|
مقتطف من كتابي - البحث عن موسى - في قراءة مغايرة - ومناظرة مع فرويد
عيسى بن ضيف الله حداد
الحوار المتمدن-العدد: 7169 - 2022 / 2 / 21 - 08:59
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مقولات - مقتطف من كتابي - البحث عن موسى - في قراءة مغايرة - ومناظرة مع فرويد لمقولة الأولى – يلخص الكاتب الأمريكي ريشار إيليوت فريدمان، موقفه بشأن موسى في مقدمة كتابه، من كتب الإنجيل – في الآتي: في زمننا، لا يوجد عملياً على مستوى العالم، أي عالم يعمل بجدية في هذا الموضوع، يدعم الزعم القائل بكون الأسفار الخمسة (أي التوراة) قد كُتبت من قبل موسى، وحتى من قبل كاتب واحد، وقد غدا كل كتاب من هذه الكتب موضوعاً للبحث من قبل الأخصائيين لمعرفة كم من المؤلفين قد أسهموا في كتابته. كما يجري السجال لمعرفة إلى أي من وثائق الأصول الأولية ينتمي هذا السطر أو ذاك. المقولة الثانية - أعلنه كتاب التوراة مكشوفة على حقيقتها: بكون الخروج الجماعي من مصر لم يحدث، لا في الوقت ولا حسب الطريقة التي تذكرها التوراة. إن هذا الأمر غير قابل للدحض.؟ " لا يوجد دليل علمي أكيد على وجود شخصية موسى الموصوفة في التوراة العبرية، ولا على قصة التجوّل في البرية، والعجل الذهبي والصعود إلى سيناء.. - والأرجح في ناظريهما- أنه لم تكن هناك أصلاً فترة عبودية في مصر في تاريخ إسرائيل."(ص 98 و14). المقولة الثالثة- ظهر بدوره في كتاب التوراة مكشوفة على حقيقتها (ص 403): لقد أظهر قرنان من الزمان من الدراسات الحديثة للكتاب المقدس العبري، أن المادة التوراتية يجب ان تقيم فصلاً، فصلاً وأحياناً آية، آية. إن الكتاب المقدس يتضمن مواد تاريخية، وغير تاريخية، وشبه تاريخية، تظهر أحياناً قريبة جداً من بعضها الآخر في النص، إن جوهر أساس العلم في الكتاب المقدس العبري، هو أن نفصل الأجزاء التاريخية عن بقية النص طبقاً لاعتبارات أدبية ولغوية ومعلومات تاريخية من خارج الكتاب المقدس، لذا، نعم يمكن أن نشكك في الصفة التاريخية لآية، ونقبل بصحة آية أخرى. المقولة الرابعة - عدم معرفة المؤلف الحقيقي: لا تظهر مجمل هذه الأسفار أو بالكاد، علاقة فعلية بأسماء أصحابها. وكثيراً ما ُتجهل هوية مؤلفها الحقيقي. عندما يتعلق الأمر بوحي لنبي يكاد لا يوجد صلة وثيقة ودقيقة بين النص المقدس واسم صاحبه المفترض. في أفضل الحالات يمكن التعرف على الناشر، بالأحرى على الجهة التي تنطعت لعملية الجمع والتركيب والتوليف لجملة المكونات المستقاة من المصادر المتعددة، وأحياناً يبدو الأمر متعذراً. لا شك يبرز، أحياناً على الأقل - مرجع نبوي ينسب إليه أدبية ما. بيد أن الكتاب الذي يحمل اسم هذا أو ذاك من الأنبياء، قد خضع بدوره إلى سلسلة من المراجعات والإضافات قام به من تلاه في فريق مدرسته أو حتى من آخرين في عصر مقارب أو متباعد عنه. وفي نهاية مسيرة تنقل الكتاب يأتي كاتب " ملهم " أو " مقدس " - حسب التعبير الدارج - ليقوم بإنجاز ما يكافئ مشروع الصياغة قرب النهائية له - للكتاب. الجدير بالنظر أن المصدر المعتمد للكتاب المقدس العبري، جاء كنتيجة لأعمال فرق الماسوريين( المصححين) العائدة للقرن العاشر ميلادي. المقولة الخامسة - الماضي الافتراضي للأدب العبري، حيث يظهر غموض في الأصل والمصدر، مما دفع للاعتماد على الافتراض والتخمين. فالمعلومات التي تقدمها المأثورات عن أصل الأسفار ضئيلة جداً وأغلبها حديثة جداً، أي انبثقت في وقت متأخر جداً عن الأصل المفترض ومن ثم لا قيمة لها، وقد جاء بعضها