كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 21:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد الحديث عن دور المنصات الرقمية في نشر ثقافة الإساءة للغير، وتزييف الحقائق، وتضليل الرأي العام وخداعهم، لم يعد مجرد حديث عابر. فقد أصبحت لدى البعض قاصفات ومدمرات وجيوش الكترونية متخصصة في فنون التراشقات، وقذف الاتهامات، ونشر الشتائم، التي تتعدّى هامش العمل السياسي وتتخطى قواعد الحوار المفتوح بين زعماء الأحزاب والفرقاء. .
ربما ادرك العراق هذه الظاهرة، فاستحدث وزارة المصالحة الوطنية على غرار وزارات المصالحة في عموم البلدان العربية، والتي أثبتت فشلها في إصلاح شأن القبائل المتناحرة، وفشلت أيضا في تحسين علاقات الكيانات السياسية المتنافرة، وفي هذا السياق أطلقت وزارة العدل السعودية (منصة تراضي) يديرها مصلحون بمختلف التخصصات يتم اختيارهم بحسب نوع النزاع، لكنها لم تحقق الاهداف المنشودة، ولم تستطع الصمود بوجه المعارك الرقمية التي تدور رحاها على صفحات الفيسبوك والصفحات الأخرى. .
فقد أصبح الانترنت ساحة لمعاركنا الداخلية، وأصبحت الحروب الرقمية حلبة يومية لقذائف التغريدات والحروب الباردة التي لا تكلف شيئاً، ولا تستدعي تحريك الدروع والمشاة. فتوسعت وتشعبت وباتت تهدد حياة المواطن البسيط القابع في منزلة، حيث وجد نفسه مرغما على متابعتها وتغذيتها بالتعليقات واللايكات. وصرنا نخوض حروباً حامية الوطيس بكل أسلحة الصراع الرقمي، ولابد من التفكير منذ الآن بإدراج فقرة المصالحة الرقمية بين القوى الوطنية المشتركة بالعملية السياسية، بانتظار ان تسفر المصالحة الرقمية عن حزمة من قواعد السلوك السياسي، والاتفاق على قوالب المفاهيم الرقمية الملزمة التطبيق . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