|
أبو رنا.. ومفخخاتي رئيس مجلس النواب...
فاتن نور
الحوار المتمدن-العدد: 1664 - 2006 / 9 / 5 - 10:28
المحور:
كتابات ساخرة
(ابو رنا) تلك كنية لا تلفت الإنظار..اما لو كنى بها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة المتجحفل في بلاد الرافدين فستبدو وكأنها نكتة او مزحة، كونها كنية ارى انها تليق بمن هو مقبل على الحياة لا على الآخرة... ...ولكن بأضافة نقطة على حرف الراء قد تصحح تلك الكنية ويتزن الميزان...
ابو رنا هذا/ او ابو همام..كان سببا لإطلالة مستشار الأمن القومي العراقي على شاشات التلفزة اطلالة بهية، ليزف للشعب العراقى بشرى اعتقاله،وقد صرح بأطلالته تلك بأن تنظيم القاعدة يمر بظروف عصيبة في العراق!،ويعاني من التفكك! ومن نقص الكفاءات القيادية!!..(إلا ترون معي بأن ظروف القاعدة تشبة ولحد ما ظروف العراق!)..هذا اضافة لكونه يعاني من ضغوط شتى تدفعه للخروج من الساحة العراقية..طبعا لم يحدثنا المستشارعن الجهات الضاغطة،وعن طبيعة علاقتها بهكذا تنظيم تؤهلها لإملاء مثل تلك الضغوط!. وهل هي جهات داخلية /محلية، ام جهات خارجية، ام داخلية مُستضافة محليا!...لربما ولحين اتمام مشروع المصالحة...
عموما.. يبقى الخبر بحد ذاته من الأخبار الطيبة، نأمل من ورائه كل خير، أرجو ان لا يكون كالخير الذي حصدناه من وراء اطلالة مماثلة كانت لرئيس الوزراء المالكي وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الجنرال جورج كايس/ قائد القوات الأمريكية في العراق،حيث زف لنا في حزيران العام الجاري مقتل زعيم القاعدة/فرع العراق!،ابو مصعب الزرقاوي...وقد غسل الدم تلك الفرحة التي عمت العراق من اقصاه الى اقصاه.. .. هل تراجعت الأعمال الأرهابية منذ موت الزرقاوي ولغاية اعتقال أبو رنا.. هل استقر الوضع ولو بنسبة ضيئلة.. هل تغير شكل النزف اليومي وأختلفت طرائقه.. هل تنفس العراق يوما دون فاجعة.. تلك اسئلة يمتلك أجاباتها المواطن العراقي البسيط ولا اظنه سيخفق في الأجابة فهو جزء منها،,ولسنا بحاجة الى تقارير احصائية من وزارة الداخلية فهي تمتلك العذر فيما لو اخفقت في الأجابة او تعذرعليها إعداد تقرير!، كونها من الوزارات السيادية المضطربة والمتنازع عليها من قبل عشاق السيادة! فهي ليست كمثل الوزارات البائرة المتفرغة لإداء مسؤولياتها كوزارة الثقافة مثلا!!...
لا يرتبط الوضع الأمني في العراق بزعامات وقيادات لمنظمات أرهابية، فقد مات الزرقاوي في الأمس القريب ليحل مكانه أبو رنا مع تصاعد اعمال العنف بشكل ملحوظ .. واعتقل ابو رنا اليوم ولا غرابة ان يحل محله ابو رشا او سحر، ولا ندري ما شكل الفواجع غدا... فتلك المنظمات الأرهابية اكثر تنظيما من مؤسساتنا القيادية وأقل تخبطا في تحديد اهدافها واسرع في غلق الثغرات.....