مضللاً. كما تم الاستناد على القرائن المنبثقة من داخل النصوص لتحديد عمرها، الأمر الذي لا يمكن إلا أن يكون تقريبياً. فعبر هذا التقدير تتسلل الرؤية الذاتية للمؤرخ، مما يؤدي كنتيجة إلى حدوث اختلافات كبيرة بين مختلف التقديرات. المقولة السادسة- تتمثل أسفار الكتاب المقدس العبري بكونها إعادة تشكيل وتطوير ودمج لكتب سابقة في سلسلتها المقدسة. فالعديد من الكتب التاريخية جاءت كحصيلة لكتابة وتشكيل جديد وتعديل في كتب سابقة لها. من بينها سفر أخبار الأيام الذي يمثل بحقيقته كتابة جديدة وتطوير لأسفار صموئيل والملوك، مع حذف وإضافات تستجيب لأحداث ورؤى فرضتها الظروف المستجدة المعاصرة للكاتب أو الكتبة. واستندت الكتب الأخيرة بدورها على ما سبقها. في حين انبثق المصدر الأول عن نص غائب...! على هذا الأساس، يكون مسار التشكّل قد تم إنجازه عبر سيرورة خاصة، مكونة من سلسلة أعمال أنجزها عدة أجيال من الكتبة، مما صاحبه التطوّر والتحوّل في مضمون وشكل النص. نظراً لكون كل من هؤلاء الكتّاب قد انطلق من مفاهيم ورؤى عهده ومن واقعه ومن تجربته المعبرة عن موقعه الاجتماعي وظرفه ووعيه الخاص. كما نعلم، لقد أنجز بعضهم كتابات في التاريخ وفي الشرائع والأخلاقيات، والبعض الآخر أنجز كتابات أدبية شعرية نابعة من معاناتهم الخاصة المنبثقة من آمالهم وتجربتهم الحياتية وظروفهم الموضوعية والذاتية. كحصيلة يمثل الأدب المقدس العبري النتاج النهائي لأعمال أجيال متعددة متتالية من الكتبة، حيث عمل كل فوج على تطوير وتعديل عمل مَن سبقه. مما أدى في النهاية إلى عدم وصول أي كتاب عبري قديم كما كان عليه في أصله. فالكتب الحالية جُهزت أو تبدلت بعد الشتات Exile. المقولة السابعة - لن ينتابنا العجب حين يذهب كاتب مختص في شؤون الكتاب المقدس إلى حد القول في صيغة تساؤل: نص أصلي...؟ إننا بتصاعدنا عبر الزمن لن نستطيع الوصول إلى نص وحيد يشكل الجد الأول للنصوص (الأصل). من المؤكد هناك مجموعة من النصوص التي تشكل أجداد يربط بينها ما يماثل لعلاقات أبناء عمومة.. قطعاً ليس لدينا الأصل ". ويختتم قوله " أنه ليس القرآن ". المقولة الثامنة – يدلي الباحث الفرنسي NOUAIALLAT-R، بدلوه في البحث عبر محتوى النص، إذ يعتبر: " أنه من المستحيل قراءة الإنجيل كنص موحد لمؤلف واحد، أو ككتاب موحى به. لأن النصوص المكوّنة له تمثل مراحل وأنماط حياة وأوساط اجتماعية وذهنيات متعددة وأخيراً تأويلات كثيرة التنوع والاختلاف. المقولة التاسعة- لذات الكاتب: يتميز هذا الكتاب بالتنوع والتعدد ويفقد للاستمرارية والتجانس. وبسبب من التنوع والتصادم في نصوصه نجد لزاماً علينا أن نتكلم عن إسرائيليات متعددة، متنوعة " أي أدبيات مختلفة، بدلاً من الافتراض الوهمي القائم على وجود أدب إسرائيلي ديني موحد منسجم. المقولة العاشرة– للعبرانيين أنفسهم لا تكون هذه النصوص سهلة ومفهومة على الفور، إذ أن ديانتهم ديانة تأويلات أكثر من كونها كتاب. وأن التكاثر المتمثل في تنوع التأويلات الرمزية للنصوص تبدي كم تحتوي هي بذاتها على معوقات، تلك التي تدفع إلى إضفاء صفات الإله ذاتها على إرشاداته وذلك بوصفها كمعاني خفية، وبتعبير آخر كرموز مطاطية. ويحذر هذا الباحث من مغبة الوقوع في المصيدة – الفخ، إذ يجب تجنب تأويل النصوص الإنجيلية بالمنهجية – الإنجيلية ذاتها. ذات المصدر, P 60 المقولة الحادية عشر- يعلن الكاتب الفرنسيCLEVENOT. M في مدخل مؤلفه " مقاربات مادية للإنجيل: " بأننا إزاء العديد من الكتب أو جمع غير