فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7162 - 2022 / 2 / 14 - 15:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن ديناميكية الحياة وتقدمها وتطورها تدفع مسيرة التاريخ إلى أمام لأن ليس من طبيعتها الجمود والثبات على وتيرة واحدة وإنما حسب طبيعتها وتكيفها بعضها مع بعض بصورة متبادلة تخضع لقوانين من التناقض والصراع موضوعية مستقلة وخارج إرادة الإنسان تعبر عن الضرورة التاريخية في التقدم والتطور .. وهذه القوانين علمية تمثل العلاقات الضرورية بين الحوادث وحركات التطور التي تجري مستقلة عن إرادة الإنسان .. فالقانون إنما هو علاقة ينبثق من طبيعة الأشياء من سياق حركات التطور أو من سياق الأحداث وقد تكون الصلة بين الحوادث وحركات التطور خارجية عرضية أو ضرورية داخلية أساسية عندما تولد بالضرورة حوادث من الحوادث حادثاً آخر كما يولد السبب النتيجة عندما يبلغ التطور مرحلة من النضج والوعي الفكري يكون فيه أحد الضدين ينفي الضد الآخر في وجوده ذاته .. فالمجتمع المتطور الذي تدخل فيه التناقضات والصراع لا يمكن أن يبقى على تماسكه وانسجامه أبداً عندما تدخل فيه عوامل متقدمة ومتطورة جديدة تؤدي به إلى انشقاقه إلى جبهتين متعارضتين أحدهما محافظة تريد الحفاظ على وضعها ومكاسبها ومصالحها على حساب أبناء الشعب وأخرى ثائرة من أجل الإصلاح والتغيير تريد التقدم والتطور والسير إلى أمام نحو الحرية والديمقراطية وتريد استبدال الماضي المعيق والمعرقل للتقدم بطريقة حكم جديد بعد انتصار وفوز القوى الجديدة على قاعدة متقدمة ومتطورة ومن خلال ذلك فإن أية حركة في التاريخ تكون هادمة وبانية في وقت واحد فهي تهدم النظام القديم بعد أن أصبح يراوح في مكانه لكي تبني القوى الجديدة مكانه نظاماً جديداً أقرب إلى مصالح وأماني وطموح الشعب يحمل روح العدل والمساواة الاجتماعية .. ومن خلال هذا التناقض والصراع بين القديم والجديد وبواسطة هذا التدافع تنمو الحضارة ويتطور المجتمع ويتقدم إلى أمام وصولاً إلى الهدف والغاية وفق الخريطة التي ناضلت من أجلها وخططت لها وسارت عليها قوى التغيير والإصلاح.
إن هذه العملية التي تعبر عن الظاهرة العراقية التي تمثل الإطار التنسيقي الذي اتخذ شعاراً له (التوافقية والطائفية) ممثلاً للطائفة الشيعية في مدن الوسط والجنوب التي انفجرت في ثورة الجوع والغضب التشرينية واستمرت سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح ومعوق وأدت إلى إقالة رئيس الوزراء والانتخابات المبكرة أدت إلى فوز قوى التغيير والإصلاح وفشل كتل وأحزاب الإطار التنسيقي .. إن التاريخ لا يعيد نفسه والشعب حقق إرادته وطموحه باختيار دولة تتجاوب وتترجم مصالحه وعلى القوى التي خسرت الفوز بالانتخابات أن تستفاد من تجربتها من خلال دراستها من جميع جوانبها وإخفاقاتها ونجاحاتها بطريقة نقدية التي يمكن الوصول والتعرف على الأسباب والنتائج وأن المرحلة القادمة تتطلب من القوى السياسية الرابحة والخاسرة أن تصبح وسيلة تنفيذ برامجها السياسية والفئات الخاسرة أن تصبح وسيلة مراقبة ورصد لسياسة الدولة من أجل تحقيق مصالح الشعب في المستقبل الأفضل والحياة الحرة الكريمة وهذه الأعمال تعتبر من واجبات المعارضة السياسية.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