عصافيرٌ مَشْوِية

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 13:18
المحور: كتابات ساخرة
    

مُشكلة السمنة والكروش الكبيرة ، مُتفشِية في أقليم كردستان العراق ، ومن نافلة القَول ان الوزن الزائد وتراكُم الدهون ، يُؤدي الى الإصابة بالأمراض الخطيرة ، وأيضاً الى الكسل وقِلة الحركة ومن ثُم شحة البَرَكة . طبعاً حكومتنا العتيدة ، ساهرة على راحة الشعب ومُراقبة أحواله عن كَثَب … وبعد التمحيص والتفتيش ، وَجدَتْ أن من أهم أسباب بدانة المواطنين ، هو تناولهم للخبز والصمون في الوجبات الثلاثة وبكمياتٍ مُعتَبَرة … ولم تنفع حملات التوعية والتثقيف في وسائل الإعلام والندوات ، في دفع المواطنين الى التقليل من شراهتهم في إستهلاك الخبز والصمون . ولهذا جمعَتْ الحكومة مُستشاريها الأكفاء لغرض إيجاد سُبل فعالة لترشيق المواطنين غصباً عنهم " إذ ان هذا الأسلوب أي الغَصُب ، أثبتَ فعاليته في السنوات الأخيرة من خلال تطبيق [ الإدخار الإجباري ] بإستقطاع جزء مهم من الرواتب " طيلة أعوام … وبناءً عليه ، فلقد إتفق المستشارون الجهابذة على إقتراحٍ فريد ، لا يحل مشكلة الكروش وإستهلاك الصمون فقط ، بل يُعالج حزمة من الأزمات الأخرى في طريقه ! . وتتلخص الخطة في رفع سعر الطحين والوقود والكهرباء ، مما سيجبر أصحاب الأفران على الإعتراض والشكوى ، ولن تستمع الحكومة الى نداءاتهم ومطالبهم عمداً ، مما سيدفعهم دفعاً أي أصحاب الأفران ، الى تقليل وزن وحجم الخبز والصمون ، ولن تقوم الجهات الرقابية المُكلفة بمتابعة عمل الأفران بمحاسبتهم " عمداً " أيضاً .
وبهذا الطريقة الفَذّة ، فأن الحكومة وبجهود مُستشاريها ، لم تكتَفِ بضرب عصفورَين بحجرٍ واحد ، بل عدة عصافير ! : العصفور الأول / إجبار المواطن على التقليل من الأكل ، فأنا مَثلاً متعود على تناول أربعة صمونات يومياً ، والآن فأن وزن وحجم هذه الصمونات يُعادل ثلاثة صمونات في السابق ، وإذا إستمر الأمر على هذا المنوال لفترة معقولة فسأفقد رُبع وزني بإذن الله ! . العصفور الثاني / رفع سعر الطحين يُفرِح الأعزاء أصحاب المطاحن والتُجار . العصفور الثالث / رفع سعر النفط والكازأويل يُساعد الأخوة أصحاب المصافي وأحباءنا التُجار / العصفور الرابع / رفع سعر الكهرباء يُسعِد السادة أصحاب المولدات ويُضحِك تُجار المقاييس " الذكية " على ذقون المُستهلكين " الأغبياء " ! .
وحيثُ ان هنالك الكثير من العصافير المُتساقِطة بأحجار الحكومة ومُستشاريها ، فمن المُفيد ان يقوم مُستثمرٌ بفتح مطعمٍ للعصافير المشوية .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات