أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد قاسم علي - شيخ المخازي يقف أمام جلالة المرأة














المزيد.....

شيخ المخازي يقف أمام جلالة المرأة


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(Syd A. Dilbat)


الحوار المتمدن-العدد: 7159 - 2022 / 2 / 11 - 10:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أن شخصاً أنتهك طفولة أبنته القاصر أنتهاكاً صارخاً، مٌلقياً أياها الى معترك الحياة مٌكرهة تحمل حملاً ثقيلاً من المسؤولية تحت وطاأة ما يسمى الزواج "ستر" و هو في واقع الحال أغتصاب و سرقة للطفولة. ذاته ذلك الشخص الذي الذي حرم أبنته من حق التعليم، التعليم الذي يمكن أن يكون هو السبيل للخروج من الانفاق المظلمة، و شق الطريق نحو آفاق واسعة. يمكن من خلالها أن تكتسب بعض المؤهلات الأساسية لمواجهة معترك الحياة. إن شخصاً كهذا الذي يدعي الابوة و هو يحمل تلك الملكات الفكرية الرجعية التي بدورها تقضي على الطفولة و تعمل على هدم هيكل الأسرة ، لا يمكن لهذا الشخص بأي حال من الأحوال أن تجده على سبيل المثال في مظاهرات تطالب بحقوق المرأة ، لأنه في واقع الحال موغل بالجريمة ، الجريمة المتمثلة بأمتهان المراة و أستعبادها.الجريمة المتمثلة بنظرته الدونية للمرأة.
شريحة واسعة من المجتمع العراقي تحمل أفكار مقرفة على أعلى المستويات ، يمكن أن تصنف تلك الأفكار بالقذرة هذا على أقل تقدير. على سبيل المثال مقولة "المرأة ناقصة عقل و دين" سمعتها في العديد من المناسبات يالها من مقولة حقيرة تثير الإشمئزاز، أن من يتبنى هكذا قُبح هم مجموعة من الأوباش يستندوا على موروث قديم و مٌظلم ملئ بالأنتهاكات. العجيب في الأمر الشريعة المٌظلمة لتلك الحقب الغابرة بكل ما تحمله من إنتهاكات يمكن أن تتجذر في المجتمع الذي يعيش في القرن الحادي و العشرين. هكذا موروث أوغل في الأنتقاص من المرأة سابقاً و أتمرت هذه الانتهاكات الى وقتنا الحاضر. مؤخراً رمى شخص قميْ بتلك الكلمات على مسامعي ، "المرأة ناقصة عقل و دين" ويضيف موغلاً بالسفالة بأن المرأة مهما قرعت زوجها فأنها في نهاية المطاف ستلقي بنفسها تحته في الفراش، أشارة منه الى الحاجة الجنسية ، أي أن من وجهة نظره بأن المرأة خٌلقت للإستخدام الجنسي. بذلك هو يجرد المرأة من المشاعر و الأحاسيس و الكرامة و القيمة الانسانية العظيمة و بأنها تملك فرادة لا يمكن التجاوز عليها او أنتهاكها خاصيتها بأي شكل من الأشكال. أن أستمرار مثل هكذا تجاوزات يستند الى الشريعة الإسلامية التي تقف بدورها عائقاً امام كل محاولة لتشريع قوانين تحمي المرأة و بالتالي تغيير الموروث الذي ينتقص من كرامتها.
أخلاق الصحراء هي المتجذرة في المجتمع الى حد بعيد، العجيب في ان أولئك الشخوص القميئية و أن تغير عليهم المكان إلا أن الموروثات الوضيعة دائماً ما تكون ثابتة في ذهنيتهم. الأمم الأخرى سنت قوانين وضعية حديثة من خلالها أعطت جزء من حقوق المرأة و أن كانت تلك الحقوق متفاوتة حسب تشريعات و قوانين الدول المختلفة. الى أن الأصلاحات في الدول التي تحترم حقوق الإنسان جارية على قدم و ساق و بأستمرار. على النقيض من المجتمعات التي يكتنفها الجمود الفكري و التعصب القبلي التي ترفض الأعتراف بالآخر و تمعن في أمتهان كرامة الأنسان بشكل عام و المرأة بشكل خاص.