لقد وصل الحال المزري الى اقصاه واصبح الفرد المسؤول عن حماية شخصية مهمة في البلد كشخصية رئيس مجلس النواب!!..اصبح ممتهنا لمهنة ثانية..ولا بأس بتعدد المهن فلقمة العيش قد تستوجب الكفاح!..اما ان تكون المهنة هي- مفخخاتي- وأن يمسك متلبسا بمهنته الثانية محاولا زرع عبوات ناسفة ..فتلك مهزلة ورب الكعبة، تلتها مهزلة التصريح الذي اطلقه المكتب الاعلامي لرئيس المجلس والذي حاول الفصل بين المهنتين واعتبر مهنة/هواية -التفخيخ- مهنة ثانوية،وخارج نطاق العمل الرسمي المكلف به الشخص المعني،ويحاسب عليها فيما لو ثبت اضرارها بالصالح العام!!! والطريف انه راح مطالبا بتعويض للمتهم في حالة عدم ثبوت التهمة، رغم ان المتهم كان قد القي القبض عليه متلبسا!..ورغم وجود الآف من العراقيين الذين لم تثبت عليهم اية تهمة! يصطفون بطوابير من اجل تعويضات مشروعة عرفا وقانونا، لما لحق بهم من اضرار نتيجة الفوضى والإنفلات الأمني والتطاول على ما يمتلكون من عقارات وأراض من قبل مليشيات سياسية متمسحة بالدين، تهابها الدولة ولا تجرأ على مقاضاتها او حتى توجيه اللوم من باب اضعف الأيمان! كما أن المرجعيات الدينية تلعب دور المتفرج... لا ادري متى تتأبط الدولة بعض شجاعة وتسعى بكل ثقلها لحل تلك المليشيات التي طغت واصبحت دولا داخل دولة،لها اجنداتها السياسية وجيوشها ودساتيرها الخاصة وسياساتها الخارجية المستقلة..
.. ارهابي يحمل هوية حماية رئيس مجلس النواب ،وباج لدخول المنطقة الخضراء ودخول قصر المؤتمرات!!..كيف نترجم فوضى كهذه! لا أظن ان ابو رنا منحه تلك المهنة..وزوده بهوية وباج!!.. وخبر اعتقاله لا اظنه اقوى من خبر اعتقال المفخخاتي المذكور الذي لم يسلط عليه الضوء في مؤتمر متلفز!
...أرى أن تكثف وزارة الداخلية جهودها داخل المنطقة الخضراء فمن يعمل هناك قد تكون له مهنة ثانية اشق من مهنة التفخيخ! كما أرى أن تكثف الزيارات لإستشارة المرجعيات الدينية حول سبل انقاذ العراق، كي تشحذ الممارسات السياسية بقدسية محببة يستقوي بها السياسيون لإظهارمتغيرات الواقع وملابساته كقضايا شرعية! ..ويا حبذا لو تكون قضية حل المليشيات او تحويلها الى حركات سياسية غير مسلحة اول قضية شرعية تفتي بها المرجعية بشكل صارم لا يقبل التسويف والمماطلة في التفعيل......
#فاتن_نور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوافر..برأس دبوس
-
هاتوني بزنجيل وقامة والف خرافة كي أمسي عراقية!!
-
بغاء في حلم...
-
أرواح العراقيين في ذمة المرجعيات الدينية....
-
آه أيتها الحقيقة.. يا أكبر كذبة في التاريخ...
-
الخطة الأمنية امتدت من بغداد والى ما بعد بعد بغداد!
-
للعاطلين عن العمل..منبر مفخخ
-
قفزات عالقة..
-
شحنة عاطفية براية الألم.... لبنان يحترق
-
الإسلام في العراق.. ثقافة إستحواذ وإستلاب..
-
رؤية في المصالحة الوطنية العراقية....
-
سجعٌ ثمل في.. القبو العربي..
-
قضية هند حناوي : ملاحة ساخنة تقلب الصورة....
-
الغريزة الجنسية بين الكبح والتهذيب..2
-
الغريزة الجنسية بين الكبح والتهذيب...
-
هيا بنا الى ميادين الفساد!!!
-
من طرائف مشاريع الإعمار في العراق..
-
براءة الأطفال في قارب السياسة والفلسفة والنقد!!!
-
زرقاوي الأمس ضاري.....
-
ابداعات اسلامية: الطبيعة المحافظة تدعونا للتحجب!
المزيد.....
-
Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي
...
-
واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با
...
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|