أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يوسف العادل - ثلاثة وثلاثون يوماً هزت العالم















المزيد.....

ثلاثة وثلاثون يوماً هزت العالم


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 06:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تكن السرعة التي تدحرجت فيها إجراءات استصدار القرار الدولي 1701 وإجراءات استقدام قوات دولية إلى جنوب لبنان
عاديةً، وفي سياقها المألوف، ذلك أن التدافع الاستثنائي لأطراف المجتمع الدولي( وهم الرأسماليون الاستعماريون بالطبع) إلى
وقف الحرب السادسة العدوانية على لبنان ، قد جاء على خلفية الوضع الخطير الذي انزلق إليه الصراع على الثروة والنفوذ في
منطقتنا،حيث أن محور( إيران دمشق حزب الله) قد قدم بياناً عملياًًً صارخاً لما آلت إليه استعداداته النوعية على مسرح الصراع
في المشرق العربي على صعيد إنجاز توازن الردع والرعب كتكتيك فعال يضع استراتيجية الصراع أمام توازن العقل،ويبدو أن ترسانة سلاح حزب الله (الذراع العسكري والسياسي لهذا المحور) وعدد منصات صواريخه وإنشاءاته العسكرية وكفاءة واستعدادات مقاتليه قد جاء بخلاف ما كان يعتقده تقليدياًًًًً ويقدره على الأقل القادة الصهاينة الذين لم يمكنهم مجهودهم الإستخباراتي مشفوعاً بخبرة ومجهود الأمير كان وغيرهم من تجاوز التقديرات المسبقة المألوفة والمركوزة في ذاكرتهم تاريخياً عن موازين القوى التي تحتكم إلى مفاعيلها أنظمة المنطقة العربية والنظام الإيراني والممكنة الاحتواء أو الضبط أو السحق من قبل الطرف الأمير كي،(حرب الخليج الأولى والثانية، خلع النظام العراقي واحتلال العراق) ومن هنا فما أفصحت عنه الحرب السادسة من عدة حقائق لم تكن أساساً في حسبان الطرف لإمبريالي الأمير كي الصهيوني الذي غافلته المعطيات والنتائج على حدٍ سواء، قد وضعت ثوابت الهيمنة الأمير كية ا لإسرائيلية وترتيباتها في المنطقة العربية أمام مجاهل الغد المقلق من خلال مايلي:
أولاً: دور ووظيفة إسرائيل:صحيح أن انهيار الإتحاد السوفييتي، في تسعينات القرن العشرين قد أدرج على جدول أعمال الإنفاق العسكري الاستعماري الإمبريالي الأمير كي مسألة ضغط وتخفيف هذا الإنفاق على الدور الوظيفي للكيان الصهيوني في بند لجم ودحر المد الشيوعي المدعوم من الإتحاد السوفييتي وقتئذٍ، ويبدو أن هذا الكيان كرأس جسر عسكري متقدم في منطقتنا لتأمين المصالح الأمير كية لم تدخل منذ انهيار الإتحاد السوفييتي موضوعة دوره ووظيفته الإقليمية حيز النقاش وإعادة النظر بشكل جدي بهذا الدور إلا عبر حرب الثلاثة وثلاثين يوماً التي واجهت الكيان الصهيوني بثلاثة أسئلة وجودية استراتيجية:
• ما الفائدة من كل ترسانة السلاح( النووي والتقليدي المتقدم تكنولوجياً) المدججة بها إسرائيل ويعطيها التفوق وقصب السبق والأفضليات الإقليمية في الترتيبات الأمير كية، بعد تلك الهزيمة المعنوية التي تلقتها على خلفية الصمود البطولي للمقاومة اللبنانية،في جنوب لبنان في الحرب السادسة، إذ استطاعت قيادة ومقاتلو حزب الله إدارة المعارك البرية مع الجيش الإسرائيلي بشكل استثنائي مذهل بالمعايير العسكرية(تكتيكا، وتخطيطاً وتنفيذاً) فنالوا عميقاً من هيبته التي كسرت، ولن يجبرها(الآن وعلىالمدى المنظور على الأقل) كل جهنم التي وضعوا لبنان فيها حيث الدمار والخراب والقتل والنزوح والآلام العميمة,
• كيف تخفق كل هذه الآلة العسكرية الإسرائيلية الضخمة الجبارة في توفير سلعة الأمن والطمأنينة للسكان الإسرائيليين الذين صارت الملا جيء منذ وقت بعيد إطاراً حياتياً ومسكناً للكثير منهم قبل الحرب وأثناءها إضافة إلى النزوح والدمار والقلق الذي بات يطاردهم على مدار الساعة, فيما ينعم بهذا الأمن والاستقرار غالبية دول المنطقة بعيداً عن الملاجئ والصواريخ، اللهم إلا البؤس والاستبداد، ويبدو أن هذا أقل وطأة على النفس من وقع النزوح وترك المنازل الخ.
