أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - المادية اللاماركسية














المزيد.....

المادية اللاماركسية


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 7156 - 2022 / 2 / 8 - 22:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحن نعيش في وجود مادي تماماً. يخلو في أساسه الطبيعي من فكرة أو عقل مُخطط مسبق، يُحدث فيه ما نراه من بقع أو جزر انتظام، في محيط فوضى وعبث هائل.
الفكر أو العلم الإنساني كذلك ليس مفارقاً للمادة أو يعلو عليها. بل هو نتاج للوعي بالعلاقات الطبيعية للمادة. والتي تحتمها خواصها المحكومة بقوانين طبيعية حتمية الفاعلية.
إلى هناك ولا يبدو ثمة خلاف مع الحتمية المادية الماركسية. لكن الأمر في حقيقته ليس ذلك وأبعد من ذلك.
فحتمية القوانين المادية في غياب عقل مخطط لم تصنع ما نشهده من انتظام في الكون والوجود. وإنما صنعت بأدائها غير الموجه ما وصفناه بمحيط هائل من العشوائية. والنزر اليسير نسبياً من الانتظام الطبيعي. صنعته الصدفة التي تحسِبها رياضياً نظرية الاحتمالات.
أما الانتظام الذي يشكل المحيط الحيوي للإنسان، فمكون من الانتظام الطبيعي (الحتمي)، بالإضافة للجهد الإنساني، المصحوب بالفكرة المسبقة أو العقل المخطط. الذي يوظف الحتميات المادية الطبيعية، ليؤسس بها تشكيلات مبتكرة، تناسب أو تريح أو تسعد الإنسان.
المادة الخام هنا هي القوانين والعلاقات المادية الحتمية. لكن التشكيل أو الهياكل التي يشيدها الإبداع الإنساني بتوظيف تلك الحتميات المادية، ليست حتمية، ولا هي نتيجة آلية الديالكتيك المادي كما تصور ماركس.
العلاقة إذن بين المادية والفكر ليست علاقة بنية تحتية ببنية فوقية، يكون فيها الفكر انعكاساً آلياً لعلاقات المادة بما يقودنا لمصير مادي حتمي كما تصور ماركس، وأثبتت الأيام كذب نبوءاته وسقوط حتميته المادية.
بذات القدر ولذات الأسباب فالفكر الإنساني ليس حراً بصورة مطلقة، ليخلق ما يشاء من تشكيلات، بغض النظر عن حتميات الواقع المادي. فهو محكوم بإمكانيات الواقع. الذي يشكل الجزء المادي منه لبنات أو أحجار البناء. ويحدد الفكر الإنساني المبدع تصميم الهيكل أو شكله. محكوماً بطبيعة أحجار البناء، وما تسمح به طبيعتها من طواعية في تشكيل التصميم المستهدف.
الجدل المادي الحقيقي هكذا، لا يتم بهيئة بنية تحتية وفوقية تحدد علاقة المادة بالفكر. وإنما هي علاقة "عَرْضِية". يكتشف فيها الفكر علاقات المادة وإمكانياتها. ليدخل الإبداع الإنساني في المعادلة. بتوظيفه للوقائع والحقائق المادية. ليشيد منها ما تتيحه المعطيات من إمكانيات لتشكيلات.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلهة وشياطين
- نحن ولغتنا الفصحى
- الإنسان وصناعة الآلهة
- 84 عاماً على حرب أكتوبر
- نحن والديموقراطية
- الإصرار على كليب حياً
- العماء والاستعماء
- العالم الغربي والإخوان المسلمون
- الميتافيزيقا - ماوراء الطبيعة
- المسألة الفلسطينية
- أنا واليهود
- اتفاقيات السلام ومصالح الفلسطينيين
- ماذا يحدث في الفيسبوك؟
- لبنان اليوم وغداً
- نقط على حروف لبنان
- لبنان حطام سفينة الحضارة
- حديث الحرية
- رؤية لمصالح الشعوب
- كلمة أخيرة عن المثلية
- المسيحية. . بحث في الجذور


المزيد.....




- عكرمة صبري: الأقصى يُستباح من اليهود المتطرفين
- -لست واهمًا.. ما أقوله يحدث-: رئيس الوزراء السابق إيهود أولم ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: بدء اقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى في ...
- عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة
- القوى الوطنية والإسلامية في القطاع: أهل غزة يمثلون طليعة الج ...
- قراءة في خطاب قائد الثورة الإسلامية حول المفاوضات النووية
- جماعة الإخوان المسلمين في الأردن تصدر بيانا حول الأحداث الأخ ...
- الأردن يعلن إحباط مخطط -للمساس بالأمن وإثارة الفوضى- وأصابع ...
- ممثل حماس في إيران: يجب إعلان الجهاد العام بالدول الإسلامية ...
- نحو ألفي مستوطن يستبيحون الأقصى وبن غفير يقتحم المسجد الإبرا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - المادية اللاماركسية