يوم بجانب تصميمات كثيرة لم ترض أصحابها إلا بالشكل الذي كانت تبتغيه... جنسياً وغادراً في آن...!! كانت الصورة في المقام الأول، عندما كانت تعرض في الواجهة الزجاجية تفترض لنفسها وظيفة واحدة: أن تعرض على جسمها ما يمكن لأي أنثى أن تشهق أمامه، بمعنى آخر كانت وظيفة الجسد البلاستيكي أن يدعو إلى بهاء الأجساد الأنثوية القادرة على التفريق بين المشاعر واللهاث وجدوى النشوة في تلك الأمكنة البديدة التي تتلاقى فيها الأجساد لتصنع ملحمتها في الالتقاء وتشابك الأيدي ونرفزة العروق الساخنة. هنا في الصورة العابرة التي وقف عليها المصور التلفزيوني المجهول الذي لم نعرف له اسماً يصبح لهذا الجسد البلاستيكي الممدد على الأرض وظيفة أخرى غير الإعلان عن كل ما سبق من تفصيلات يتداخل فيها الجنس الأعمى بالأجساد الشقية المعدة خصيصاً لهذا النوع من الابتكارات الآدمية. وقد أصبحت للمانيكان وظيفة أخرى بعد الحرب تكمن في استرداد الشهوة من المشاهدين المستجدين. ونحن في أماكننا نستذكر الصورة كثيرة حتى من دون أن تعرض ثانية، ذلك أن للروح التي غادرت الجسد توقيعات لا طائل منها أبداً.. توقيعات تعصف بكل شيء وهي تشتعل أناقة على طريقتها وتسمي من تشاء وتنزع الاسم عمن تشاء. أم جان دارك ليست جان دارك امرأة عادية في حياة الفرنسيين. لا... ليست كذلك فهي تنزل عندهم بمرتبة "القديسة" كما ورد ذكرها في الكثير من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وحتى في فيلم مواطنها لوك بيسون الذي أدركها متأخراً لتقول شيئاً عن الحب في سيرتها هي كذلك أيضاً. وجان دارك مع بعض التفصيل هي من قادت جيوش فرنسا في القرن الخامس عشر وهزمت الإنجليز في موقعة أورليان، ثم أعدمت حرقاً ولكنها ظلت حية على الدوام في قلوب الفرنسيين حتى يومنا هذا. لم يكن في وسعنا أن نتصور أن يكون هناك "أماً" لهذه الثائرة الفرنسية تقطن بالقرب منا لولا التقرير المصور الذي نقله إلينا عبر محطة الجزيرة مراسلها عباس ناصر، ففي قلب الضاحية الجنوبية تقيم السيدة اللبنانية أم جان دارك وقد تجاوزت أعوامها السبعين في البيت الذي تعيش فيه منذ نصف قرن تقريباً، مع زوجها، الثمانيني الكهل الذي لم يعد يكترث بكل شيء يدور من حوله بحكم تعاقب السنون والملمات عليه. لم يكن الاسم مستعاراً فقد أمن لها الطاقم التلفزيوني اتصالاً هاتفياً بابنتها المقيمة في كندا جان دارك لتطمئنها بألا تجزع، فـ"كما في كل مرة سوف تسلم الجرة". رفضت أم جان دارك مغادرة المكان، وتشبثت به حتى الرمق الأخير حتى من بعد أن تحولت المنطقة إلى ضاحية أشباح، فقد تمكنت حصافة المكان من أن تفرض نفسها على هذا التقرير المتلفز، ذلك أن المرأة الأخرى التي تعيش مع أم جان دارك هي السيدة العجوز الأخرى الحاجة فاطمة التي ترفض هي أيضاً مغادرة المكان.. مكانهما الذي تتقاسمان فيه الذكريات وفكرة البقاء أو الاندثار معاً. بدا واضحاً أن بقاء السيدتين إحداهما إلى جانب الأخرى لم ينل من شجرة الإرادة والتسامح والتآخي والوئام الذي تمثله هاتان السيدتان الكبيرتان في حومتهما الأخيرة ربما!!
#فجر_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|