احمد طاهر كاظم
باحث واكاديمي
(Ahmed Tahir Kadhim)
الحوار المتمدن-العدد: 7165 - 2022 / 2 / 17 - 18:05
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الحركة النسوية
ظهور الحركات الاجتماعية لطالما كان نتيجة الظلم والقهر الذي تتعرض له المجتمعات الانسانية, لذا فهي تسعى لتغيير واقعها من خلال ازاحة مصدر القهر او تغيير القوانين التي اجازت هذا القهر, فيجتمع الافراد وفق نظرية تعبئة الموارد, ويتحالفون ويتبرعون بجزء صغير من مداخيلهم لدعم حراكهم الاجتماعي فينظمون الجمعيات وينشؤن الشعارات المعبرة عن رفضهم, وغالباً ما تكون الحركات الاجتماعية موجهة ضد السلطات السياسية الحاكمة, والتي بيدها مقدرات المجتمعات, اما في حالة الحركات النسوية الحديثة الامر مختلف تماماً فهي لا تناضل ضد السلطات السياسية او الاقتصادية, بل هي تناضل ضد شريكها الرجل, محاولة تفكيك القيود التي فرضها المجتمع على المرأة داعية الى المساواة, و اول ظهور للحركات النسائية كان عام 1895 والتي طالبت بضرورة تحقيق المساواة في الحقوق بين النساء والرجال, اذ كانت بدايتها الاولى المطالبة بحقها في الانتخاب والذي كان حكرا على الرجال فقط, المرأة عبر التاريخ الإنساني كانت مضطهدة لا سيما في المجتمعات الغربية, اذا كان القانون الغربي يجيز قتل المرأة من قبل زوجها, ناهيك عن التمييز العرقي, الذي مارسته المجتمعات الغربية ضد النساء, لذا كافحت المرأة على مر سنوات طويلة من اجل التحرر واستحصال حقوقها ومن ثم دعت الى المساواة في الحقوق والواجبات, الامر الذي دفع بالسلطات البريطانية الى اعتقال مئات النساء اللواتي اضربن عن الاكل في السجون.
في روسيا قامت النساء بثورة عارمة عام 1918 من اجل الحصول على حق التصويت ونجحت بذلك, وبعد الحرب العالمية الاولى العديد من الدول الاوربية المشاركة في الحرب منحت النساء حق التصويت كمكافئة لهن على الخدمات التي قمن بها مثل ( كندا), اما المرأة الامريكية فقد منحت حق التصويت عام 1920, حيث كان ينظر لها بأنها انسان من الدرجة الثانية طوال هذه الفترة, وبدأ في عام 1960 حراك نسوي كبير في القارة الافريقية وفي امريكا كانت اهم مطالب هذا الحراك التحرر من ذل العبودية, وبعد تحقيق جميع المطالب انفة الذكر لم تبقى المرأة ساكنة في حياتها مستقرة, بل طالبت بالمساواة مع الرجل لا سيما في الاجور, حيث كانت دول الغرب تدفع اجرا للنساء العاملات باقل من الرجل حيث كان الرجل يتقاضى اكثر من الضعف بينما النساء تتقاضى اجور زهيدة, لذا طالبت بالمساواة, ولم تكتفي الى هذا الحد طالبت بتغيير القوانين القضائية التي تمنع الاجهاض وتعاقب عليه, فطالبت النساء بحق الاجهاض, ولا تزال الحركات النسوية ترفع الشعارات الجندرية مطالبة بالمساواة الاجتماعية مع الرجال من خلال تغيير مكانتها الاجتماعية .
#احمد_طاهر_كاظم (هاشتاغ)
Ahmed_Tahir_Kadhim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