• إذا كانت عملية إنجاز وحماية المصالح وترتيبات الهيمنة الأمير كية عبر جميع محطاتها في المنطقة العربية تعزى في أساسها إلى إسرائيل، إلا أن كل النظام العربي الرسمي زائد إيران وعلى مدار عقود لعب ويلعب ولا يزال دوراً تنافسياً مع إسرائيل في تخديم المشروع الأمير كي في المنطقة، ويقتصر التعارض الثانوي هنا مع الإدارة الأمير كية على ثمن الوظيفة الإقليمية المسندة لهذا الطرف أو ذاك، واعتقد أن هذه الإدارة تملك هامش مناورة كبير في إسناد الأدوار وتفعيل الخيارات المختلفة، ومن هنا فعلي كل طرف ، أن يحشد ما أمكن من الأوراق ،سواء أكانت إمكانيات عسكرية أو موقع جغرافي أو سياسي الخ وأعتقد أن جعبة محور إيران سوريا حزب الله،زاخرة بأجندة الخدمات الإقليمية في الملفات الساخنة (العراق ولبنان وفلسطين)،حيث تتراكب وتتعقد آليات وإجراءات تنفيذ المشروع الأمير كي في أي نسخة من نسخه، وبالتالي فمن المنطقي والطبيعي أن يتسلل الخوف والقلق إلى أوصال القادة الصهاينة على خلفية خذلانهم أمام المقاومة اللبنانية في الحرب السادسة والتباس دورهم وفاعليتهم،ما يدفع الإدارة الأمير كية إلى التفكير بصوت عالي على هذا الأساس حول ضرورة فك الارتباط بين وحدة اللوبي الصهيوني و الكيان الصهيوني الروحية من جهة وبين الابتزاز الانتخابي التي تقبع تحت عبئه الإدارات الأمير كية المتعاقبة التي تدفع ثمن حصولها على مردود ورقة الاقتراع التي يوفرها هذا اللوبي، دعماً أمير كيا(تحت الضغط) غير محدود لإسرائيل الخائبة في الحرب السادسة التي هب المجتمع الدولي لنجدتها الإقليمية وانتشالها من بين أقدام المقاومة، بكل تبعات ذلك وأعبائه المادية والمعنوية .
ثانياً :استنهاض ثقافة المقاومة: إذا كان التحالف الإمبريالي الصهيوني مع النظام العربي الرسمي قد نجح في الإجهاز على حركة التحرر الوطني العربي، بمرتكزاتها على الأرض وفي الوعي ودفن قيمها وثقافتها في تربة الهزائم والاستسلام والتسويات التصفوية، وذلك عبر مسار درامي امتد منذ منتصف سبعينات القرن العشرين مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت وطرد آلاف المقاتلين الفلسطينيين إلى الشتات، ثم اتفاقيات أوسلو وصولاُ إلى السور الإسمنتي العازل والحصار المزمن للشعب الفلسطيني، وكل ذلك جنباً إلى جنب مع القمع والاستبداد الذي يطال الساحات العربية بجماهيرها وقواها السياسية والإجهاز عليها،وإذا كان قد تمفصل هذا التواصل التاريخي مع حركة المقاومة الوطنية اللبنانية وانتفاضة الحجارة والأقصى كمحطات نضالية جادة المسعى الوطني، فكل ذلك ضمن السياق التقليدي للصراع العربي الإسرائيلي بمعطياته ونتائجه المألوفة بما في ذلك تحرير جنوب لبنان عام 2000 واتساع ذمة وهيبة وصلف إسرائيل لاستيعاب هذه الهزيمة,(تحرير جنوب لبنان)
ولكن يبدو أن الحرب السادسة شكلت مفتاحاً نوعياً واستثنائياً لاستعادة ضبط روح شعوب المنطقة العربية
علي إيقاع الجدية والمصداقية العالية والمشروعية التاريخية التي ارتكز إليها قادة ومقاتلوا حزب الله في وضع حد عسكري
للصلف الأمير كي الإسرائيلي الذي طالما استسهل انتصاراته واجتياحا ته وعربدته في طول بلادنا وعرضها، ما يعني انتعاش
الآمال في أن الاستسلام ليس قدراً على هذه المنطقة، لو انتقلت الحكاية إلى منطقها وسردها المقاوم الأصيل، بعيداً عن قدرها في
المزاد السياسي الذي يعطي النظامين السوري والإيراني قدرا أوسع من المناورة في الميدان الإيديولوجي، ذلك أن التعبئة
