أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نهاد ابو غوش - عن الشهيد الطفل نسيم أبو رومي














المزيد.....

عن الشهيد الطفل نسيم أبو رومي


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7158 - 2022 / 2 / 10 - 23:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


نهاد أبو غوش
في تاريخ المقاومة الفلسطينية نوعان من العمليات الفدائية التي يكون احتمال موت المنفذ فيها عاليا جدا واحتمال نجاته ضئيلا، النوع الأول هو نوع العمليات الذي انتشر منذ أواخر الستينات وحتى اواخر الثمانينات، وفيه يتوجه مقاتل فرد أو مجموعة قليلة من الأفراد لتنفيذ عملية قتالية ضد هدف لجيش الاحتلال أو المستوطنين، وفي الغالب يكون هدفه أسر عدد من أفراد العدو لمبادلتهم بالأسرى في سجون الاحتلال، في الغالب تتحول هذه العمليات إلى "عمليات انتحارية" وتكون فرصة نجاة المنفذين به معدومة، لأن إسرائيل مستعدة للتضحية بعدد غير محدود من مواطنيها وجنودها في سبيل قتل المجموعة الفدائية المنفذة وعدم وقوع اي أسير في يد المقاومة، النوع الثاني هو ذاك الذي انتشر مع صعود حركتي حماس والجهاد الإسلامي والذي يقوم على تفخيخ جسد المنفذ أو تفخيخ سيارة، والدخول إلى قلب مجموعة من المستوطنين أو الجنود، وفي هذه الحالة فإن احتمال النجاة قريب من الصفر إلا إذا وقع خلل في عملية التفجير.
في السنوات الأخيرة انتشر نوع جديد من العمليات الذي يقوم على تنفيذ عمليات طعن يقوم بها أفراد في العادة شبان صغار أو أطفال من دون اي خبرة قتالية أو عسكرية، وفي ضوء تعليمات إطلاق النار وعقيدة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المستندة للتراث التوراتي الأسطوري " من جاء لقتلك سارع أنت لقتله" والنتيجة معروفة وهي استشهاد المنفذين من دون إعطائهم اي فرصة للنجاة من تحييدهم أو إطلاق النار عليهم بهدف إصابتهم ثم القبض عليهم ومحاكمتهم.
شخصيا لم اكن يوما مؤيدا لتنفيذ العمليات الاستشهادية من قبل الأطفال والفتيات فهؤلاء في النهاية أطفال ومن حقهم ان يعيشوا طفولتهم، ولكن قليلون خارج فلسطين من يدركون حجم القهر والغضب والسخط الذي يتراكم يوميا في نفوس الفلسطينيين ويعتمل في صدورهم فيدفعهم للقيام بمثل هذه العمليات التي تبقى في نظرهم اشرف من حياة الذل والهوان، كما لا يملك أحد ان يحكم على النوايا لهؤلاء الفتية والشباب الذين يعبرون عن وطنيهم واستعدادهم للتضحية من أجل الوطن بطريقتهم، وتتسع هذه الظاهرة في ضوء الأزمات البنيوية التي اصابت أطراف الحركة الوطنية فجعلتها غير قادرة على استيعاب طاقات الشباب وطموحاتهم، يلجا هؤلاء الأطفال لمثل هذه العمليات التي أعرف أحد منفذيها الطفل نسيم مكافح ابو رومي ( 14 عاما) حق المعرفة واعرف والده وهو صديقي ورفيقي امضى في سجون الاحتلال أكثر من سبع سنوات وهو من بلدة العيزرية المجاورة للقدس، وقد نفذ الشهيد نسيم عملية بطولية وثقتها كاميرات المراقبة على إحدى بوابات المسجد الأقصى، فقد هاجم نسيم وزميل له مجموعة من الجنود وحرس الحدود بسكاكين بسيطة واستطاعا طعن عدد من الجنود وإصابتهم بجروح، قبل أن يأتي جنود ىخرون ليطلقوا وابلا من اسلحتهم القاتلة، واكملوا ما يعرف "بإجراءات التأكد من القتل" من خلال إطلاق النار على الفتى وسيم المضرج بدمائه من المسافة صفر فأجهزوا عليه، سلطات الاحتلال بمستوياتها الأمنية والسياسية لم تكتف بذلك بل احتجزت جسد الشهيد في ثلاجات الموتى كنوع من العقاب لذوي الشهيد وللمجتمع الفلسطيني بشكل عام، ولم يفرج عن جثمان نسيم إلا بعد ضغوط سياسية وقانونية محلية ودولية مكثفة.
