كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 14:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تخيل أنك لا تشعر بالأمان أبداً إلا خارج البلد الذي تنتمي إليه. فقبل بضعة اسابيع تناقلت الفضائيات العالمية أخبار المأساة التي يتعرض لها أكثر من 300 ألف عراقي لجؤوا إلى اوربا بحثا عن الأمان بعدما ضاق بهم العراق رغم اتساعه، وبعدما فقدوا الأمان في ظل التقلبات اليومية من أزمة إلى أخرى، وفي ظلّ الظروف القاهرة في بلد أنهكته الحروب الطويلة والصراعات السياسية المريرة، فاضطروا لبيع ممتلكاتهم وشراء العقارات في شتى أرجاء الأرض بغية الحصول على الإقامة المؤقتة أو الحصول هناك على الجنسية. .
لا توجد لدينا إحصاءات رسمية عن حجم الاعداد المهاجرة والبلدان التي هاجروا اليها، لكن هجرتهم نحو تركيا أصبحت الخيار الأقرب للتنفيذ، فغالباً ما يقصدها العراقيون لشراء العقارات والحصول على الجنسية. وبحسب القانون التركي لكل من يشتري عقاراً بقيمة 250 ألف دولار. .
فأرض الله واسعة، ولن تضيق بالباحثين عن الأمن والأمان والطامحين بالراحة والسلامة من الأذى، يقول الشاعر (الشنفرى) في لاميته:
لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ
سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ
وهي دعوة صادقة يوظّف فيها الشاعر أسلوب القسم مُحاولًا تأكيد ما يدّعيه من رحابة الأرض والاستقرار النفسي الذي سيُلاقيه فيها بعد رحيله، ولعلّه لجأ لأسلوب القسم لما التمسه من ضعف حجّته أمام قومه. فالأرض تتسع لكل مَن يقبل عليها فاراً من شباك الأذى والمذلة التي يواجهها الإنسان في وطنه، فيضطر لشد الرحال صوب الآفاق البعيدة رغم المشقة وقسوة الوحدة، ولعل معظمنا في رحلة بحث عن الأمان شرق الأرض وغربها. .
وتذكروا كلمة أمير المؤمنين عليه السلام حين وضع يده على السبب الحقيقي للشعور بالاغتراب حتى لو كان الإنسان في داره وبين اهله، فقال: (الأمان في الغربة وطن). .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