والاستنهاض الوطني في مواجهة العامل الخارجي(العدو) يصبح بالنسبة لهذين النظامين مادة إعلامية تعززالإستقطاب الداخلي
وتعيق مسألة اللعب الإمبريالي بالورقة الداخلية وساحات هذه الأنظمة،ومن هنا نستطيع فهم القتالية عالية التحدي التي أرادها
الرئيسان السوري والإيراني في خطابيهما الناريين اللذين عكسا الفرز الحقيقي بين محور إيران سوريا حزب الله الذي خاض هذه الحرب ضد إسرائيل عبر الجغرافية اللبنانية المجدية لهذا المحور وبين مثلث السعودية مصر الأردن الذي ظن أن هذه الحرب ومنذ أيامها الأولى ستكون مقبرة لحزب الله وربما بداية النهاية لمحوره فأدان هذا المثلث مغامرة حزب الله قبل أن تظهر حرباً سادسة فارقة في الصراع العربي الإسرائيلي,
وأعتقد أن التعليقات والتحليلات السياسية التي اعتبرت خطاب الرئيس السوري مؤخراً بعيداً عن الإتزان السياسي والدبلوماسي يغشاه الإرتجال، وأن على النظام السوري أن يفتح جبهة الجولان ويحارب على أرضه بدلاً من تدمير لبنان، قد ارتكبت مغالطة منطقية بالافتراضين التاليين:
1. إما أن أفترض أن حزب الله قد احتضنه النظام السوري لسنوات طويلة في لبنان وشاركه في كل أجندة مقاومته للكيان الصهيوني حتى تاريخه مروراً بالتحرير عام 2000 وكل ذلك بدعم إيراني تاريخي وفعال عبر الجغرافية السورية، وأعتقد أن هذا الافتراض بفحواه لا يختلف عليه اثنان، وبالتالي فمن مصالح هؤلاء جميعاً(حزب الله والنظام السوري والإيراني)أن يختاروا زمان ومكان تحقيق مصالحهم وبالسياسة التي يريدون (دبلوماسية أو حروب) ولا أعتقد أن مصالح هؤلاء تتطابق أو تقترب من المصالح الوطنية لشعوبنا وإن تقاطعت معها(حسب منطق وطبائع الأمور)، وعلى هذا الأساس ستبقى جبهة الجولان مغلقة، وهنا ستكون خطابات الأسد ،أنجاد، نصر الله، تتويجاً لنصر من طراز خاص يتباهون به في طول الخطاب وعرضه وستستمر بعد النكسة المعنوية الإسرائيلية رحلة صراع المجتمع الدولي مع محور(إيران سوريا حزب الله) على جبهات تخصيب اليورانيوم والحدود وإغلاقها ونزع سلاح حزب الله ) وكل ذلك في مسعى أمير كي جاد لتفكيك هذا المحور وتحطيم روابطه.
2. أو أفترض أن حزب الله شأن لبناني محض ، وسأسال من أين لحزب الله كل مقومات صموده التاريخي واستعصائه على المجتمع الدولي، في نزع سلاحه وغير ذلك، فإذا عثرت على إجابات خارج الثنائي السوري الإيراني، عندئذٍ سنجد أن هذا الثنائي عبارة عن ترسيمة من الخيال السياسي لابد من إزالتها بإعادة الرأس إلى الواقع,
أخيراً لقد هزت حرب الثلاثة وثلاثين يوماً العالم كما هزته أحداث 11 أيلول وسيستمر الهز............



#يوسف_العادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق وخطوط حمراء في سوريا
- صبحي حديدي بين طائري وقواق
- فاتح جاموس والتوازن على حافة الهاوية
- المعارضة السورية بين انتهازية الوعي وشهادة الزور
- رثاء محمد الماغوط
- أدب السجون
- قصيدة شعر لكل امرأة
- المرأة هذا الكائن المطارد
- المعارضة السورية وتوبة خدام
- الإعلام العربي إلى أين؟
- حماس في صدارة المشهد السياسي،أسباب ودلالات
- لماذا مرر خدام هذه الكرة في الوقت الضائع؟
- مفهوم قوة وضعف النظام السوري
- ليس اتجاهاً معاكساً
- الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية
- لماذا يقلق بوش ورايس من تقرير ميليس؟!
- ميليس بين اغتيال الحريري واغتيال الحقائق
- كنبض القلب أو أقرب تحية إلى محمود درويش
- علام يختلف الدكتوران عيد وغليون؟
- منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - يوسف العادل - ثلاثة وثلاثون يوماً هزت العالم