يذكر أن الحطيئة كان أحد الهجائين العرب الكبار كان أن لم يجد شخصاً يهجوه فيقوم بهجاء نقسه ، تنسب للحطيئة الأبيات التالية يقال أنه هجا فيها أباه:
فنعم الشيخ أنت لدى المخازي و بئس الشيخ أنت لدى المعالي
جمعت اللوم لا حياك ربي و أبواب السفاهة و الظلالِ
وجدت في هذه الأبيات الرد المناسب على الكلام المنقوص من ذلك المنقوص الذي تفوه بها. ليس عليّ الإستطراد بأن الحركات النسوية و منظمات حقوق الإنسان و أحزاب اليسار الشيوعية و أحزاب اليمين الليبرالية، بمجملها و بمختلف مشاربها عجزت عن الوقوف أمام التيارات الأسلامية، ليس ذلك فحسب بل أيضاً عجزت عن اجراء التغييرات اللازمة لكي تضمن حقوق المرأة، يعزى السبب الى ان طبيعة المجتمع القبلي تجهض تلك المحاولات بطابع الحتمية، أن عادات القبيلة راسخة و متجذرة بعمق أكثر أيغالاً في التأثير من الواعز الديني ذاته.
على النقيض من ذلك في الجانب الآخر في البلدان التي تسعى نحو التغيير الى الافضل وتبحث عن الرخاء، دائماً ما يكون في تلكم المجتمعات دوراً بارزاً و قيادياً للمرأة و تكون العلاقة طردية بين ضمان حقوق المرأة و مساواتها في الحقوق و الواجبات مع الرجل و أحترام كيانها و قدسية فرادتها كأنسان مستقل في كينونته و بين النمو و الأستقرار و الرخاء للمجتمع و الدولة و للأمة باكملها،. هنا نعود بتفكير دائري مضمونه أينما وجدت تلكم الأفكار الرجعية في أي مجتمع وجدت أيضاً بالضرورة أسباب البؤوس و الشقاء على مستوى الأفراد و المجتمع.
من أين لذلك القزم الذي يجرم بحق أبنته و المرأة بشكل عام، من أين له القدرة على السماح للأبيات النبيلة للشاعر أحمد شوقي أن تلامس ظميره، تلك الأبيات حينما شبه بها الأم بالمدرسة التي أن تمت رعايتها و أعدادها و الاهتمام بها ستنتج شعباً طيب الأعراق.
في نهاية المطاف يبقى للدور الذي يبذله المثقف فاعلاً في مكافحة تلكم الأفكار و الوقوف أمام تلكم الشراذم من الناس.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       Syd_A._Dilbat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المأساة في الأحتكام الى السلاح
- جريمة إغتصاب الطفلة و النكِرات من رجال الدين
- الهروب من القبيلة
- دو فو : قصيدة من 500 كلمة، إفكار منعكسة على الطريق من العاصم ...
- هل إستخدمت أمريكا السلاح النووي ضد العراق؟
- مٌحاولة إغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي و دور الميليشيات ف ...
- يبدو أن قادة الميليشيات قد أسرفوا بالتمادي
- الطائفية ، كيف يٌمكن أن يكون ذلك طبيعياً؟
- -فرقة الموت- التي قتلت الصحفي البصري أحمد عبد الصمد في قاعة ...
- باسكال-علاقة القلب بالإيمان المسيحي
- كٌسرت الجرة فوق رأس هادي العامري
- ساهمة الأدباء في رسم سور الأمة و بناء جسدها و نقل تأريخها و ...
- القديس أوغسطين و تأثيره على الفكر السياسي الغربي
- دور البلطجة في تحديد الكتلة الأكبر
- الإرهاب
- خطاب الكراهية
- ثقافة التهجم و التحاسد
- الإستخفاف و رفاهية الحزن
- الأدب الصيني في عصره الذهبي
- يا لها من وقاحة


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد قاسم علي - شيخ المخازي يقف أمام جلالة المرأة