مؤتلف للنصوص الشديدة الاختلاف والمتباعدة في التباين، التي تمثل مراحل وأنماط مختلفة متسقة مع عصور متباينة. ويتناول الكثير منها شؤون دنيوية، وحروب وحيل وأمثال وحكم وسير. المقولة الثانية عشر- ذكر هذا الكاتب الفرنسي بأن عنوان الكتاب المقدس، المتمثل بالإنجيل: " ينطوي على محذور كبير، قد يدفع لإخفاء حقيقته المتمثلة في كونه يتألف من العديد من الكتب أو جمع غير مؤتلف لنصوص شديدة الاختلاف. إنما يتماثل في تكوينه إلى حدٍ ما مع مفترض لو وضعنا فيه بين غلافين: أغنية رولاند وتاريخ القديس لويس تأليف جوانفيل، وقصائد رونسارد ومقتطفات من مونتيني ومجموع القوانين في عهد لويس الرابع عشر وشرائع نابليون، وعلى ختامها ملصقات شهر أيار لعام 1968 للثورة الطلابية ودراسات سارتر. حيث تكوِّن هذه النصوص في مجموعها، عينه ممثله لفرنسا والفرنسيين. بالأحرى، يماثل في مشتملاته، موسوعة متباينة المحتويات أو مكتبه متعددة الأصناف.. " المقولة الثالثة عشر- قول فريد من نوعه، جاء بدوره على لسان فرويد – إن " تشويه النص، شبيه، من وجهة نظر معينة، بجريمة قتل، فالصعوبة لا تكمن في ارتكاب الجريمة، بل في إخفاء آثارها. ولعله يقصد هنا مصير موسى في فرضية مقتله...؟ المقولة الرابعة عشر - نعثر لدى بيير روسي على أدق تداول يخص مصداقية المرويات التاريخية لأسفار العهد القديم العبري، حيث يذكر " إننا لم نعثر حتى اليوم على أثر، ولا على أقل إشارة، تجبرنا على التحدث عن عاصمة عبرية، أو عن ملوك عبريين ولم يسجل في مكان ما اسم داوُد أو سليمان، ولم تسجل في أي مكان، الفتوحات الكبرى التي يمجدها العهد القديم. إن الديوان الفرعوني صامت في هذا الصدد، وهو الذي يحلو له أن يقص أدنى الأحداث السياسية والعسكرية للمنطقة.. وكيف سنرى في هذا العهد القديم شيئاً آخر غير قصيدة تحمل مثل طروادة، بدءاً من المنازعات أو المشاجرات المحلية والقروية، معارضة هذه أو تلك من أقسام القبيلة، أو هذا وذاك من الآلهة، أو هذا أو ذاك ممن ملك أرضاً أو سمي ملكاً للمناسبة. إن التاريخ لا يعترف لداود وسليمان أكثر مما لآخيل أو أوليس.." وفقا لهذه المستندات المعبر عنها في هذه المقولات، سوف ننظر إليه، مع محاولتنا للحفر في أعماق التاريخ كما هو، لا كما نراه أو نرغبه نحن..
#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في التاريخ القديم لما بين الرافدين - كليات في وقائع
-
غزوات شعوب البحر في قراءة مغايرة تصدع في تاريخيات غزوات شعوب
...
-
وقفة في ظلال علم الأديان -
-
أسرار الكهوف - النبض السري لمدونات كهوف قمران والبحر الميت
-
مع العلمانية / موقف
-
من التاريخ - الإمبارطورية
-
من حروب غيرت مسار التاريخ - الحروب ما بين روما وقرطاج
-
القبائل العبرية فيما قبل اليهودية
-
إضاءة تاريخية على الأصل الأقدم للفينيقيين
-
اضاءة على الأصل الأول لفينيقيا
-
العرب والبربر عبر التاريخ
-
من أوراقي - لاهوت الماء تقديس الماء عبر التاريخ
-
من أوراقي: مقدمات في الجغرافية التي صنعت اقاليمنا
-
وقفة مع الهيمنة الفارسية (538-333 ق م): سنأخذها نموذجا للإمب
...
-
مقدمات في مدارات التشكّل في منطقتنا (مقتطع من بحث مطول) التج
...
-
االبحث عن موسى
-
حوار – حول روايتي – على وهج الذاكرة
-
قراءة معاصرة للحياة السياسية في سورية في زمن الخمسينات
-
في قراءة معاصرة للحياة السياسية في سورية في زمن الخمسينات
-
الماء كمقدس - في تاريخنا الحضاري
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|