التشييع
اليوم تراب القدس الدافىء احتضن هذا الجسد الغض، والعيزرية ودّعت فتاها في عرس لم تشهد له ضواحي العاصمة مثيلا من قبل. ثماني رصاصات حاقدة اخترقت جسم "نسيم" الضئيل حجما والكبير أثرا، الصغير عمرا والعظيم مجدا وخلودا في وجدان شعب كامل.
اليوم رأيت مئات الفتية من عمر نسيم وأصغر قليلا أو أكبر قليلا، يلبسون قمصانا وبلايز كتب عليها "مجموعات الشهيد نسيم أبو رومي" ... سيخلدونك باقتفاء اثرك يا نسيم، ورأيت وسمعت عشرات النسوة والفتيات يطلقن الزغاريد فور دخول موكب "نسيم" بلدته العيزرية قادما من أبو ديس.. أي قشعريرة سرت في أبدان آلاف المشيعين، واي نموذج للبطولة هذا الذي تجتمع القرى والمدن والبلاد بأسرها من أجل وداعه.
وإذا كانت التقاليد تحرم النساء والفتيات من المشاركة في الجنازات إلا على استحياء، فإن "صمود" الفتاة الصغيرة الشجاعة .. شقيقة نسيم .. التي صرخت في وجه الجنود تطالب بجثمان أخيها وبصقت على أحدهم.. كانت محمولة على الأكتاف كأبيها "مكافح" تماما تهتف وتصيح فتؤجج في النفوس الغضب والحماسة.
أما مكافح الذي تعرف البلاد والسجون شجاعته وصلابته، ورفيقة دربه دارين فقد تحملا كل ما جرى ببطولة استثنائية.. أفاضا على جثمان نسيم الصغير حبهما كما فعلا في حياته، اسلما قلبهما وروحهما للتراب لينتهي فصل من معاناة الثلج والاحتجاز وتبدأ بعدها معاناة من نوع آخر سترافقهما مدى الحياة لن يخففها إلا أولئك الذين سيقتفون أثر نسيم على طريق الحرية.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن رفض الاتحاد الافريقي قبول إسرائيل كعضو مراقب
- إسرائيل وأزمة اوكرانيا
- المجلس المركزي الفلسطيني يستدعى عند الحاجة
- البناء على تقرير الأمنستي
- إسرائيل ورُهاب حقوق الإنسان
- إسرائيل وكازاخستان وآسيا الوسطى(2 من 2)
- إسرائيل وكازاخستان وآسيا الوسطى( ا من 2)
- بدو النقب واستمرار مخطط التهجير والتطهير العرقي*
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (3/3)
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (2/3)
- تدمير حل الدولتين يقود لخيار الأبارتهايد (1/3)
- لا تخذلوا شعبكم!
- الحوار الفلسطيني في الجزائر: مجاملة أم فرصة جدية
- حكومة بينيت تسعى للقضاء على فرص قيام دولة فلسطينية
- هبّة النقب
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 3 من 3)
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 2 من 3)
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة (1)
- التعايش مع الأخطاء والتجاوزات وتوريث الأبناء للمواقع والمسؤو ...
- أطفالنا وجحيم العمل في المستوطنات


المزيد.....




- نائب رئيس الكنيست يشبه المتظاهرين ضد حكومة نتنياهو -بذراع حم ...
- فيديو. الشرطة الإسرائيلية تستخدم خراطيم المياه لتفريق متظاهر ...
- متى سيصبح يوم الأرض 25 ساعة؟
- كلاوديا شينباوم ورحلة اليسار في المكسيك.. من الفيزياء إلى ال ...
- فرنسا تستعد لانتخابات تشريعية مبكرة وحظوظ اليمين المتطرف تتز ...
- شاهد: غواصة روسية تغادر المياه الكوبية قبل مناورات عسكرية في ...
- الانتخابات التشريعية الفرنسية: -الجبهة الشعبية الجديدة- تنظم ...
- فرنسا: مبابي وتورام وديمبيلي... نجوم في كرة القدم يدعون لقطع ...
- نتانياهو يحل حكومة الحرب... هل هي خطوة للتخلص من تأثير اليمي ...
- هل يشفي حزب العمال جراح بريطانيا من البريكسيت؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نهاد ابو غوش - عن الشهيد الطفل نسيم أبو رومي