المتغيرات السياسية في العراق ظاهرة طبيعية فرضتها حتمية التاريخ وتطوره

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7164 - 2022 / 2 / 16 - 12:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أن ديناميكية الحياة وتطورها التي تؤدي إلى اندفاع التاريخ ومسيرته إلى أمام بوصفها حركة الصيرورة والتقدم والتطور إلى ما لا نهاية لأنها حركة تراكمية تفضي فيها جدليات وصراع في المجتمع التي تشكل كليات وتؤدي إلى إنتاج توعيات جديدة هي ثمرة صراع وجدل المتناقضات في المجتمع بين ظاهرة ثابتة وأخرى متحركة تسعى للتقدم والتطور مما يؤدي إلى إنتاج ظاهرة نوعية جديدة نتيجة للوعي الفكري الذي يسبب تغييرات في المجتمع والذي يؤدي إلى تأسيس مفهوم التقدم والتطور الاجتماعي متجاوزاً الفكر السائد القديم الراكد والجامد والسير نحو التقدم والتطور حسب الاتجاه للمجتمع الجديد.
إن التغييرات السياسية في العراق كظاهرة تكمن ورائها أسباب وعوامل التي تعتبر الرابطة في التاريخ للوجود الإنساني التي تفرض بأن يكون لأية حركة أو تطور أو تغييرات اجتماعية لابد أن تمتلك سببا لها وهذا السبب يجب أن لا يكون خارج التغييرات والحركة وتطورها وإنما هو أحد أسبابها والقوانين التي تتحكم بالظاهرة العراقية والمجتمع وحركة تطور التاريخ من خلال فهم السببية لظواهر الواقع الاجتماعي ومن خلال ربط القوانين بالأسباب نستطيع أن نفهم جيداً الماضي وبشكل سليم الحاضر ونستقرئ بدقة المستقبل عن طريق معرفة حقيقة الواقع وأسبابه وعند ذلك نستطيع الوصول وإدراك جوهر الأحداث السائدة على الساحة السياسية والواقع الموضوعي كما أن الأسباب للواقع العراقي هي التي خلقت الشعور والإحساس بالواقع المؤلم والحقيقة المرة التي يعيشها أكثر من عشرة ملايين مواطن عراقي أفرزت ثورة الجوع والغضب التشرينية التي استمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق وعشرات المخطوفين فخلقت الوعي الفكري في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق بسبب إفرازات أوضاع مأساوية كان يعيشها الشعب الذي أفرز الفقر والجوع والحرمان والبطالة والفساد الإداري وتفشي المخدرات بين الشباب من أجل الهروب من الواقع الذي يعيشونه والانتحار بين اليائسين من الشباب والعنف الأسري الذي وصل إلى قتل أفراد عائلة بكاملها وانتحار الفاعل والقتل بين الأب والابن والابن وأبيه وانفلات السلاح وانتشار ظاهرة الجرائم المنظمة.
إن المطلوب والمفروض من القوى السياسية أن تدرك أن التاريخ لا يمكن إعادته إلى الماضي الذي خلق السبب الذي أفرز النتيجة التي يعيشها الشعب وأدت إلى نتائج الانتخابات المبكرة التي أدت إلى فوز قوى الإصلاح والتغيير وخسارة القوى السياسية التي كانت تحكم العراق لمدة ثمانية عشر عاماً وأوصلت العراق على ما نحن عليه الآن.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات