عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 7161 - 2022 / 2 / 13 - 11:18
المحور:
الادب والفن
أنا أحبّكِ جدّاً.
أنتِ التي يشبهُ وجهها الضوء.
بينما أنا .. عندما أقفُ أمام المرآة
، لأرمّمَ هذا الخراب العظيم ،
أمسَحُها عشر مرّاتٍ
، و في كلّ مرّةٍ أجفلُ ،
وأسألُ وجهي السرياليّ ، الذي يظهرُ الآنَ أمامي :
من أنتَ بحقّ اللعنة ؟
أنا عاشقٌ كبير ، وأحبّكِ حُبّاً جمّاً
ولكنّني "منشغِلُ بالنزوح"
و بـ " إبنتي التي تؤثّثُ أيّامها "
و بالحرب الأهليّة "الأسبانيّة"
و الفريق "فرانكو ".
أنا أريدُ أن أغفو ، فقط ، في عينيكِ البُنيّتين
ولكنّ زعماء "كبار"، من مواليد برج الجَدي،
ينظرونَ إليّ ، أنا بالذات، من شاشة التلفزيون،
و يتوَعدّونني بقانونٍ للعشائر، سيقدّمونهُ إلى البرلمان
في الفصل التشريعي القادم .
أنا أحبّكِ جداً
و سأكتبُ لكِ هذا اليومَ ،على حائط الروح :
عمري زادَ عن الحَدِّ
وأنا من برج الحوتِ
و أنتِ فَصْلي القادمَ
أنتِ فصلي الأخير .
أنا أحبّكِ جداً ..
ولكنّني مهمومٌ بمصروفِ البيتِ
وعندي أولادٌ سيذهبونَ إلى الحربِ
وأولادٌ لن يعودوا من الحربِ
وعندما أقرّرُ أن أكونَ عاشقاً جداً
فأن النساء الصغيرات
ينادونني: "عمّو ".
من المهْدِ .. إلى " عمّو".
لم أكُنْ طفلاً أبداً
ولم أتذوّق حلاوةَ عسلِ الحُبّ ،
هذا الذي يكتبُ عنهُ طلبةُ الكُليّاتِ على(الفيس) .
ورغم كلّ ذلك ..
فأنّني من هناك
، من حقول روحي الخضراء الشاسعة،
سأكتبُ لكِ الآن :
أنّ أعيادي قد تأخرّتْ كثيراً
وأنّني معكِ ،لن أكون يابساً من العزلة،
في الربع الخالي من صحراء القلب
وأنّكِ لي، ياحبّة القمحِ
يا فارعةً كالسُنبلة .
أنتِ .. ولا عيد سواكِ
بأصابعكِ الطويلةِ ، حتّى فمي ،
أقبّلُها إصبَعاً .. إصبَعاً
إلى أن يأتي العيدُ القادمُ ..
أو أموت .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